قال إن العناية باللغة العربية واجب الجميع.. الدّكتور ياسر أغا:

الاعتـــزاز اللّغـويّ يعزّز الحضور في ميــاديـن البحث العلمي

فاطمة الوحش

لا بديل عن الإفادة من الخدمات التي توفرها التكنولوجيات الحديثة

أكد عضو المجلس الأعلى للغة العربية، الدكتور ياسر أغا، أنّ العنايةَ باللّغة العربيّة وترقيتَها إلى مقام متقدّم ومصافٍ متطوّر واجب علينا جميعا، بل هو عبادة نرتقي بها في الحياة الدُّنيا قبل الآخرة لأنّها لغة اصطفاها الله عزّ وجلّ لكتابه الكريم.

وأشار ياسر أغا في تصريح لـ«الشعب”، إلى أنّ الوفاء للّغة من أهمّ حقوق العربيّة على كلّ باحث لسانيّ نذر جُـهْدَهُ الفكريّ لإتقان العلم بأصول اللّغة البشريّة وإحكام المعرفة بقواعد العربيّة، فمن لا يعلم الأولى لا يعرف الثّانية حقّ المعرفة. وقال “لهذا وجب عليه الاعتزاز بها والعمل على حمايتها والدّفاع عنها والسّعي إلى ترقيتها”.
وأضاف: “لا شكّ أنّ الرُّقي بلغتنا اعتمادا على التّكنولوجيات الحديثة يسمح بإقامة جسورٍ كبيرة وتعاون علميّ حقيقيّ وجاد بين الباحثين في مختلف التخصّصات وهو ما يُثمر انفتاحا معرفيّا وثقافيا؛ ذلك أنّ إجراء حوار علميّ بينَ مُختلف الأنظار العلميّة المُنتمية إلى نفس الحقل المعرفيّ، من شأنه أن يُنتِجَ فكرا متطوّرا ومعرفةً جديدةً، وبخلاف ذلك، يكون الحُكم المُسبق على فشل فكر ونجاح نِـدِّه عائقا للتّدافع والتثاقف، ومانعا من تدقيق منهج التّفكير ومن تطوير المعرفة البشرية في مُختلف الحقول العلميّة، وعليه، فإنّ اللّغة العربيّة تكون حاضرة في ميادين البحث العلميّ انطلاقا من مبدأ الاعتزاز اللّغوي”.
وفي سياق متصل، استحضر المتحدث مقولة البشير الإبراهيميّ رحمه الله إذ يقول: “لو لم تكن اللّغة العربيّة لغة مدنية وعمران، ولو لم تكن متّسعة الآفاق غنيّة بالمفردات والتّراكيب، لما استطاع أسلافكم أن ينقلوا إليها آداب اليونان وآداب فارس والهند، ولألزمتهم الحاجة إلى تلك العلوم تعليم تلك اللّغات، ولو فعلوا لأصبحوا عَربا بعقول فارسية وأدمغة يونانيّة، ولو وقع ذلك لتغيّر مجرى التّاريخ الإسلاميّ بِرُمّته”.
وذكر الدكتور ياسر أغا أن حضورها - في المقام الأوّل - ينطلق من الفهم الواعي لحاضرها والتّخطيط لمستقبلها، والانتقال بها في ذهنيّة الإنسان العربيّ المعاصر من مقام المدح والمتاحف، إلى لغة العلوم والمعارف، موضحا أن هذا الأمر يستوجب إحلالها المكانة والمرتبة اللّائقةَ بها، والنّظر في مؤهّلاتها للإسهامِ في بناء حضارتها العلميّة المعاصرة في ظلّ التّنافس الّذي تشهده الأمم الـمُتقدّمة، وهُوَ ما يفرض على أهلها الاستقواء في عصر التّكتلات وهَيمنة الأقوياء، وهذا ما ذهب إليه ابن حزم الأندلسيّ حينما أقرّ بأنّ “قوّة اللّغة في قوّة أهلها”، وتبعه ابن خلدون في العبارة نفسها أنّ “غلبةَ اللّغة في غلبة أهلها ومنزلتها بين اللّغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم”، وتستمدّ العربيّة قوّتها وتحتلّ الصّدارة حينما تنتشر المعارف المكتوبة بها، ويتمّ الاشتغال على الرُّقيّ بها وتحويلها إلى لغة العلم والصّناعات، والضّروريّ من المنتجات، والسّعي على تحديثها لتكون لغةَ المُستقبل مثل إمكانية الاستفادة كسائر لغات العالم الكُبرى من الخدمات المتطوّرة، الّتي توفّرها التّكنولوجيا الآن في شتّى مجالات الحياة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19483

العدد 19483

الأربعاء 29 ماي 2024
العدد 19482

العدد 19482

الثلاثاء 28 ماي 2024
العدد 19481

العدد 19481

الإثنين 27 ماي 2024
العدد 19480

العدد 19480

الأحد 26 ماي 2024