«تخلاط» الجيران

بقلم :أمينة دباش
01 مارس 2013

خصصت نشرة أخبار منتصف النهار لإحدى القنوات المغربية موضوعا بالصوت والصورة لفيلم حول ممارسة العبودية في مخيمات «محتجزي تندوف»، من إنتاج مخرجين أمريكيين نال جوائز عالمية حسب ما تدعيه هذه الفضائية.استوقفني المشهد ورحت أتساءل؟
لماذا يريدون قلب المفاهيم والقيم؟
من يصدّق أن أيّة جمهورية في الألفية الثالثة تسمح لنفسها باستعباد الناس؟ أليست العبودية من اختصاص بعض الأنظمة الملكية؟ الجزائر والصحراء الغربية كلتاهما جمهوريتان مع كل ما يحمله النظام الجمهوري من قيم ومساواة بين أفراد المجتمع.
لماذا هذه الهجمات السياسية والدبلوماسية والثقافية على الجزائر وفي هذا الظرف بالذّات؟ أيعتقدون أن الجزائر توجد حاليا في موقع ضعف؟ وإلاّ كيف نفسر إتهامات أوّل مسؤول في الحكومة المغربية للجزائر بشأن القضية العادلة للصحراء الغربية والحرب في مالي؟
هل يريدون استغلال الأوضاع الحالية للفوضى الهدّامة لمحاولة عزل الجزائر؟
يتمادون في هذه التحركات التكتيكية غير البريئة رغم معرفتهم بالشخصية الجزائرية ذات الروح الوطنية العالية وذات «التغنانت» الثوري. وتحرشات كهذه تُدعم للأبد عزمنا على رفض فتح الحدود التي لم ننل منها سوى تسرب المخدرات والأسلحة والسلع المحرّمة أمميا. وتُعزز إرادتنا على الإتكال على أنفسنا فقط، وقد جرّبنا ذلك خلال العشرية الحمراء حين وجدنا أنفسنا بدون أي سند أو تأييد وخرجنا منتصرين والحمد لله.
هناك ظروف تكشف أصحابها ذوي النظرة الضيّقة وفاقدي بُعد الرؤية، ولهؤلاء أقول تكتيكاتكم السياسية لا ترتقي إلى مرتبة استراتجيتنا المعهودة.
لكن هذا لا يمنعنا من إنتقاد أنفسنا : فلدينا من المخرجين الأكفّاء ما يكفي لإيصال رسائلنا السياسية والدبلوماسية وحتى العسكرية، فلماذا لم يتفطّن هؤلاء الذين نالوا جوائز جهوية وعالمية لإبراز مواقف بلادنا على المستوى القاري ودعم موقعنا وموقفنا الجيوستراتيجي سواء تعلّق الأمر بالصحراء الغربية أو بمجريات الأمور في الساحل أوعلى مستوى البحر الأبيض المتوسط؟ خاصة وأن أموالا طائلة صُرفت وتُصرف على مهرجانات عديدة أُقيمت وتُقام بالجزائر وخارجها.

1 تعليق

  • رابط التعليق علي سالم علي سالم 04 مارس 2013

    الموضوع يصب في الجوهر ، فلم يسجل التاريخ المعاصر أي تجاوزات تمس بكرامة الانسان سواء في اصحراء الغربية أي مخيمات اللاجئن الصحراويين ، وتعلمنا من التاريخ أن الانظمة الملكية في أي زمان ومكان هي التي توصف بالاستبداد ومحو الاخر وانتهاج سياسة التركيع ، لكن نشر مثل تلك الافلام جاء من قبيل الدعاية المغرضة والاسلوب المنتهج لضرب استقرار الجزائر والمساس بهودئها الذي تحسد عليه ، من جهة أخرى نسجل أهمية ولوج عالم السنما والتوثيق الاعلامي في التعريف بالقضايا العادلة للشعوب ، أليس من الممكن تخصيص جزء من المال الموجه للاحتفالات الى ترويج دعم الجزائر للقضايا العادلة عن طريق انجاز الافلام والاشرطة الوثائقية لمجابهة الخصوم ، أسئلة تبقى تنظر الجواب ؟ على العموم أشكرك يا استاذة على فطنت ومتابعتك لما يحدث على مختلف اصعدة الاعلام من مكتوب ومرئي ومسموع وعبر كل القنوات ووسائط الاعلام وطنية كانت أم دولية ، وحرصك وايمانك الشديد بعبقرية الشعب الجزائري الذي واجه في سنوات الظلام الحرب لوحده ، وسار على درب التنمية لوحده ، واعتلا منبر مساعدة الشعوب المقهورة والمكافحة لوحده ، لعمري سيبقى رغم الجراح والاعداء منتصرا في ساحة الوغى شاهرا سيفه لكل من تسول له نفسه المساس بأمنه وقدسية ترابه / أشكرك يا مديرة أعتد جريدة بالجزائر - الشعب -

    تقرير

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024