مواكبة التحوّل

بقلم: فنيدس بن بلة
27 جانفي 2020

أبرز وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة عمار بلحيمر، دور الكفاءات في ترقية الإعلام الوطني المراهن عليه في هذا الظرف كثيرا لمرافقة العمل السياسي وتلبية حق المواطن في المعلومة الصحيحة النزيهة المستندة إلى مصدرها، بعيدا عن أي تحريف وتزييف. جاء هذا، أمس، خلال تنصيب الرئيس المدير العام للتلفزيون أحمد بن صبان، ما يترجم أهمية السلطة الرابعة التي تحتل الأولوية في برنامج العمل لتشييد الجمهورية الجديدة. وهي محطة مصيرية في مسار التغيير الذي تجسّده في الميدان ورشات إصلاحات عميقة غايتها تعزيز دولة المؤسسات.
الإعلام وفق هذا المعطى، له مكانته في الزمن الرقمي الافتراضي الذي يعد تحدّيا يجب رفعه، من خلال تطوير منظومة إتصالية وطنية حديثة، تعتمد على قاعدة صلبة أساسها أخلاقيات المهنة، تفرض المصداقية والنزاهة ولا تسمح بنشر معلومات مفبركة تشوه الحقائق وتروج لمغالطات وما تحمله من أخطار على النسيج الاجتماعي والاستقرار الوطني.
أمام الزخم الإعلامي الرهيب الذي تفرضه تكنولوجيات الاتصالات الحديثة، التي حولت العالم المترامي الأطراف إلى قرية واحدة شفافة، حيث تؤدي عبرها أجهزة الحاسوب، الأنترنت، النقال ووسائط عدة، وظيفة اتصال متعددة لكل واحدة رسالتها، بات لزاما على منظومتنا الإعلامية التفاعل مع هذا التحول بالتسلح أكثر بالمهنية التي توفرها لها كفاءات لها تجربة ودراية في خدمات نقل وتحرير المعلومة، تجنبا للسقوط في الإشاعة والتهويل.
هنا تظهر الحاجة الملحة للنخب والكفاءات في إدارة شؤون الإعلام وتسيير المؤسسات والعناوين المتناغمة المتعددة المشارب والتي تحمل مع ذلك غاية واحدة: المرافقة في خدمة الجزائر الجديدة التي تسابق الزمن من أجل تجسيد مشروع التقويم والتجدد، حيث تسند المسؤولية لمن هم أهل لها وأكفأ وأكثر حرصا على تأديتها بنقاء ضمير وغيرة، مستندين إلى فريق عمل يتحلى بمواصفات الكفاءة وشروطها.
لهذا تقدم ورشات الإصلاح المنتظرة، إجابة شافية كافية عن أي إعلام وطني نريد في المشهد الراهن والآتي. وهي ورشات تقرر أن يُشرَك فيها مختلف الفاعلين، تطبيقا لبرنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والتزاماته 54، حيث للإعلام فيها مكانة متميزة.
إنها ورشات، يراهن فيها على استقلالية المهنة وحريتها، شريطة التحلي بروح المسؤولية في الممارسة الإعلامية، دون اتخاذ من هذه الحرية منطلقا للمساس بحياة الناس والإساءة إليهم تحت أي ذريعة.
الحرية الإعلامية بحكم هذا المعطى الثابت، تكسب معادلة قيمة واعتبارا إذا اقترنت بالمسؤولية التي تفرض بدورها شروطا ومعايير تبعد السلطة الرابعة عن ممارسات خطيرة وتجاذبات مألوفة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، التي اتخذتها أطراف منتسبة للإعلام فضاءً لتسويق خطب الكراهية والعنصرية وكل ما يشجع على إيقاظ الفتنة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024