مواقــف لا تنســــى

بقلم: فنيدس بن بلة
30 ماي 2020

 رسائل تقدير وعرفان تتواصل عبر منابر إعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي تشيد بجهود "الجيش الأبيض المجند في الخطوط الأمامية مواجهة لفيروس كورونا المستجد، مقدما تضحية ثانية دفاعا عن الحياة التي أقسم عناصره بالحفاظ على مصلحة المرضى ضمن قدراتهم ومعارفهم والدفاع عنهم في السراء والضراء.
حملت الرسائل الموجهة عبر فيديوهات من مختلف الشرائح والنخب، تحية اعتراف لمستخدمي الصحة الذين كسروا حاجز الخوف والتردد مبكرا، منخرطين بتلقائية في معركة التصدي للوباء تطبيقا لنظام اليقظة والتأهب في أولى محطات المقاومة، ممارسين مهنتهم النبيلة بأمانة ووفاء ونقاء ضمير، غير قابلين البقاء في الخلف.
هؤلاء الذين لبوا نداء الوطن وانخرطوا في معركة التصدي للوباء بتقاسم وظيفي غايته الأسمى تأدية الخدمة الصحية على أحسن ما يرام، أحق بأن يحظوا بهذه الالتفاتة وتوجه لهم ألف تحية إكبار وتقدير وترفع لهم القبعة لتفانيهم في التكفل بالمصابين بعيدا عن الأهل والديار ملتزمين بمراكز الحجر ومشافي العلاج، مضحين بأنفسهم وعائلاتهم أحيانا.
إنهم بحق «ملائكة الرحمة»، صغرت أمامهم الأشياء وكبرت المهنة، علا شأنها وحملت قيمة ودلالة فارضة إرادة فولاذية، لكل واحد منهم قصة نضال وتحدي تتقاطع حول غاية واحدة : تقديم أحسن الخدمات الطبية لمن هم في أمس الحاجة إليها في ظرف استثنائي لا يحتمل الانتظار ولا يقبل بأي استخفاف أو تهاون..نعم تقديم أكبر خدمة لمن يصارعون الموت وكلهم أمل في الخروج من هذا الوباء سالمين.
قدم أصحاب المآزر البيضاء خدمات نبيلة، أرفقوها برسائل تعبئة وتحسيس تناشد الجميع بالحذر والحيطة دون السقوط في مغامرة مكلفة، مناشدين بلطافة المواطنين بالالتزام بتدابير الحجر الصحي، باعتبار الوقاية الحلقة الآمنة في معادلة التصدي للفيروس ومنطلق الخروج المبكر من الخطر الوبائي.أكدوا على هذه المقاربة بلغة بسيطة وعبارات ممزوجة بالدمع قائلين أن المواطن هو مخرج النجاة، وأن سلوكه الحضري عامل مهم في معادلة السلامة الصحية الذي يتوقف عليه رفع الحجر نهائيا واستئناف الحياة الطبيعية.
هؤلاء الذي يضربون المثل في التفاني في تأدية خدمة طبية تحمل قيمة إنسانية لا تقدر بثمن، أحق بأن توجه إليهم عبارات الثناء ويحظون بتكريم مستحق باعتبارهم الجدار الواقي من الوباء ومنطلق عمل تعزيز منظومة صحية تنتظر إصلاحات جذرية وتغيير عميق يمنحها مكانة وموقعا وآليات استشرافية، تكون اليقظة قاعدتها الثابتة ومقاربتها الاستباقية في مواجهة أي طارئ.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024