أعلن مسرح الأغواط الجهوي مشاركته في المهرجان الوطني للمسرح المحترف في دورته 16، دورة “سيد أحمد أقومي”، التي تجري فعالياتها بالمسرح الوطني الجزائري. بمسرحية “صفار”، من تأليف وإخراج هارون الكيلاني الذي أكد أن هذا العمل يندرج ضمن “مسرح المقاومة”. وتدور أحداث المسرحية حول عدد من قيادات العالم ارتكبوا مجازر إبادة، ليجدوا أنفسهم في متاهة “صفار” الصحراوية بين أيدي المقاومين.
أكد مسرح الأغواط الجهوي جضوره في فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف، للمشاركة بمسرحية “صفار” التي ستعرض في الثامن والعشرين من ديسمبر الجاري على ركح المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي.
وفي هذا الصدد، قال مدير مسرح الأغواط الجهوي، منتج المسرحية، إن هذا العمل يأتي انطلاقا من الإيمان الراسخ بأن المسرح هو أحد العوامل الأساسية التي تساهم في بناء مواطن صالح في مجتمعه، ومن خلاله (أي المسرح) “نسعى إلى تكوين أجيال متعاقبة متزنة ستحافظ على القيم والمبادئ النبيلة في المجتمع الجزائري”.
أما مخرج ومؤلف المسرحية، هارون الكيلاني، فلمّح إلى موضوع هذا العمل واندراجه ضمن “مسرح المقاومة” حينما علّق، حين إعلانه عن المسرحية، بعبارة: “هنا مسرح المقاومة”.
وتدور المسرحية حول قيام مجموعة من قيادات العالم بارتكاب مجازر إبادة جماعية للبشر، لتجد نفسها في متاهة “صفار” الصحراوية بين أيدي مقاومين جاؤوا ليثأروا منهم. وهكذا، فإن “صفار” هي قصة صراع الحضارات وتطهير للذات البشرية من الشر.ويظهر جليا تماهي المسرحية مع الأحداث الحالية وما يجري من عدوان على الشعب الفلسطيني. كما يبدو واضحا أن عنوان المسرحية مستوحى من “سِفار” أو “سيفار”، التي تقع في قلب سلسلة جبال طاسيلي ناجر (2400 كلم جنوب الجزائر العاصمة). وتوصف “سِفار”، التي يطلق عليها أحيانا “مدينة الأحجار” أو مدينة الجن”، بأنها أكبر مدينة كهفية في العالم. كما يعدّ هذا الموقع أكبر متحف في الهواء الطلق لفن ما قبل التاريخ في العالم، المصنفة ضمن التراث العالمي للبشرية منذ تصنيف اليونيسكو حظيرة الطاسيلي ناجر سنة 1982.
وحتى إن لم نشاهد المسرحية بعد، فإن للحديث عن توظيف “المتاهة” أكثر من دلالة، فقد تكون المتاهة رحلة رمزية أو خارطة طريق إلى الخلاص، كما قد تكون ضربا من العقاب باعتبارها تمثيلا للانعطاف والخداع والتيه في تعرجات يختبئ فيها خطر محدق.
تجدر الإشارة إلى أن مسرح الأغواط الجهوي، منتج مسرحية “صفار”، هو مؤسسة حديثة النشأة، حيث افتتح سنة 2021. وإلى جانب المخرج هارون الكيلاني، نجد كوكبة من الأسماء نذكر من بينها مساعد المخرج وليد بن سعدة، وعيسى مولاي في التأليف الموسيقي. كما يضمّ العمل ثمانية ممثلين، حيث نجد صلاح الدين عبد العالي في دور “شعاذ”، عطاء الله لحرش في دور “موستني”، صلاح الدين غويني في دور “جاغارا”، طاهر بن صفي الدين في دور “مهيمن”، تنو خيلولي في دور “باكين”، بسمة داسين دعماش في دور “زولا”، عبد القادر رواحي في دور “کيشروا”، وفاتن قصار في دور “داماسكي”.
