وعي والتزام

بقلم: فنيدس بن بلة
26 أفريل 2020

خطوة أخرى اتخذتها الجزائر في مسار تخفيف إجراءات الوقاية لمحاربة الفيروس التاجي، تترجم رؤية استباقية غايتها تمهيد الأرضية لاستئناف الحياة الطبيعية بعد نجاعة نظام اليقظة والتأهب المعتمد مبكرا والمتكيف مع كل ظرف وطارئ حسب درجة المواجهة لوضع كورونا تحت السيطرة النهائية.
من هذه الزاوية، تقرأ تعليمة توسيع قطاعات النشاط والترخيص بفتح محلات تجارية ضرورية، ضمن الحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية لأزمة «كوفيد-19» التي واجهت باستراتيجية وقائية يراهن عليها في رفع التحدي دون السقوط في اليأس والاستسلام.
من هذا المنطلق، تفهم المقاربة المعتمدة بواقعية وتكيفها المستمر مع كل وضع يحمل مؤشرات حصيلة مرضية في مكافحة كورونا، توضحه أرقام الإصابات، الوفيات والامتثال للعلاج وكذا تجاوب المواطنين مع تدابير الحجر الصحي والعزل المنزلي، إقتناعا منهم أنه الخيار الوقائي الآمن من تفشي الفيروس وانتشاره ومضاعفاته. وإن تبقى سلوكيات منفردة معزولة لا تراعي هذا الجانب، فعددها قليل وحملات التعبئة تتواصل نحوها من أجل الانخراط في الجهود الوطنية للتعجيل برفع الحجر كلية وعودة الأمور إلى سابق عهدها من السلامة الصحية والنشاط الاقتصادي الاجتماعي.
على هذا المنوال، طبقت التدابير الاحترازية بندا بندا، مرفقة بنداءات تناشد المواطنين التجاوب طواعية مع نظام اليقظة والتأهب، تجاوزا لحملات تهويل وإشاعة مرددة من تجار الأزمات في محاولة يائسة للمساس بالجهود الوطنية في التكفل الأحسن بالمصابين وتوفير العلاج المناسب لهم، وفي نفس الوقت الحرص على تقليل الحالات المشتبه فيها تجنبا لكارثة وبائية محتملة.
أثبتت الخطوات التي حرص على تطبيقها، ببعد نظر وتبصر، نجاعتها في تعزيز مخطط مواجهة الفيروس الذي اعتمدته الوزارة المعنية في أولى المراحل، متضمنا بعدين: أولهما صحي يقضي بتوسيع عمليات التشخيص والمعاينة والحماية من خلال مراكز أنجزت عبر الوطن لرفع الضغط عن معهد باستور الذي تولى وحده المهمة لسنوات. وثانيهما تضامني، تترجمه تدابير عاجلة للحد من أثار الفيروس اقتصاديا واجتماعيا.
أظهر المخطط نجاعة السياسة الوطنية في تعاطيها مع ظرف استثنائي لم تألفه بحكامة ورشادة، معتمدة على مستخدمي الصحة وتجندهم في الصفوف الأمامية، ومن فعالية مؤسسات ومجتمع مدني برهن للمرة الألف عن روح تضامن تسري في العروق ودرجة وعي والتزام لتجاوز أي تعقيدات، مترجما في الميدان شعار «اليد في اليد»، مجسدا عبارة ذات مدلول تاريخي، مرسخة في الأذهان والذاكرة الجزائرية «كلنا ضد كورونا».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024