أصدر رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الدكتور بوعبد الله غلام الله، كتابا جديدا وسمه بعنوان “تجلّيات نظرية الكسب الأشعري”، بالتزامن مع فعاليات الطبعة الرابعة للملتقى الدولي “الفكر الأشعري ودوره في تثبيت الوحدة الدينية في المغرب العربي وإفريقيا” المنعقد بولاية برج بوعريريج، تطرق فيه إلى الرؤية الجديدة المتعلقة بواحد من أهم الأسس التي قامت عليها العقيدة الأشعرية، وهو مفهوم الكسب.
وأكّد الشيخ الدكتور بوعبد الله غلام الله، في كتاب “تجليات نظرية الكسب الأشعري”، الصادر عن مديرية التوثيق والإعلام للمجلس الإسلامي الأعلى، على أنّ “مسألة الكسب الأشعري تحتاج إلى قراءة جديدة بهدف إعادة توظيفها في مجال السلوك الاجتماعي من أجل تقديم الطاقة الإيجابية والفعالية الإنتاجية للإنسان، خاصة أنّ المجتمع اليوم بحاجة إلى هذه الطاقة الفعالة”، موضّحا بأنّ “الكسب الأشعري”، مفهوم تضاربت حوله الآراء، وتشعّبت وجهات النظر طيلة قرون طويلة.
وأشار المؤلف في السياق إلى أنّ مضمون المفهوم متعلق بالسلوك البشري، وهو بعيد عن مجالات الاعتقاد الغيبي، ليرافع لصالح البعد السلوكي الاجتماعي المتعلّق بـ«جهد الإنسان ومواقفه اليومية”.
وأكّد الدكتور غلام الله على ضرورة الاستعانة بالعلوم الحديثة، وما تقدّمه من أدوات منهجية تساعد على الاقتراب من الحقيقة والعمل على الاستفادة من ثمراتها الميدانية، في قراءة التراث الإسلامي ، وقال - بناء على ما قدّمه من محاور - إنّ “الكتاب يحمل وجهة نظر تحتاج إلى أن يتناولها العلماء والمثقفون بالنقاش والإثراء بهدف إنعاش المشهد الثقافي الوطني، عبر بناء أفكار وتصورات تكون نتيجة النقاش حولها تقديم الإضافة المعرفية المنتظرة، وما يترتب عنها من نتائج ميدانية تساعد على بناء سلوك فعال وإيجابي”، وأشار – في السياق ذاته - إلى أنّ الجانب الوظيفي من المفهوم الأشعري للكسب، هو قياس قدرة الإنسان على القيام بواجباته اليومية بطريقة إيجابية ومسؤولة، بعيدا عن الاتكالية أو تعليق النتائج بالأمور الغيبية، وفي غالب الأحيان يتخذ ذلك حجة للتهرب من المسؤولية وعدم القيام بالواجب.
