الدكتور عبد القادر فيدوح لـ ”الشعب”:

الاستثمار الثقافي.. تعزيز التنمية المستدامة

فاطمة الوحش

أكّد الدكتور عبد القادر فيدوح أنّ الرهان على الاستثمار الثقافي في الجزائر يعدُّ جزءًا أساسيًا من تطوير المجتمع ثقافيا، وتعزيز التنمية المستدامة، وقال إنّ “للاستثمار الثقافي دورًا فاعلا بتخصيص الموارد المالية والاقتصادية، والجهود المبذولة لدعم المبادرات الثقافية والفنية، وتعزيز التراث الثقافي في وطننا المفدّى، وفي ضوء ذلك يمكن أن يكون للاستثمار الثقافي تأثيرات إيجابية كبيرة على التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتقوية التواصل بين الثقافات المتنوّعة في الوطن، بالنظر إلى أنّ الرهان على الاستثمار الثقافي في الجزائر يعدُّ جزءًا أساسيًا من تطوير المجتمع ثقافيا، وتعزيز التفاهم والتنمية المستدامة”.

وذكر الدكتور فيدوح أنّ  الحقل الثقافي شهد تطوّرا ملحوظا في المدّة الأخيرة، شاركت فيه المؤسّسات الرسمية والمجتمع المدني؛ للمحافظة على التراث الثقافي الذي يتضمّن الحفاظ على المواقع الأثرية والتاريخية، بما في ذلك التمويل للترميم والحفاظ على المباني والمواقع التاريخية، فضلا عن تعزيز الفنون والثقافة الجزائرية، ودعم الفنانين والمبدعين المحليين وتمويل المشاريع الثقافية الحديثة، ممّا يساهم في تمكين الهوية الثقافية الجزائرية والتعبير عنها بطرق مبتكرة.
وأوضح المتحدّث، أنّه “تجاوبا مع توجّهات الجهات المعنية في المؤسّسات الثقافية الجزائرية بدأ المجتمع المدني يسهم بدوره في نشر وعي التنوّع الثقافي في الوطن، ودعم كيفية تفعيله، بخاصة من وجهة نظر الجيل الواعد”.
وقال في السياق ذاته: “اعتبارا لذلك، فإنّ للتوعية الثقافية الدور الفاعل من خلال تمويل البرامج والفعاليات الثقافية التي من شأنها أن تسهم في تأمين التراث الثقافي والتاريخي للبلاد، وتعزيز الوعي بالقيم الثقافية، من أجل مساندة المساعي إلى تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية، مثل السينما والموسيقى والأدب والفنون التشكيلية، والفنون الشعبية، ممّا يساعد في خلق فرص عمل وتنمية الاقتصاد المحلي”.
وأضاف فيدوح “وتأسيسا على ذلك تعتبر الجزائر وجهة جذب سياحي بفضل تاريخها الغني، وتراثها الثقافي المتنوّع؛ لذا يمكن للاستثمار الثقافي في هذا القطاع أن يسهم في دعم المبادرات السياحية التي تسلّط الضوء على الجوانب الثقافية والتاريخية للبلاد.
كما يمكن أن تحظى التنمية الاقتصادية من هذا الحقل الثقافي الذي من شأنه أن يؤدّي إلى ازدهار الاستثمار في الثقافة، بفضل إنشاء فرص عمل في صناعات الفنون والثقافة، ممّا يعزّز النمو الاقتصادي، ويسهم في تنويع الاقتصاد”.
وتحدّث عبد القادر فيدوح، عن أدوار الاستثمار الثقافي قائلا: “هذه بعض أهم أدوار الاستثمار الثقافي: المساهمة في السياحة الثقافية: يمكن أن تكون الثقافة والفنون جاذبًا رئيسيًا للسياحة، ممّا يعزّز الدخل الوطني من السياحة ويعزّز التفاهم الثقافي بين الشعوب.
إرساء التنوّع الثقافي: يمكن أن يرسي الاستثمار في الثقافة والفنون الوعي بالتنوّع الثقافي ويكرّس التضامن الاجتماعي، من خلال خلق فرص الوصول إلى الفنون والثقافة لجميع شرائح المجتمع.
تعزيز الهوية الوطنية: يمكن أن يعمل الاستثمار في الثقافة على الحفاظ على الهوية الوطنية والانتماء الاجتماعي، من خلال دعم المشاريع الثقافية التي تسلّط الضوء على التاريخ والتراث الوطني.
تعزيز التفاهم الدولي والسلام الثقافي: من خلال الدعم المباشر للمبادرات الثقافية الدولية وتبادل الفنون والثقافات، يمكن أن يساهم الاستثمار الثقافي في تعزيز التفاهم الدولي والسلام الثقافي”.
كما أشار المتحدّث إلى  بعض العيّنات من المعالم الأثرية التي تلعب دور الاستثمار الثقافي والاقتصادي في الجزائر، علينا أن نوليها الاهتمام البالغ، مثل”مدينة تيمقاد الأثرية، مدينة سيفار.. المدينة الحجرية الأعجوبة في أقصى جنوب الجزائر الموجودة بحظيرة الطاسيلى، الهقار أو الأهقار، بوصفها سلسلة جبلية شهيرة تقع في أقصى الجنوب الشرقي للجزائر، كهوف “طاسيلي ناجر”، أو تاسيلي نعاجر، القصور الحمراء، لؤلؤة الصحراء الجزائرية قلعة بني حماد، وادي ميزاب، تيبازة، آثار “جميلة”، وهي مدينة أثرية قديمة كانت تابعة للرومان، تقع بمحافظة سطيف الواقعة شرقي الجزائر، وكانت تسمى “كويكول”، إضافة إلى حديقة الحامة”..
وختم فيدوح حديثة بالقول: “بالمجمل يمكن أن يلعب الاستثمار الثقافي دوراً حيوياً في تحصين الهوية الثقافية والاقتصادية للجزائر، وترسيخ التفاهم والتنمية المستدامة في المجتمع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024