إدانـات دولية واسعـة لانتهـاك سيـادة دولــــة قطر
شهدت الساحة الدولية موجة إدانات واسعة للعدوان الصهيوني الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، أمس الثلاثاء، وسط استنكار لهذه الضربة الغادرة التي تقوض فرص توقيف نزيف الدّم الفلسطيني وتنسف جهود تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الهجوم الصهيوني الذي استهدف قادة حركة حماس في الدوحة. في حين نددت عدة دول بانتهاك الكيان الغاصب لسيادة قطر، واصفين إياه بالانتهاك الخطير للقانون الدولي.
ووصف غوتيريش الهجوم الصهيوني على الدوحة بأنه «انتهاك صارخ لسيادة قطر وسلامة أراضيها». وتابع، أن «قطر لعبت دورا إيجابيا للغاية في تحقيق وقف إطلاق النار بغزة وإطلاق سراح جميع الأسرى»، داعيا جميع الأطراف للعمل على تحقيق وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، وليس تدميره. كما أبدت مختلف الدول العربية تضامنها الكامل مع قطر وأدانت بأشد العبارات الهجوم الصهيوني الإجرامي، ووصفته بأنه تصعيد غير مسؤول يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، داعية المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لوقف الاعتداءات الصهيونية المتكررة التي تهدف إلى «جر المنطقة إلى دوامة من اللاّأمن واللاّإستقرار».
وفي مشهد غير مألوف، أعرب بابا الفاتيكان، البابا ليو، عن قلقه العميق إزاء خطورة الوضع، مؤكداً أن الأخبار الواردة من الدوحة بالغة الخطورة. وقال البابا ليو للصحافيين، خارج مقر إقامته الصيفي في كاستل جاندولفو، «هناك أنباء بالغة الخطورة الآن: هجوم على بعض قادة حماس في قطر. الوضع برمته خطير للغاية».
اعتداء إجرامي وجبان
وكانت دولة قطر أدانت بأشد العبارات الهجوم الصهيوني الذي استهدف مقرات سكنية يقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في العاصمة الدوحة. ووصفت هذا الاعتداء بأنه إجرامي وجبان، ويشكل انتهاكًا صارخًا لكافة القوانين والأعراف الدولية، بالإضافة إلى كونه تهديدًا خطيرًا لأمن وسلامة القطريين والمقيمين في البلاد.
وأوضحت وزارة الخارجية القطرية، أن الجهات الأمنية والدفاع المدني والجهات المختصة باشرت على الفور التعامل مع الحادث، واتخذت كافة الإجراءات اللازمة لضمان سلامة القاطنين والمناطق المحيطة واحتواء تبعات الهجوم.
وأكدت الوزارة، أن دولة قطر لن تتهاون مع أي سلوك صهيوني متهور أو أي أعمال تهدد أمنها وسيادتها، مشيرة إلى أن التحقيقات تجري على أعلى مستوى، وسيتم الإعلان عن المزيد من التفاصيل فور توفرها. وأضافت، أن مثل هذه الأعمال العدوانية لا تضر فقط بالعلاقات الإقليمية، بل تُنذر بتصعيد قد يتجاوز حدود قطر ليشمل المنطقة بأكملها، مما يتطلب موقفًا دوليا حازمًا لردع السياسات الصهيونية التي «تضرب عرض الحائط بالقوانين والأعراف الدولية».
خلفية الحدث
وكان الجيش الصهيوني قد أعلن، أمس، شن هجوم مركز عبر سلاح الجو استهدف قادة حماس حين كانوا يناقشون مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
لكن ما اعتبره الكيان الغاصب «ضربة استباقية»، اعتبرته قطر «عدوانًا سافرًا» يضع أمنها وسيادتها على المحك.
وفي التفاصيل، كشفت إذاعة الجيش الصهيوني أن أكثر من 10 قنابل ثقيلة أصابت مقر حماس بقطر، حيث شاركت 15 مقاتلة وعدد من المسيرات في الهجوم العسكري.
ونقلت وسائل إعلام الاحتلال عن مصدر أمني، أن تقديرات القيادة الصهيونية تتحدث عن اغتيال 6 من كبار قادة حركة حماس في الضربة التي استهدفتهم في العاصمة القطرية الدوحة. لكن قيادي في حماس، صرّح بأن وفد الحركة المفاوض في الدوحة نجا من الضربة الصهيونية.
ارتقاء نجل الحيّة ومدير مكتبه
وفي الأثناء، تداولت مصادر إعلامية دولية، دون تأكيد رسمي، استشهاد نجل القيادي في حماس خليل الحية ومدير مكتبه و3 آخرين.
وأعلنت مصادر خاصة، استشهاد همام الحية نجل خليل الحية، ومدير مكتبه جهاد لبد، وإلى جانبهما ارتقى أيضا عبد الله عبد الواحد مرافق القيادي في حركة حماس باسم نعيم، وموظفي مكتب الحركة مؤمن حسونة وأحمد المملوك.
وهمام هو الإبن الشهيد الثالث للقيادي الحية، وسبق أن تعرض لمحاولة اغتيال صهيونية فاشلة، وسبقه شقيقاه الشهيدان أسامة وحمزة. وجاء الهجوم على الدوحة بعد أيام من تحذير صهيوني مسبق باستهداف قادة حركة حماس في الخارج.
كما جاء رغم قيام قطر بدور وساطة، إلى جانب مصر وبإشراف أمريكي، في مفاوضات غير مباشرة بين حماس والاحتلال الصهيوني، للتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.