ندوة فكرية حول: ''أزمة المؤسسة الفقهية بالجزائر''

محمد بغداد: ما أحوجنا إلى التجربة الإباضية فقهيا واجتماعيا

م.أمين عباس

تطرّق الكاتب والإعلامي محمد بغداد عشية أول أمس بدار الثقافة حسن الحسني بالمدية إلى موضوع أزمة المؤسسة الفقهية في الجزائر ضمن جلسات البرنامج العلمي المسطر في إطار مهرجان ''قراءة في إحتفال'' وحاول بغداد الدفاع عن أفكاره ومضمون كتابه بشأن هذه المسألة في الملتقى.
استغرب منشط المحاضرة ما تناوله الإعلام في الجزائر حول بعض المشكلات التي أثيرت في شهر رمضان من خلال التركيز على الأسعار، وكذا المساجد ورؤية الهلال، إلى درجة أنه أحصى في النصف الأول من هذا الشهر الفضيل ٩٢ بالمائة من مساحة البث والنشر كانت مخصصة لهذه المسائل الخلافية.
وقال صاحب مؤلف ''أزمة المؤسسة الفقهية في الجزائر'' بأن الإعلام الجزائري يعاني من مشكلة كبيرة في القاموس، واليوم الكل يستهلك مصطلح السلفية، وهو مصطلح خاط  ، منتقدا في هذا الصدد هذه التجربة الإعلامية الضعيفة والتي تسير بخطى تدريجية، مستشهدا بما قرأه منذ أسبوع لمسؤول كبير في الدولة، حول تحذيريه من استيراد الفتاوي عبر الفضاء، على أن هناك موقع إلكتروني في الجزائر يتفاعل معه الجزائريون بنحو ٧ ملايين شخص، مقرا بأن المرجعية الدينية في الجزائر هي الإسلام.
وقال بأن إثارة هذا المصطلح الهدف منه هو البحث عن التنظيم، وأن اليوم في العالم هناك مدرستيين في التشريع الإستقباسي واحدة بمازونة وأخرى بكونتا، معتبرا بأن المعيار الونشريسي ليس مؤلفا ومرجعية، متسائلا في هذا السياق عن عزوف الإعلام والمؤسسات والنخب عن دراسة بعض القضايا، في حين أن الناس هم في حيرة من أمرهم، معتقدا بأنه حان الوقت لأن تكون المؤسسة الفقهية حرة حتى نصل إلى الحلول الاستباقية لمعرفة هل أن ''لونساج حلال أم حرام''؟.
وجزم بغداد، بأن المطالبة بشخصية معينة معناه الذهاب إلى شيخ القبيلة، وأنه من هذا المنطلق لا يريد المطالبة بمؤسسة في شكل هيكل، بل المرجو هو كيف يمكن على مستوى النخب تأسيس لفكر جديد وتوفير الأمن الإستراتيجي والعيش التفاعلي مع الاختلافات بدون صدام.
ودعا بغداد في هذه الجلسة إلى النقاش بين النخب وأن فكرة مفتي الجمهورية هي اجتهاد، مستعرضا بعض التجارب الناجحة في تركيا وماليزيا، مطالبا بضرورة التفكير لأجل تحدي الأخطار الكبرى والوصول إلى قاموس موحد، مستشهدا من جهة أخرى بالتجربة الإباضية الفقهية والاجتماعية الناجحة جدا.
واستشهد بشخصية الشيخ الفضيل اسكندر الذي حلّ ذات يوم بالأزهر الشريف وفي اليوم الموالي من أجل امتحان قدراته مع مجموعة من الحفظة في الفقه والحديث دُعي لهذا المجمع  فأبهرهم هذا الشيخ بشهادة شيخ الأزهر فكان له بذلك الفخر والوقار.
وقال ولد العروسي، إن هذا النقاش ذكره بمسألة الحجاب وما أحدثته من ردود أفعال في الغرب، موضحا بأن عالم باكستاني لا طالما أقر بمحاكاة العقل، لتفادي الجدل العقيم، مشيرا في هذا السياق، أن ما يناقش اليوم أستهلك في ذلك الوقت، والمشكل اليوم في بلداننا يتمثل في غياب  موسوعة اسلامية، ونحن نتفرج على من يشتمنا، كما أن  هناك في باريس من يشتغل فيما يكتبه الرجل الموسوعة ابن تيمية، منتقدا بدوره ما يقدمه العلماء من قراءات غير موضوعية.
واعتقد المتحدث أن المستشرقين هم من يقفون وراء بهرجة  الثقافة العربية وهناك من تكهّن بما كان يريدوه الفرنسيون بنا.
وذكر بأن أول من كون مكتبة في سوريا هو جزائري، مطالبا بتشجيع المبدعين ورفع اللبس عنهم، مؤكدا أن مثل هذه الفرص أي ڤ قراءة في احتفالڤ تخلق النقاش  الموضوعي والبنّاء، في حين برّر الإعلامي محمد كاديك تخبطنا في مشكلة المرجعية الدينية لكون أنه عاجلنا الموت برحيل العلامة الشيخ عبد المجيد أمزيان ومن خلاله  المجلس الأعلى الإسلامي، مبديا موافقته لرأي المحاضر في أن التجربة الإباضية الفقهية والاجتماعية يجب أن تكون محل دراسة حتى لا يحرم منها باقي المجتمع الجزائري من خيراتها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024