افتتاحية

الرياضة قمة السياسة والدبلوماسية

بقلم: السيدة أمينة دباش
30 جوان 2014

من قال إن الرياضة بعيدة عن السياسة ونقيضها.
كل ما عشناه ونعيشه من أحداث رياضية تؤكد العكس تماما.
لا أتحدث هنا عن كرة القدم التي أسالت حبر العديد من الدراسات بل عن الظاهرة الجزائرية.
تأهل فريقنا الوطني أمام الفريق الروسي تلته تعاليق من شخصيات سياسية عبر مختلف الفضائيات تركت موضوع الجنسية يطرح على بلاتوهات الشاشات، وأقصد هنا بالضبط وسائل الإعلام والاتصال الفرنسية، إذ نادت رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية إلى أنه أصبح من الضروري بمكان التعجيل بالتخلي عن الجنسية الثانية. وذهبت الأصوات التي سارت في فلكها تحثّ قوات القمع والمؤسسات العقابية على عدم التخاذل في مجابهة تصرفات الأنصار الذين قضوا ليلة بيضاء عبروا فيها عن فرحتهم العارمة بانتصار فريقهم. وراح فلاسفتهم يطرحون موضوع قوة الانتماء إلى الوطن الأم لدى الجزائريين. حتى عند أولئك الذين لم يعرفوا بلد أجدادهم ويعتبرون فرنسيين كاملي الحقوق والواجبات.
لا السياسة ولا الدبلوماسية صنعت ما نجحت فيه الرياضة التي جعلت العلم الجزائري يرفرف في بلدان المعمورة.
إنها ظاهرة حقا وكل الرسائل التي تأتينا من كندا، الولايات المتحدة الأمريكية، من أقصى إفريقيا وحتى من آسيا تؤكد ذلك.
أظن أن لدينا ما يكفي من الكفاءات في علوم السيكولوجيا والسوسيولوجيا للتمعن في هذه الظاهرة، التي تفرض، مرة أخرى، نفسها علينا، كونها عاملا جد إيجابي في خدمة الجزائر الوطن.
فلتقم مخابرنا بالدراسة والتحليل كي تنمّي هذه الروح؛ روح الانتماء إلى بلاد الآباء والأجداد ولا تتركها تضيع، خاصة وأنّها تتجدد في كل عرس رياضي عالميا كان أم جهويا.
سبق وأن عشنا فرحة أم درمان، من الذي استطاع أن يؤثر على الجيش الوطني الشعبي الذي وضع جزء من أسطوله الجوي تحت تصرف الجماهير آنذاك؟ لا الأحزاب السياسية ولا الشخصيات الدبلوماسية ولا...
 تحرّك الجيش، لأن صرخة الأنصار هي صرخة المواطنين لنصرة العلم والعلم هو أكبر رمز للوطن.
في رأيي، وأقولها جهرا لمن سيتدارسون هذه الظاهرة، يجب الاعتناء بالرياضة كقطاع في مستوى قطاعات السيادة، خاصة وأنه يتمتع الآن بوزارة قائمة بحد ذاتها بموجب المرسوم الرئاسي الخاص بالتعديل الوزاري الأخير، وأرى أن يقحم خبراء في وضع أي مخطط وفي متابعته من أعلى المستويات ومن مختلف الاختصاصات، يكون الهدف الأسمى من ذلك ليس الحفاظ على اللحمة والرباط القوي فحسب، بل في كيفية تنميتهما وجعل شعلتهما تنير دائما عبر الأجيال خدمة للجزائر.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024