قتل جيش الاحتلال الصهيوني، أمس، عشرات الفلسطينيين بينهم عدد من منتظري المساعدات بهجمات متفرقة على قطاع غزة، فيما نفّذ عمليات نسف ضخمة بعدة أحياء أبرزها الزيتون والشيخ رضوان، اللذان يشهدان هجمات مكثفة في إطار خطة الكيان لإعادة احتلال مدينة غزة.
لم تهدأ وتيرة إزهاق الأرواح البريئة في قطاع غزة على يد قوات الاحتلال التي تمارس عمليات قتل بالقصف وسياسية تجويع ممنهجة، على وقع اشتباكات ضارية وغير مسبوقة في غزة ومناطق أخرى.
وشنّت قوات الاحتلال خلال ساعات الليل المظلم في غزة سلسلة غارات عنيفة ودامية استهدفت مناطق يتجمع فيها النازحون، ما تسبّب في استشهاد وجرح عدد من المدنيين العزل، أحصي منهم سبعة قضوا في منطقة مواصي خان يونس جنوب القطاع، والتي يزعم الاحتلال أنها آمنة ويطلب من الفلسطينيين النزوح إليها.
وبالتزامن، وقعت اشتباكات ليلية ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال المتوغلة في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، ترافقت مع قصف وغارات صهيونية مكثفة، فيما تحدثت أنباء ومنصات للاحتلال عن كمائن عدة نصبتها المقاومة، تسببت في مقتل عسكري وإصابة 7 بجروح خطرة، وسط رقابة صهيونية صارمة على نشر تفاصيل ما يجري من معارك.كما أعلنت وزارة الصحة في غزة وفاة 10 أشخاص نتيجة التجويع وسوء التغذية، منهم 3 أطفال، خلال الساعات الـ 24 الماضية. وأضافت الوزارة أن عدد ضحايا التجويع ارتفع إلى 323، بينهم أكثر من 120 طفلا.
مقتل عساكـــر للعـدو فـي كمائن المقاومـة
هذا، وشهد حيّا الزيتون والصبرة في قطاع غزة سلسلة عمليات للمقاومة، بدأت بكمين هجومي للمقاومة قُتل فيه عساكر، وذلك وفقا لوسائل إعلام صهيونية أكدت أن الجيش الصهيوني فعّل ما يعرف بـ “بروتوكول هانيبال” لقتل أي جندي قبل وقوعه في الأسر.
وقالت إذاعة الجيش الصهيوني، إن 7 عساكر أصيبوا الليلة ما قبل الماضية إثر مرور ناقلة جند مدرعة من نوع “نمر” على عبوة ناسفة في حي الزيتون بمدينة غزة.
بدورها، قالت هيئة البث الصهيونية إنّ الحدث جرى أثناء نشاط الفرقة 99 واللواء السابع في شمال القطاع. وبعد الأنباء عن فقدان أربعة عساكر، ذكرت مواقع إخبارية للاحتلال أن الاتصال عاد بهم.
وقالت وسائل إعلام إنّ الجيش بدأ سحب عساكره من حي الزيتون وإعادتهم إلى ثكناتهم، بينما فرضت الرقابة العسكرية حظر النشر بشأن ما حدث مع العساكر الأربعة في حي الزيتون.
وكان الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة قد قال إنّ رئيس الوزراء الصهيوني، ومن وصفهم بوزرائه النازيين، قرروا بإصرار تقليص عدد أسراهم الأحياء إلى النصف، كما قرروا أن تختفي معظم جثث أسراهم القتلى إلى الأبد. وأشار أبو عبيدة إلى أن كل أسير يُقتل بفعل العدوان الصهيوني سيعلن اسمه وصورته مع إثبات لمقتله.
وعاش فلسطينيو مدينة غزة ليلة مرعبة على وقع أصوات انفجارات ضخمة وإطلاق نار مكثف منذ ساعات الفجر الأولى سمع دويها في حي الزيتون جنوبي المدينة ومحيطه.
ونفّذ الجيش الصهيوني عمليات نسف في أنحاء وسط وشمال خان يونس، كما أطلقت بوارج حربية قذائفها تجاه شواطئ المدينة.
تأهّــب لإخلاء الآلاف مـن غــزّة
وعلى وقع التصعيد العسكري والأحزمة النارية التي تستهدف مختلف المناطق، لاسيما حي الزيتون، يستعدّ الجيش الصهيوني لإخلاء سكان مدينة غزة، حيث أكد مصدر أمني للاحتلال بأن “البنى التحتية” باتت جاهزة لتحريك سكان غزة، مقدراً مغادرة نحو 10 آلاف فلسطيني.
في المقابل، شدّدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أن الإخلاء الجماعي لمدينة غزة بطريقة آمنة “مستحيل”. كما حذرت في بيان من تلك الخطط في ظل الظروف الحالية التي تخيم على المدينة والقطاع الفلسطيني.
وكانت القوات الصهيونية أعلنت، الجمعة، أن مدينة غزة خارج نطاق أي هدنة إنسانية، مصنفة إياها منطقة قتال خطيرة.
كما أكّدت أنّ المرحلة الأولية من الهجوم على المدينة المكتظة بالسكان بدأت، متوعدة بعدم التراجع و«الضرب بقوة دون تردد”، وفق تعبيرها. في حين تصاعدت التنديدات الأممية والدولية، وسط تحذيرات المنظمات الدولية الإنسانية من كارثة تحدق بالمدينة، وسط تردي الأوضاع وتفاقم المجاعة في القطاع.
وقـف إسقـاط المساعـــدات
ووفقاً لتقرير من هيئة البث الصهيونية، من المقرر أن تتوقّف قوات الاحتلال عن إسقاط طرود المساعدات الإنسانية فوق مدينة غزة في الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف التقرير، أنّ الاحتلال سيقلّص أيضاً تدفق المساعدات إلى الجزء الشمالي من القطاع، في خطوة تهدف إلى إيصال رسالة للفلسطينيين مفادها بأنه يجب عليهم البدء في إخلاء المنطقة والتوجه جنوباً. ويبلغ عدد الأشخاص في مدينة غزة الذي يخطّط الكيان الصهيوني لإجبارهم على الإخلاء نحو 800 ألف شخص، وفقا للتقرير.
ويشير التقرير إلى أنّ الجيش الصهيوني قد يسيطر على مدينة غزة قبل عيد رأس السنة العبرية، بعد استدعاء عشرات الآلاف من عساكر الاحتياط.