لا إقصاء في قاموسنا

السيدة أمينة دباش
01 نوفمبر 2016

إحياء ذكرى ثورة أول نوفمبر المجيدة، محطة تذكّر ومقارنة بين حقبتين زمنيتين وجيلين مختلفين.
حقّا قيم نوفمبر مازالت راسخة في ذهن كل جزائرية وجزائري وتعد مرجعية لنا ولبلدان ذاقت ويلات الاستعمار.
الآن ونحن في وضعية لا نحسد عليها نتساءل، ما العمل؟
الأمر لا يحتاج إلى عصا سحرية، فلنضع جانبا نرجسيتنا، نشمّر على سواعدنا، نصارح بعضنا ونعول على أنفسنا للنهوض ببلادنا، وهو ما شدد عليه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في رسالته، مبرزا التحديات الثلاثة، داعيا لضرورة تكوين جبهة داخلية قوية أساسها السلم الاجتماعي، التنمية الاقتصادية والاستقرار الوطني.
انطلاقا من هذه الثلاثية، أول خطوة يستوجب القيام بها: محو كلمة إقصاء من قاموس تعاملنا، سواء تعلق الأمر بالهيئات التنفيذية أو المؤسسات الاقتصادية أو داخل التشكيلات السياسية. هذه الأخيرة بحاجة إلى نخبها وكفاءاتها للتأطير والاستشراف، كما تحتاج إلى من يجنّد، يعبّئ ويرصّ صفوف مناضليها ويوسع قواعدها. هي مطالبة بالمساهمة في لمّ الشمل وتحقيق لحمة وطنية قوية، والعمل على تحويل اختلاف الآراء من عائق إلى مُثْرٍ لأفكارها ومناهجها، بناء على أن من يثق في نفسه وقدراته لا يخشى أية منافسة ويتقبل الرأي الآخر بكل احترام.
نفس المنطق ينطبق على الجانب الاقتصادي، المال والأعمال. فلنشجع إذاً المنافسة النزيهة لبلوغ تنمية منسجمة.
الجزائر في حاجة إلى جل قدراتها وشساعة مساحتها تتسع لمختلف المشاريع، فلنجعل من هضابنا وصحرائنا مصادر ثروة ولنحول بلادنا إلى قطب فلاحي وسياحي ونضمن أمننا الغذائي وننوع من صادراتنا. هكذا نقضي على البطالة ونحقق نموا يضمن مستقبل أجيالنا.
هذه العوامل تعد الحصن المنيع والدرع الواقي لأي محاولات اختراق.
هكذا تستوقفنا ذكرى نوفمبر، لنعتبر ونستلهم من تاريخنا ونتشبع بقيمنا، متحررين من النرجسية العقيمة المعيقة لتحقيق تقدمنا ضمانا لاستقلالية قرارنا السياسي وخيارنا الاقتصادي الذي يقوي مناعتنا ويدعم سيادتنا.
هذا رهان يقع على عاتقنا جميعا دون استثناء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024