جدّدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا دعوتها إلى الإسراع باستئناف الانتخابات في 16 بلدية جرى تعليق هذه العملية فيها، وكذلك في البلديات التي جرى تعليق الانتخابات فيها في شهر جويلية الماضي، بهدف ضمان ممارسة المواطنين حقهم في انتخاب ممثلي مجالسهم البلدية في جميع مناطق البلاد عبر عملية سلمية وشفافة. جاء ذلك في بيان صدر أمس، هنّأت فيه البعثة الأممية 26 بلدية ليبية على نجاح انتخابات المجالس البلدية التي جرت السبت، حيث بلغت نسبة المشاركة الأولية 71%، مشيرة إلى أن الانتخابات جرت بطريقة منظمة وسلمية.
أشادت البعثة بالمفوضية الوطنية العليا للانتخابات وموظفي الانتخابات على أدائهم الاحترافي المتميز، وبالجهات الأمنية على تفانيها في ضمان تمكين المواطنين من ممارسة حقهم السياسي في التصويت والمشاركة في تشكيل مجالسهم المحلية.
وبينما يجري الانتهاء من فرز الأصوات ونقل المواد الانتخابية إلى مكاتب المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، ناشدت البعثة الأممية جميع الأطراف “الحفاظ على الهدوء والتعامل مع جميع التظلمات المحتملة من خلال القنوات القانونية”. كما رحبّت البعثة أيضاً بقرار المفوضية الوطنية العليا للانتخابات استئناف عملية التصويت في سبع بلديات بمنطقة الزاوية في 23 أوت الجاري، وذلك عقب تدمير المواد الانتخابية جراء الاعتداءات بإضرام النار المتعمد والتي وقعت السبت، مشدّدة على أهمية ضمان إتاحة الفرصة للناخبين في جميع البلديات المتضررة للإدلاء بأصواتهم دون مزيد من التأخير.واختتمت بعثة الأمم المتحدة بأنها “تظل ملتزمة بقوة بدعم الجهود التي تقودها ليبيا لتعزيز السلام والاستقرار والحكم الديمقراطي في جميع أنحاء البلاد”.
مشاركــة واسعـة وأجواء آمنـة
أدلى عشرات الآلاف من الليبيين السبت بأصواتهم لاختيار ممثليهم في أكثر من 20 بلدية، بينها طرابلس، بعدما اضطرت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إلى تأجيل الاقتراع في العديد من المراكز بسبب مخالفات وحوادث.
ومساء السبت، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات مشاركة 161 ألفا و684 ناخبًا وناخبة في الانتخابات المحلية بـ26 بلدية، شملت 459 مركز انتخاب، و1041 محطة اقتراع بنسبة اقتراع بلغت 71%.
واعتبر مراقبون عملية الاقتراع هذه اختبارات للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ينتظرها الليبيون منذ تأجيلها لأجل غير مسمى في 2021.وكان من المقرر إجراء الانتخابات في 63 بلدية تتوزع كالآتي 41 في الغرب و13 في الشرق وتسع في الجنوب. غير أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أعلنت السبت أن الانتخابات ستقتصر على 26 مجلسا بلديا فقط، بعد إلغاء الاقتراع في بلدات عدة في الشرق والجنوب بسبب مخالفات وضغوط من السلطات المحلية وعوائق إدارية.
في الأثناء، بارك رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة نجاح الانتخابات البلدية التي جرت في أجواء آمنة ومنظمة.
وأشاد الدبيبة، في منشور عبر صفحته على «فيسبوك» مساء السبت، بجهود وزارة الداخلية التي ضمنت سير الانتخابات بسلاسة ودون تسجيل أي خروقات أمنية، مشيراً إلى وعي المواطنين وإصرارهم على ممارسة حقهم الديمقراطي.
وتابع أن الحكومة ستواصل دعم المجالس البلدية المنتخبة، باعتبارها شريكًا أساسيًا في تحقيق التنمية المحلية وتعزيز اللامركزية، لتكون قريبة من المواطن وتستجيب لأولوياته اليومية.
خارطـة جديـدة للحـل السياسي
من ناحية ثانية، استعرضت المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، رئيسة البعثة الأممية للدعم في ليبيا، هنا تيتيه، أمام المجلس الرئاسي الليبي، جهود البعثة الرامية إلى دعم الحوار بين الأطراف الليبية وإنهاء المراحل الانتقالية عبر أساس قانوني ودستوري يضمن نجاح العملية السياسية للوصول إلى انتخابات تحظى بقبول كافة الأطراف، وفق ما أفاد به بيان للمجلس.
جاء ذلك خلال استقبالها من طرف النائبين بالمجلس الرئاسي، موسى الكوني وعبد الله اللافي، “لبحث آخر مستجدات الأوضاع في البلاد على مختلف الأصعدة لاسيما حالة الانسداد السياسي الراهن وسبل تجاوزه، للوصول إلى رؤية موحدة تحقق تطلعات الشعب الليبي وتمهد الطريق لإجراء الاستحقاق الانتخابي”، بحسب ذات المصدر.
كما قدمت المبعوثة الأممية أمام النائبين، إحاطة شاملة تضمنت الضوابط التي يجري العمل على صياغتها لتكون ضمن إحاطتها القادمة أمام مجلس الأمن الدولي يوم 21 أوت الجاري”.
وأكد النائبان خلال اللقاء على أن “أي خارطة طريق أو حل سياسي يجب أن يستند إلى الملكية الليبية، وإيجاد حلول توافقية هي السبيل لضمان الاستقرار وتعزيز وحدة الدولة ومؤسساتها”، وشددا على “أهمية دعم جميع الأطراف المحلية والدعم الدولي من الشركاء الإقليميين والدوليين، لتأمين بيئة توافقية تضمن نجاح أي اتفاق سياسي”.
كما جدّد النائبان “التزام المجلس الرئاسي بدعم مساعي بعثة الأمم المتحدة وجهودها”، وأكدا دعم المجلس “لأي مسار حواري يوسع قاعدة المشاركة الوطنية ويؤسس لاستقرار دائم”.