يعتزم تجنيد يهود من الخارج لسد النقص الحاد في جيشه

الاحتلال يواصل مجازره الوحشية ويحشد لحصـار غزّة

تشهد غزّة، في الساعات الأخيرة، تصعيداً خطيراً على وقع قصف صهيوني عنيف استهدف مناطق واسعة في المدينة التي يستعد الجيش الصهيوني لمحاصرتها قبل احتلالها.
بالتوازي مع الضربات الجوية، تعاني الأحياء السكنية بمختلف مناطق قطاع غزّة من عمليات تدمير ونسف للمنازل، في وقت يتواصل فيه الجدل داخل الكيان الصهيوني حول جدوى الحرب، حيث خرجت تظاهرات حاشدة تطالب بوقفها وإعادة الأسرى، بينما رد رئيس حكومة الاحتلال باتهام المتظاهرين بإضعاف الجبهة الداخلية. وفي المقابل، تتصاعد التحذيرات الإقليمية والدولية من مخططات تهجير الفلسطينيين من القطاع وتفريغ غزّة من سكانها.

 مجــازر وحشيـة

في الأثناء، لم تهدأ وتيرة القصف الوحشي على قطاع غزّة طوال الوقت، على وقع عمليات قتل مروعة ومجازر ترتكبها قوات الاحتلال بحق المجوعين من طالبي المساعدات.
وسجلت، صباح أمس، المراكز الطبية استشهاد وجرح عدد كبير من الفلسطينيين في المناطق التي يتكدس فيها النازحون، وأمام مراكز توزيع المساعدات، والتي أصبحت مصائد للموت.
ووفق ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان، طالت هجمات الجيش الصهيوني على غزّة، أمس، منازل وتجمعات لمدنيين فلسطينيين ومنتظري مساعدات، وصيادين.
وفي شرق مدينة غزّة، يواصل الاحتلال عمليات نسف المنازل والمباني بالروبوتات المفخخة في حيي الزيتون والصبرة، بالتزامن مع قصف مدفعي وجوي، وذلك استمرارا للعدوان المستمر على المنطقة منذ أسبوع.

المصادقــــة علـــى خطـة الاحتـلال

بالتزامن، تتحرك خطة الاحتلال الصهيوني لفرض السيطرة العسكرية الكاملة على مدينة غزّة بخطى حثيثة، متجاهلة الآثار الكارثية لهذه العملية العدوانية التي ستزهق المزيد من الأرواح البريئة، وتشرد ما تبقى من سكان المدينة المنكوبة.
وقد أوردت وسائل إعلام صهيونية أن رئيس أركان جيش الاحتلال، صادق على خطة لاحتلال مدينة غزّة.
وأكدت هيئة البث الصهيونية، أن رئيس الأركان وافق على خطة لاحتلال غزّة، على أن يصادق عليها وزير الدفاع اليوم.
وأشارت إلى أنه “سيتم عرض خطة إخلاء الفلسطينيين في غزّة على الأمريكيين بناء على طلبهم”.
وأوضحت الهيئة أن الخطة تتضمن إخلاء قسريا واسعا للفلسطينيين خلال أسبوعين على الأقل، على أن يبدأ تنفيذها بعملية عسكرية تتبعها عملية دخول تدريجي إلى المدينة.
وفي 8 أوت الجاري، أقر المجلس الوزاري الصهيوني المصغر “الكابينت” خطة طرحها رئيس حكومة الكيان لإعادة احتلال قطاع غزّة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزّة.
وفي 11 من الشهر ذاته، وفي إطار تنفيذ الخطة، بدأ الجيش الصهيوني هجوما واسعا على حي الزيتون تخلله نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.

تجنيـد يهود مـن الخـــارج

 هذا، ويدرس جيش الاحتلال الصهيوني، الاستعانة بشبان يهود من الخارج وتجنيدهم، لسد النقص الحاد في صفوفه، والذي يقدر بنحو 12 ألف عسكري.وقالت إذاعة الجيش الصهيوني، أمس الاثنين: “في أعقاب النقص الحاد في الجنود، يدرس الجيش التواصل مع المجتمعات اليهودية في الشتات، لتشجيع تجنيد الشباب اليهود من الخارج في صفوفه”.
وأضافت أن “النقص في الجنود الذي يقدر بنحو 10- 12 ألفا، وعدم التحاق الحريديم (اليهود المتدينين) يدفع الجيش إلى محاولة استنفاد كل الخيارات الأخرى لإعادة ملء صفوفه”.
ويشكل الحريديم نحو 13 بالمائة من سكان الكيان البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ويرفضون الخدمة العسكرية، بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، ويقولون إن الاندماج في المجتمع العلماني يهدد هويتهم الدينية.
وتعارض أحزاب في الائتلاف الحاكم والمعارضة وقطاعات شعبية توجه رئيس الوزراء، نحو سن قانون لإعفاء “الحريديم” من الخدمة العسكرية، معتبرين أنها سياسة تمييزية.
ويعاني جيش الاحتلال نقصا حادا في القوات والعتاد العسكري، ويواجه أغلب أفراد الاحتياط فيه صعوبات نفسية واكتئابا، جراء ظروف القتال في قطاع غزّة.
وفي جويلية الماضي، ذكرت صحيفة صهيونية أنه “للمرة الأولى، يعترف الجيش بأن استنزاف قواته كبير، ويقدر أنه يفتقر إلى حوالي 7500 عسكري”.
كما يتحدث قادة الكتائب، وفق الصحيفة، عن “عبء العمل الثقيل، وأعلن العديد منهم أنهم مهتمون بالتقاعد”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19852

العدد 19852

الإثنين 18 أوث 2025
العدد 19851

العدد 19851

الأحد 17 أوث 2025
العدد 19850

العدد 19850

السبت 16 أوث 2025
العدد 19849

العدد 19849

الخميس 14 أوث 2025