اقتحــام لــــ «الأقصـى» واعتداء على راهب مسيحـي

لم تفلح عقوبات أقرتها واشنطن الأسبوع الماضي، في كبح اعتداءات المستوطنين الصهاينة المتواصلة. فقد اقتحم مستوطنون أمس الأحد، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال.
نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن شهود عيان قولهم إن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية.
كما منعت الشرطة الصهيونية المتمركزة على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، المواطنين الفلسطينيين من الدخول، ما تسبب بانخفاض أعداد المصلين بالمسجد للشهر الرابع على التوالي.
وعلى صعيد متصل، اعتدى مستوطنون على راهب ألماني في البلدة القديمة بالقدس مساء السبت.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن شهود عيان قولهم، إن “رئيس الرهبان البندكتان في الأرض المقدسة الأب نيقوديموس شنابل، تعرض لحادثة اعتداء وبصق من قبل مستوطن، في حين قام آخر بشتم السيد المسيح عليه السلام، بألفاظ نابية”.
ويتعرض الرهبان في القدس، لاعتداءات متواصلة في السنوات الأخيرة من قبل المستوطنين المتطرفين، حيث أظهرت مقاطع مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تعرض الراهب شنابل للبصق والشتم.
وأصدر رؤساء الكنائس 12 بيانا يحتجون فيه على هذه الانتهاكات، منذ نهاية عام 2021 حتى نهاية العام الماضي.
وتصاعدت وتيرة اعتداءات المستوطنين على المسيحيين في البلدة القديمة من القدس، وكذلك على الرهبان والسيّاح المسيحيين القادمين من مختلف دول العالم.
اقتحامات واشتباكات
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، الاعتداء الذي نفذه مستوطنون على راهب مسيحي عند مدخل باب النبي داوود في القدس.
وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان أصدرته أمس الأحد، إن “هذا الاعتداء استعماري عنصري يعكس ثقافة الكراهية والحقد وإنكار وجود الآخر، ويعكس حجم التحريض والتعبئة العنصرية التي تتلقاها عناصر المنظمات والجمعيات الاستعمارية المتطرفة سواء من خلال المدارس الدينية أو فتاوى الحاخامات المتطرفين، والحملات والمواقف التحريضية المعلنة من وزراء في حكومة الاحتلال أمثال بن غفير وسموتريتش وغيرهما”.
والأسبوع الماضي، وقع الرئيس الأمريكي ج وبايدن أمرا تنفيذيا غير مسبوق في تاريخ العلاقات الصهيونية - الأمريكية يسمح بفرض عقوبات ضد المتورطين بالعنف من المستوطنين بالضفة الغربية.
وتزايدت اعتداءات المستوطنين الصهاينة على الفلسطينيين بالضفة الغربية منذ بدء الحرب المدمرة في غزة.
1593 اعتداء في جانفي الماضي
في السياق، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن قوات الاحتلال والمستوطنون نفذوا 1593 اعتداء بالضفة الغربية في شهر جانفي الماضي.
وقال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان في بيان، إن المستوطنين سرقوا 47 رأسا من الماشية، و3 جرارات زراعية، إضافة إلى خيمتين.
وأضاف أن قوات الاحتلال استولت على 82 مركبة، كما استولت على 7 تسجيلات كاميرات مراقبة، و15 جرافة وشاحنة، كما تمّ تسجيل 19 حالة سرقة لأموال ومصاغات ذهبية، والاستيلاء على 60 رأسا من الماشية.
من ناحية ثانية، شنت قوات الاحتلال أمس عمليات اقتحام ودهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية، نفذت خلالها اعتقالات واعتداءات على الفلسطينيين، ما أدى إلى اندلاع مواجهات واشتباكات.
وذكرت مصادر محلية أن عدة آليات عسكرية صهيونية ترافقها جرافة، اقتحمت مخيم بلاطة، وسط اشتباكات عنيفة، أطلقت خلالها الرصاص الحي.
وقد تصدى الفلسطينيون للقوات المقتحمة واشتبكوا معها بالرصاص واستهدفوها بالعبوات الناسفة، فيما نشرت سرايا القدس مشهدًا لإعطاب آليات الاحتلال في المخيم.
واقتحمت قوات الاحتلال روجيب شرقي نابلس وسيرت دوريات في أحيائها وشوارعها، وحاصرت أحد المنازل، إضافة إلى اقتحام بلدة برقة شمال غربي نابلس، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وسجّلت اقتحامات صهيونية أيضا في جنين وطوباس وبيت لحم، وفي قلقيلية، حيث شنت قوات الاحتلال حملة دهم واسعة في بلدة عزون شرقي قلقيلية، تخللتها عمليات دهم وتفتيش لعدد من منازل المواطنين وإجراء تحقيق ميداني مع عدد من الشبان وتم إخلاء سبيلهم في وقتٍ لاحق.
اعتقال 6515 منذ 7 أكتوبر
هذا، وقال نادي الأسير الفلسطيني إن قوات الاحتلال اعتقلت أمس الأحد 14 فلسطينيا في الضفة، ما يرفع عدد المعتقلين إلى 6515 منذ بداية الحرب على قطاع غزة.
وأضاف النادي - في بيان - أن حملات الاعتقال يرافقها عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين، والقتل العمد، ومصادرة المركبات والأموال.