معرض “بحّارة برتبة سلاطين” في حصن 23

رحلـة مشوّقة إلى أعماق ذاكـرة البحر

أمينة جابالله

 نظّم مركز الفنون والثقافة بقصر رياس البحر (حصن 23) فعالية ثقافية للتعريف بتاريخ قادة البحرية الجزائرية، وكذا التفاصيل المرتبطة بطبيعة هذه الفئة القيادية ودورها المحوري في رسم المسار التاريخي والسياسي للجزائر، وذلك من خلال معرض دائم جاء موسوما بـ«رياس البحر..بحّارة برتبة سلاطين”.

يشكّل المعرض السنوي “رياس البحر..بحارة برتبة سلاطين”، الذي افتتح للزوار مؤخرا بقصر رياس البحر حصن 23، سانحة للمهتمين والباحثين والمؤرخين والفاعلين في مجال التراث بهدف تفعيل الإطار البحثي المتعلق بالذاكرة البحرية، وتشكّل فصلا مهما من فصول التاريخ الجزائري وثقافته، ورصيدا مهمّا من الأرصدة التراثية المتعلقة بالهوية الوطنية.

تكريس أمجاد البحرية الجزائريــة

 يأتي المعرض الدائم، حسب ما صرّحت به مديرة مركز الفنون والثقافة لدى قصر رياس البحر حصن 23، فايزة رياش لـ “الشعب”، بهدف إعطاء البعد المناسب وتكريس الرمزية التي يتمتع بها المعلم الذي يحمل اسم الفئة التي قادت البحرية في عز أمجادها، وتولّت دواليب الحكم لفترة من الفترات، حيث اعتبر القصر مقرا رسميا لقادة البحرية آنذاك، على رأسهم الرايس مامي أرناؤوط، الذي يعتبر شخصية مؤثرة في التاريخ.
وأوضحت المتحدّثة، أنّ المعرض “إبحار في سيرة رجال اجتمعت فيهم صفة البحارة التي أحبوها، والعسكرية التي مارسوها، والقيادة التي أتقنوها واستوفت فيهم شروط الولاء والانتماء لهذا الوطن الذي استماتوا دفاعا عنه.

فضـاءات المعـرض

 يرصد المعرض خصوصية رياس البحر من خلال العمارة العسكرية التي اعتمدوا عليها، ناهيك عن الأسلحة والقطع البحرية وما تتضمنه من تنظيم وتسيير عسكري، كما يرصد سيرة أهم القادة الذين تركوا بصماتهم في التاريخ البحري الجزائري، مع إلقاء نظرة شاملة على الوضعية الجيوسياسية للجزائر في القرن 16م، وسرد تفاصيل أنظمة الحكم التي مرت على الجزائر في فترة الحكم العثماني، ودور الاسطول البحري في رسم خارطة السياسة الخارجية مع سرد المواجهات التي وقعت ضد القوى العظمى آنذاك، وكذا الاتفاقيات والمعاهدات.
يضم المعرض ثماني فضاءات أول ما يقابل الزائر منها فضاء مخصص للتعريف بـ “الوضع الجيوسياسي في الجزائر خلال القرن 16م”، ثم فضاء “بحارة برتبة سلاطين”، “لباس وأسلحة الرياس”، “مصانع البارود”، “العمارة الدفاعية”، “الموانئ والسفن”، “أدوات الرصد والملاحة”،”سِيَر أبرز رياس البحر”.
وتهدف محاور الفضاءات إلى التعريف بالتاريخ العسكري البحري، وتكريس الرمزية التاريخية للمعلم، بحكم أنه يتقاطع مع السياق العام للحدث، والتركيز على تثمين الذاكرة البحرية على ضوء إنجازات قادة الأسطول البحري الجزائري، مع تسخير الوسائط الفنية لتسهيل اطلاع الجمهور على فصل مهم من فصول التاريخ الوطني، وتوظيف الدور المعرفي والثقافي الخاص بمركز الفنون والثقافة، إلى جانب تعزيز أواصر الانتماء وروح المواطنة من خلال التسويق للمآثر والمحطات المجيدة في تاريخ الأمة.

الأرشيـف الوطني..حاضـر

من جانب آخر، ارتأى مركز الفنون والثقافة قصر رؤساء البحر حصن23، أن يدعم المعرض الرئيسي بمحطة ملحقة، متمثلة في معرض خاص بمؤسسة الأرشيف الوطني، وذلك من أجل إثراء العمل بعرض مختلف المحاور الخاصة بالبحرية الجزائرية ومحطاتها، من خلال مواد توثيقية تصب في السياق العام للحدث الرئيسي.
وأهم ما جاء في المعرض الملحق، دعائم وثائقية توضح للزوار الدور الهام الذي لعبته البحرية الجزائرية، وجوانب متعددة من الحياة الاجتماعية في المجتمع الجزائري خلال فترة الحكم العثماني، وشروحات حول مسيرة البحرية الجزائرية من القديم إلى الحديث تحت شعار “هيمنة وسيادة وبطولات”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19473

العدد 19473

السبت 18 ماي 2024
العدد 19472

العدد 19472

الجمعة 17 ماي 2024
العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024