مهام دستورية

بقلم: فنيدس بن بلة
18 فيفري 2020

مداخلات ومناقشات في "منتدى الشعب"، أبرزت خصوصية الجيش الوطني الشعبي وعقيدة تمنح هذه المؤسسة الدستورية الجمهورية، التمايز والاستثناء. هي عقيدة تستند إلى ثورة نوفمبر المرجعية الأبدية في استكمال إقامة الدولة الوطنية الحديثة التي تعد المؤسسة العسكرية إحدى أسسها وثوابتها حاضرا ومستقبلا.
ظهر هذا في ندوة نقاش، أمس، إحياء لليوم الوطني للشهيد، الذي كان محطة فاصلة للوقوف على نضال بطولي لرواد التحرر الذين صغرت أمامهم الأشياء وكبر الوطن وأعلي شأنه وكذا الأخذ في الاعتبار وصية من استشهدوا في ميدان الشرف للأجيال المتعاقبة أن «الجزائر أمانة في الأعناق حافظوا عليها».
أعطت الندوة الإعلامية التاريخية، للمناسبة قيمتها ودلالتها، حرصت عليها جريدة «الشعب» في كل مرة تنظم فيه منتداها، مضفية عليه بعدا وطنيا وقراءة متأنية استشرافية للوقائع والأحداث ورمزيتها دون اعتبارها مجرد حدث عابر. كان التوقف عند معنى «الأشبال وتواصل الأجيال» وما حملته من بعد تحليلي حدد الإطار الزمكاني الذي اتخذ فيه مرسوم تأسيس مدارس «أشبال الثورة » سنوات مضت، قبل تحولها إلى «أشبال الأمة »، اختلفت في التسمية واتفقت على الجوهر ومقصد الغاية  خلق جيل من إطارات يشكل خزانا للمؤسسة العسكرية في مسار التجدد، العصرنة والتفتح على التكنولوجيات المتطورة والعلوم التي تستدعيها الاستراتيجيات العسكرية في زمن يتسم بالحروب الإلكترونية والافتراضية.
إنه اختيار مدرج في رؤية بعدية للقيادة العليا للجيش بهدف تهيئة الظروف لتأسيس قطب امتياز لتخرج إطارات ونخب تتوفر على معايير التكوين العسكري الحديث وجاهزية لتأدية وظائف عسكرية متعددة الاختصاص بروح مسؤولة واحترافية يفرضها التحول وتستدعيها التحديات.
من هنا جاءت مدارس أشبال الأمة العشر الموزعة عبر الوطن لاستقبال من تتوفر فيهم شروط التفوق والتألق التعليمي من أبناء الجزائر، مكرسة المبدأ الذي يعتمد عليه الجيش منهاجا وفلسفة، ويفسر مفهوم علاقة المؤسسة العسكرية بالشعب، وكيف أن هذا الرباط مستمر ويعود في كل مرحلة صعبة وأزمة وطارئ تعرفه الجزائر. وهي خصوصية ينفرد بها الجيش الوطني الشعبي الذي خرج من رحم الشعب ومعاناته، ووضع نفسه في خدمته وصيانة الوطن واستقراره.
هذا الجيش الوطني الشعبي الذي ينفرد على باقي الجيوش أنه ليس لديه يوم وطني، ولم يؤسس بمرسوم رئاسي غداة الاستقلال، هو امتداد طبيعي لجيش التحرير، يواصل تأدية مهامه الدستورية بالتزام غايته ، التصدي لأية مؤامرة تستهدف الشعب والوطن مثلما أظهره في المسيرات السلمية، مرافقا تجسيد المطالب الشرعية، مواجها محاولات اختراق حراك ردد شعارا بأعلى صوت «جيش شعب خاوة خاوة».
إنها عبارة دوت خلال مسيرات على مدار سنة تجاوب معها الجيش بتطبيق مبدأ السيادة الشعبية في التحول السلس والمرور بالبلاد إلى بر الأمان.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024