عقيدة راسخة

بقلم: فنيدس بن بلة
30 ديسمبر 2019

أبرز اللواء سعيد شنقريحة في ترؤسه لأول اجتماع لإطارات وزارة الدفاع وأركان الجيش عن عقيدة المؤسسة العسكرية التي تسير عليها وتعتبرها مرجعية لكل الظروف، كاسبة المصداقية والاعتبار. تتمثل هذه العقيدة الراسخة المستمدة من ثورة نوفمبر المجيدة في العلاقة الديالكتيكية بين الجيش والشعب، التي برزت بشكل استثنائي في المسيرات السلمية المطالبة بالتغيير لاستكمال بناء الدولة الوطنية، وظلت تهتف بها الحناجر مدوّية، مردّدة العبارة التاريخية « جيش شعب، خاوة خاوة.»
بفضل هذه المعادلة نجحت الجزائر في إفشال أخطر مؤامرة، استهدفت استقرارها، وخرجت منها منتصرة،  اعتمادا على الذات، متخذة من المتاعب قوة انطلاق نحو التقويم والتجدد. هذه التجربة الرائدة المحقّقة بتضحيات جسام، رؤى متبصرة ومقاربة دقيقة،  هي عنوان « جزائر 2019 «، التي تستقبل السنة الميلادية الجديدة وكلها أمل في رفع تحديات مرحلة حساسة  تريدها ان تكون مدخلا للإصلاحات الشاملة، تفتح بشأنها ورشات صياغة دستور الجمهورية الجديدة، استجابة لتطلّعات شعب انتفض من أجل جزائر حديثة تعزّز فيها الديمقراطية، الحقوق والحريات وتضع المواطن نصب الأعين والاهتمام  تجاوزا لحقب سابقة بقي خلالها أسير  النظرة الضيقة التي تعتبره مجرد «ورقة انتخابية.»
انها المقاربة الدقيقة التي تعطي أجوبة لتساؤلات الراهن السياسي وتكشف عن خصوصية الجزائر ومواصفاتها في إدارة شؤونها بنفسها معتمدة على جيشها، شعبها ومؤسساتها الجمهورية، في تجسيد المشروع النهضوي المنبثق عن رئاسيات 12 ديسمبر 2019، التي جرت  في جو من الأمن والسكينة، مكّن الناخبين من أداء واجبهم بكل حرية وديمقراطية، بفضل جهود  الجيش المضنية والتدابير التي اتخذها وحرص على تنفيذها بدقة فقيد الوطن الفريق قايد صالح.
الآن، وبعد تولي اللّواء شنقريحة المهام على رأس قيادة الأركان، تواصل المؤسسة العسكرية السير على نفس النهج، مصرّة على البقاء في ظل الشرعية الدستورية، معتبرة أنها الخيار الآمن للجزائر الجديدة، التي التزم الرئيس تبون بإقامتها ضمن إصلاح شامل للدولة بكل فروعها ومؤسساتها السامحة بتكريس  دولة القانون والعدالة الاجتماعية، الديمقراطية التشاركية التي يكون فيها المواطن طرفًا فاعلًا والمجتمع المدني قويا مقتدرا على  تحمل مسؤوليته كسلطة مرافقة معزّزة للجبهة الداخلية.
أكد على هذا الطرح اللّواء بلغة الفصل والحسم، منهيا أية مضاربة كلامية وتكهنات قائلا:» إن الجيش الذي رافق المسيرات السلمية وحماها دون أن تراق قطرة دم واحدة، علاوة على مرافقته لمؤسسات الدولة ومكنها من أداء مهامها في أحسن الظروف، سيبقى مجنّدا في خدمة الوطن، وسيظل بالمرصاد في مواجهة أعداء الوطن، وكل من يحاول المساس بالسيادة الوطنية.»
هذا الكلام الواضح المستشف من عقيدة منتجهة غير قابلة للمساس والمساومة، يرسخ مكانة الجيش في المعادلة الوطنية ومهامه الدستورية في جزائر مستقرة وآمنة دائما وأبدا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024