خصصت نشرة أخبار منتصف النهار لإحدى القنوات المغربية موضوعا بالصوت والصورة لفيلم حول ممارسة العبودية في مخيمات «محتجزي تندوف»، من إنتاج مخرجين أمريكيين نال جوائز عالمية حسب ما تدعيه هذه الفضائية.استوقفني المشهد ورحت أتساءل؟
لماذا يريدون قلب المفاهيم والقيم؟
من يصدّق أن أيّة جمهورية في الألفية الثالثة تسمح لنفسها باستعباد الناس؟ أليست العبودية من اختصاص بعض الأنظمة الملكية؟ الجزائر والصحراء الغربية كلتاهما جمهوريتان مع كل ما يحمله النظام الجمهوري من قيم ومساواة بين أفراد المجتمع.
لماذا هذه الهجمات السياسية والدبلوماسية والثقافية على الجزائر وفي هذا الظرف بالذّات؟ أيعتقدون أن الجزائر توجد حاليا في موقع ضعف؟ وإلاّ كيف نفسر إتهامات أوّل مسؤول في الحكومة المغربية للجزائر بشأن القضية العادلة للصحراء الغربية والحرب في مالي؟
هل يريدون استغلال الأوضاع الحالية للفوضى الهدّامة لمحاولة عزل الجزائر؟
يتمادون في هذه التحركات التكتيكية غير البريئة رغم معرفتهم بالشخصية الجزائرية ذات الروح الوطنية العالية وذات «التغنانت» الثوري. وتحرشات كهذه تُدعم للأبد عزمنا على رفض فتح الحدود التي لم ننل منها سوى تسرب المخدرات والأسلحة والسلع المحرّمة أمميا. وتُعزز إرادتنا على الإتكال على أنفسنا فقط، وقد جرّبنا ذلك خلال العشرية الحمراء حين وجدنا أنفسنا بدون أي سند أو تأييد وخرجنا منتصرين والحمد لله.
هناك ظروف تكشف أصحابها ذوي النظرة الضيّقة وفاقدي بُعد الرؤية، ولهؤلاء أقول تكتيكاتكم السياسية لا ترتقي إلى مرتبة استراتجيتنا المعهودة.
لكن هذا لا يمنعنا من إنتقاد أنفسنا : فلدينا من المخرجين الأكفّاء ما يكفي لإيصال رسائلنا السياسية والدبلوماسية وحتى العسكرية، فلماذا لم يتفطّن هؤلاء الذين نالوا جوائز جهوية وعالمية لإبراز مواقف بلادنا على المستوى القاري ودعم موقعنا وموقفنا الجيوستراتيجي سواء تعلّق الأمر بالصحراء الغربية أو بمجريات الأمور في الساحل أوعلى مستوى البحر الأبيض المتوسط؟ خاصة وأن أموالا طائلة صُرفت وتُصرف على مهرجانات عديدة أُقيمت وتُقام بالجزائر وخارجها.