يتزيّن بلوحات أربعة فنانين تشكيليين

”ديسمبر الفــنّ ”.. يتواصل إلى غـاية الرابـع جانفي

افتتح معرض جماعي في الفنّ التشكيلي المعاصر تحت عنوان “ديسمبر الفنّ”، يجمع أعمالا متنوّعة لأربعة فنانين جزائريين تغوص في التراث والطبيعة وغيرها من المواضيع، بكلّ ما تحمله من دلالات ورموز وأصالة وجمال.

 المعرض، الذي افتتح السبت بالجزائر العاصمة، وينظمه ديوان رياض الفتح، يجمع أكثر من 20 لوحة، من مختلف الأحجام، تتنوّع في تقنياتها وتوجّهاتها الفنية التي تراوحت بين التجريدية والنصف تجريدية وغيرها، ولكنها تتشابه في مواضيعها وفي رؤاها الفكرية من حيث أنها تعكس العديد من القضايا المعقدة لهذا العالم السريع والمتغير.
 ومن بين هؤلاء الفنانين منصف قيطا من عنابة الذي يقدم 11 لوحة يتناول بعضها موضوع المدن القديمة في طابع نصف تجريدي، ففي أعماله يلاحظ المشاهد العديد من البنايات التي ترمز إلى قصبات الجزائر عبر مختلف الولايات، غير أنّها محاطة بعالم من التجريد المتجسد من خلال مختلف الأشكال والخطوط والألوان.
 ويقول الفنان أنه يقدّم في لوحاته الزيتية المنجزة على القماش والورق رسومات هي بمثابة إشارات لهذه البنايات على غرار المساجد والبيوت العتيقة وغيرها، غير أنّ التجريد من حولها “يمنح المشاهد كذلك حرية التأمل والتفكير وتأويل هذه الأعمال ككلّ، تماما مثلما تمنح الفنان حرية التعبير عن أفكاره كيفما يشاء”.
 ويمكن للمشاهد أن يلاحظ في هذه الأعمال العديد من العناصر التي ترمز للفضاء كالشمس والقمر والنجوم وأخرى غيرها كحركة الأمواج، ويقول الفنان أنّه يهدف من خلال أعماله هذه إلى التنبيه “للوضعية الحسّاسة جدّا التي تعيشها أغلب المدن القديمة في الجزائر، بما فيها القصبات في الشمال والقصور الصحراوية في الجنوب”.
 ويقدّم قيطا أيضا في هذا المعرض أعمالا حول الطبيعة، بما فيها الطبيعة الميتة، وهي لوحات تتميّز بتنوّع ألوانها وتدرجاتها كالأحمر والأخضر والأصفر والبنفسجي، وهذا على عكس اللّوحات التي تتطرّق لموضوع المدن القديمة والتي تغلب عليها الألوان الترابية.
 ومن بين الفنانين الحاضرين أيضا بهذا المعرض عبد الرحمان كحلان من العاصمة والذي يقدّم بدوره سبع لوحات محملة بالرمزيات، حاول من خلالها تجسيد تراث قصبة الجزائر، مسقط رأسه، وهي أعمال تحيل خصوصا إلى الدويرات القديمة التي تعرّضت للانهيار، غير أنّ الفنان يعيد ترميمها بنفسه من خلال الريشة والألوان.
 وتتميّز أيضا إبداعات كحلان، وهي لوحات زيتية منجزة على القماش، بحروف وجمل معبّرة باللغة العربية.
 وقد اختار تقديم العديد من لوحاته من دون عناوين رغبة منه في “ترك الحرية للمشاهد ليتأملها وليفهمها كما يريد ووفقا لخلفياته الفنية والفكرية”.
 ومن بين أعماله، لوحة تشير إلى ضريح الولي الصالح عبد الرحمن الثعالبي بالقصبة، حيث يعكس هذا العمل العديد من أروقة وزوايا هذا الضريح وكذا نساء القصبة بلباسهن التقليدي الحايك.
 ويقول الفنان أنّه أنجزها “تأثرا بذكرياته العائلية، فوالدته كانت عادة ما تقصد هذا المكان، فهي بمثابة تكريم لأمه”.
 ومن بين الفنانين المشاركين أيضا بأعمالهم في هذا المعرض مصطفى عدان، الذي يعتبر من قدامى الفنانين التشكيليين في الجزائر ومن أعضاء حركة “أوشام” الفنية التي ظهرت في الستينيات، وكذا جانت زهية حبريح، التي تعرّف بدورها بفنّها التشكيلي الذي يعكس تراث الجزائر، وبالعديد أيضا من المنحوتات ذات الرمزية التاريخية. ويستمر معرض “ديسمبر الفنّ” إلى غاية 4 جانفي المقبل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19483

العدد 19483

الأربعاء 29 ماي 2024
العدد 19482

العدد 19482

الثلاثاء 28 ماي 2024
العدد 19481

العدد 19481

الإثنين 27 ماي 2024
العدد 19480

العدد 19480

الأحد 26 ماي 2024