كلّنـا معنيـــون

بقلم: فنيدس بن بلة
27 مارس 2020

صنع الجزائريون الحدث عبر التضامن الواسع المسجل من مختلف الفئات العمرية في مواجهة فيروس كورونا  المتمادي في زرع الرعب  وفرض الطوارئ في عواصم المعمورة لإتباع أفضل الخيارات الممكنة للحدّ من انتشاره السريع. وأدى هذا الطارئ إلى ابتكار أحدث السيناريوهات وأكثرها فعالية للإجابة على السؤال المحيّر، كيف السبيل لوضع «كوفيد-19» تحت السيطرة والتحكم؟، وهل بالإمكان   اللجوء إلى مراكز اختبار متنقلة وفرض عزلة على حاملي الفيروس التاجي ووضعهم تحت الحجر الصحي والعزل المنزلي؟
إنها إستراتيجية وقائية اعتمدتها الدول الموبوءة وسارت عليها الجزائر ضمن نظام اليقظة ورفع درجة التأهب حسب ما استدعته الضرورة الحتمية، تجاوب معها مواطنون وهيئات بروح التضامن والتآزر، صانعين صورا جديرة بالتوقف عندها والإشادة بها. فلم يعد أحد بمنأى عن هذه المواجهة التي يعيش كلنا فصول مشاهدها الاستثنائية على ارض الواقع معيدة، بذاكرتنا الجماعية إلى حالات سابقة وتجارب فرضتها الليالي الحالكات.
ساعد ولا يزال في هذه المعركة التي جندت كل الفاعلين ووضعتهم في أولى الصفوف مقاومة للفيروس، الإعلام الوطني بمختلف فروعه،  التقليدي منه والحديث، ضمن حملات تحسيس وتعبئة بدون توقف تقاسمت فيها الأدوار ووزعت المهام لغرض واحد: حماية المواطنين من أي مكروه وتعزيز السلامة الصحية التي باتت في الظرف الراهن مكمّلا للأمن الوطني والاستقرار.
من خلال الأداء الاتصالي المستند إلى أخلاقيات مهنية، روح مسؤولية وحسّ مدني عال، فرض الإعلام نفسه شريكا في مد جسور تواصل مع مواطن منتزعا منه واجب الاعتراف بخطورة وضع طارئ، يستدعي الالتزام بتدابير الوقاية وتجاوز سلوك الاستخفاف من الوباء الفتاك، الذي جعل كبريات المخابر في حالة استنفار قصوى بحثا عن دواء نافع.
وترافق هذا الأداء الاتصالي فرق الدرك والأمن، وهي تجوب المدن والأحياء ليل نهار، حاثة المواطنين على التجاوب مع التدابير الاحترازية، والتزام إجراءات الحجر الصحي والعزل المنزلي طواعية دون المغامرة بالحياة.
يضاف إلى هذه المهمة التي تعد إحدى أشكال الاتصال المباشر مع السكان، الجهود المبذولة في تعقيم الساحات العمومية، الطرق والشوارع،  لتطهير المحيط من الفيروس التاجي الذي يتجنّد الكل لمواجهته بأقصى درجة التحدي والتأهب، مستفيدين من تطبيقات رقمية عبر الهواتف النقالة ومنصّات التواصل الاجتماعي، عارضة شروحا مستفيضة بالكلمة والصورة، تسمح بحماية الفرد والمجتمع من الخطر الداهم.
تكمّل هذه المواقع ما اعتمد من آليات اتصال ومواقع وأرقام خضراء، تعطي لكل سائل ومستفسر، أجوبة فورية عن وباء كورونا وسبل النجدة والآمان.



 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19450

العدد 19450

السبت 20 أفريل 2024
العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024