فعّاليات مهرجان الفيلم المتوسّطي تتواصل بعنابة:

”بن مهـيدي” يستولي على قلوب العنّابيين وإقبال كبير على الأفلام الفلسطينية

عنابة: هدى بوعطيح

تشهد الأفلام الجزائرية التي تُعرض في إطار المهرجان الدولي للفيلم المتوسّطي بعنابة، إقبالا كبيرا لعشّاق الفنّ السابع، حيث تمتلئ قاعة “مجوبي” عن آخرها رغبة من الجمهور العنّابي لاستكشاف آخر مستجدات الساحة الفنية الوطنية على وجه الخصوص، لا سيما وأنّ السينما الجزائرية باتت تعرف في الآونة الأخيرة انتعاشا وجودة في الإنتاج على مستوى العديد من الأعمال المقدّمة، ناهيك أيضا عن الأفلام الفلسطينية التي تعرف هي الأخرى توافدا كبيرا للجمهور العنّابي تأكيدا على مناصرته للقضية الفلسطينية.

تتواصل فعّاليات مهرجان عنابة للفيلم المتوسّطي، وسط إقبال كبير للجمهور العنّابي المتعطّش لمثل هذه التظاهرات الفنية التي تكاد تغيب عن جوهرة الشرق بونة، حيث لا تتوقف الحركية عن مسرح عز الدين مجوبي منذ انطلاق العروض السينمائية، لتكون الأفلام الجزائرية والفلسطينية من أكثر العروض التي تستقطب اهتمام العنّابيين من مختلف الأجناس والأعمار.
فقد صنع فيلم “بن مهيدي” الفرجة بامتياز، حتى أنّ مقاعد “مجوبي” عشية العرض لم تعد تتسع للوافدين على المسرح، وبقي كثير من المشاهدين ينتظرون خارج الصرح، علّهم يحظون بمكان مناسب لمشاهدة واحد من أهم العروض المبرمجة ضمن هذه التظاهرة، وهو ما دعا مخرج الفيلم بشير درايس إلى التأكيد على إعادة برمجة فيلم بن مهيدي أمام جمهور بونة خلال الأشهر القليلة القادمة، مؤكّدا أنّ المشاهد يعتبر الرقم لمعرفة مدى نجاح الفيلم من عدمه.  
فيلم “العائلة” للمخرج مرزاق علواش الذي حظي بتكريم خاص خلال مهرجان الفيلم المتوسّطي، استقطب بدوره عددا هائلا من العنّابيين الذين تابعوا أيضا أحداث فيلم “ناقص واحد” للكاتب والمخرج حمزة شوتري الذي يعالج ظاهرة “الحراقة”، إلى جانب الفيلم الاجتماعي “ليلة عابد” لأنيس جعاد الذي قام بتصوير أحداثه بإحدى قرى ولاية مستغانم، ويروي قصة زوجين يواجهان خطر فقدان طفلهما الأول بسبب مرض الأم، ودور الأب في إنقاذ فلذة كبده بتوفير دواء من الجزائر العاصمة.
ومن جانب آخر، حظيت الأفلام الفلسطينية بإقبال جماهيري كبير، وتفاعل منقطع النظير جسّده الجمهور العنّابي مع بعض صنّاع السينما الحاضرين بالمهرجان، حيث كان الموعد مع فيلم “سوكرانيا 59” لعبد الله الخطيب، والذي يصوّر قصة جمال وامرأته عائشة وابنهما جعفر، الذين وجدوا ملجأ لهم في إحدى المدن الألمانية بعد هروبهم بصعوبة من مخيم اليرموك الفلسطيني بسوريا، بعد تدميره، حيث وفرت لهم مؤسّسة رعاية اللاجئين بألمانيا منزلا مؤقتا تحت إشراف حارس بلدي ثقيل المزاج. وكان عليهم تحمّله وتطبيق أوامره وما زاد في صعوبة الإقامة، أنّ إدارة اللاجئين فرضت عليهم المبيت مع عائلة لاجئة من أوكرانيا متكوّنة من الأم وابنتها، ليصبح التعايش بين العائلتين مفروضا على الجميع رغم الاختلاف في الثقافة والعادات..
كما تفاعل العنّابيون مع فيلم “بنك الأهداف” الذي يوثق استهداف الكيان الصهيوني للبنى التحتية المدنية في غزّة عام 2021 من خلال رواية مباشرة لقصف مبنى سكني، إلى جانب فيلم “الممر” للمخرج أمين نايفة الذي يعتبر أحد أهم الأفلام الذي يصوّر معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة بعد بناء الجدار العازل وصعوبة الحصول على تأشيرة السفر، حيث يحكي قصة ثلاثة إخوة يريدون السفر لزيارة جدّهم المريض في المستشفى الذي يعيش على الجانب الآخر من الجدار العازل ويتم منعهم من السفر إلى أن يموت الجدّ.
العرض كان مناسبة لتسليط الضوء على التحدّيات التي يُواجهها صُنّاع الأفلام في فلسطين، بما في ذلك صعوبات التصوير في غزّة والقيود المفروضة عليهم، وهو ما تحدّث عنه مخرج الفيلم أمين نايفة كاشفا عن الضغوطات والعراقيل التي تواجههم، على غرار حجز معدات التصوير وحذف بعض المشاهد وهو ما يجعلهم يعملون في سرية تامة بعيدا عن أنظار الكيان الصهيوني المحتل.
يذكر، أنّه وفي إطار الترويج للوجهة السياحية لولاية عنابة، وعلى هامش فعّاليات مهرجان عنابة للفيلم المتوسّطي، نظمت مديرية السياحة والصناعة التقليدية رحلة سياحية لضيوف بونة للتعريف بأهم المسارات السياحية للولاية، حيث كانت الوجهة نحو كنيسة القديس أوغستين، كورنيش عنابة ـ منارة راس الحراسة ومتحف هيبون.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024