البروفيسور أحمد بناني لـ”الشعب”:

”اللغـة العربيـة”.. حاضنة الإبـداع والابتكار

تمنغست: محمد الصالح بن حود

يرى البروفيسور أحمد بناني، أن السبيل الأحسن للارتقاء باللغة العربية هو الاستفادة من تجارب الدول الرائدة للنهوض بها، على غرار الذين اعتمدوا على لغتهم في تدريس العلوم، فلا صعوبة اللغة اليابانية ولا الصينية ولا صغر حجم بعض الدول الأوروبية، ولا فقر بعض دول آسيا ولا شح التراثيات في اللغة التركية، حال دون أن تكون اللغة القومية لغة تدريس العلوم والابداع والابتكار فيها.

أكد المختص في اللسانيات بجامعة الحاج موسى أخاموك تمنغست، في تصريح لـ«الشعب”، أن هذه الخطوة أثبتت نجاحها في عديد الدول التي اعتمدت تدريس العلوم بلغاتها، رغم اجتياح الإنجليزية واحتلالها المرتبة الأولى بين اللغات التي تدرس لغة ثانية في مختلف بلاد العالم، إلا أن بعض الدول مثل الصين، فرنسا، روسيا وغيرها، درست مواد العلوم والرياضيات بلغاتها، وحققت تقدما كبيرا على الصعيد العلمي والتربوي والاقتصادي والاجتماعي.
في هذا الصدد، يرى أحمد بناني، ضرورة إزالة الأوهام المتعلقة بأن طبيعة اللغة العربية تشكل عائقا يؤخر صناعة المحتوى العربي بسبب شكل الحروف والحركات وغيرها، قائلا “هناك لغات تعيش إشكالات أكبر، لكنها تجاوزت ما يعوقها، وعززت محتواها على الشبكة وطورت برمجيات خاصة بها، مما يدعونا إلى التعامل مع اللغة العربية كسائر اللغات الكونية التي تدرس بها المواد العلمية؛ لأنها أسهمت في مسيرة الحضارة الإنسانية”.
وفي نفس السياق، دعا نائب مدير الجامعة للتكوين العالي والتكوين المتواصل والشهادات بعاصمة الأهقار، إلى تعزيز الترجمة من اللغة العربية إلى غيرها من اللغات، ومن اللغات الأجنبية إلى العربية وعدم اقتصار الترجمة على الآداب، وتجاوز ذلك إلى سائر العلوم من العربية إلى غيرها ومن اللغات الأجنبية إلى العربية، وكذا تعزيز حضور العربية عند المهاجرين العرب وأبنائهم بتوفير برامج ومحتويات تدرس العربية لمختلف الأغراض العامة، والأكاديمية، والمتخصصة، والمراحل التربوية المختلفة في المهجر وهو منطلق لربطهم بأمتهم وتراثهم والحفاظ على هوية شخصيتهم من الذوبان في الآخر.
وفي سياق أخر، تطرق المتحدث إلى أهمية اللغة الوطنية والرسمية عند جميع الشعوب باعتبارها من المقومات الأساسية، فلا بد من الحفاظ عليها؛ لأن الأمن اللغوي من الأمن الثقافي والاقتصادي والاجتماعي، مما يدعونا – يقول - “إلى تشجيع المجامع اللغوية على مواصلة تبني عملية تعريب التعليم العلمي الجامعي، ومساندة جهود النهوض باللغة العربية معرفيا، والتخطيط اللغوي الذي ينصف العربية وينزل اللغات الأجنبية منزلتها، ويؤكد على التحكم في العربية وفي اللغات، وهو مجال رحب لإغناء الثقافة العربية وتحقيق الترجمة المنتجة والمحققة للتواصل المعرفي من العربية إلى غيرها من اللغات ومن سائر اللغات إلى العربية وفق خطة تنسيقية محكمة بين المجامع والهيئات لانتقاء ما يترجم إلى العربية وما يترجم إلى اللغات الأخرى تحقيقا لنهضة علمية ومعرفية منشودة”.
وأضاف أحمد بناني أن هذه الجهود تساهم في المحافظة عليها، فالحفاظ عليها – يواصل المتحدث - ليس تقوقعا على الذات، بل انفتاح على اللغات واكتساب ثقافتها والتعرف على إسهاماتها في الحضارة البشرية، كما يعتبر مفتاحا للإسهام في مسيرة البشرية، ومدخلا للعلم والثقافة وتطويع الثقافات القديمة والحديثة، ما يجعلها وسيلة للإبداع والابتكار.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024