يخوض الفلسطينيون في غزة يوميا رحلة محفوفة بالمخاطر للحصول على قليل من ماء نظيف للشرب، بحسب تقرير إخباري نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية عن معاناة الفلسطينيين في القطاع للحصول على ماء الشرب يوميا، حيث يخاطرون بحياتهم المعرضة أصلا للخطر في كل وقت وحين إن بالقصف أو بالموت جوعا وعطشا.
أشارت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، في تقرير أخير، إلى أن 97% من مياه غزة غير صالحة للشرب، في حين يحتاج القطاع إلى 200 مليون لتر من المياه يوميًا، بينما لا يتوفر سوى 100 مليون لتر، الأمر الذي جعل أكثر من 2 مليون شخص يعانون من نقص المياه. وحملت “أونروا” الاحتلال مسؤولية تفاقم أزمة المياه في غزة بسبب الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2007.
موت محقق
وتوقعت “أونروا مـوت عدد أكبر من أهالي غزة بسبب نقص المياه وانتشار الأمراض. كما حذرت من مخاطر تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
في الاثناء قالت مصادر إعلامية إن الاحتلال أحرق محطة لتحلية المياه في غزة بهدف إخراجها عن الخدمة وتعميق المعاناة. كما قصفت ودمرت محطات معالجة مياه الصرف الصحي، ما تسبب في اختلاطها بالمياه النظيفة المتجمعة من سقوط الأمطار.
إلى ذلك ارتقى عدد من الفلسطينيين في غزة أو أصيبوا بعيارات نارية أثناء البحث عن الماء النظيف، وفي أحد مخيمات يروي شاب مصاب يرقد في خيمة شبه مغمورة بمياه الأمطار والاوحال، أن والده خرج ليجلب لهم الماء، لكنه لم يعد بعد سماع طلقات نارية، ليعلم الشاب فيما بعد أن قناصة استهدفت والده وصديقه اللذين خرجا في مهمة “انتحارية”.
بينما يقول آخر أنه خرج ووالدته وهي ترفع راية بيضاء لجلب الماء، لكن عسكريا أطلق النار على الراية ليعودوا خاليي الوفاض. واستشهد شاب ثالث وهو يحاول الحصول على الماء. وقال أفراد من عائلة لوكالة الأنباء الفلسطينية، إنه خرج من بيته في شارع القدرة بحي الأمل وهو يحمل دلو ماء لتعبئته من مستشفى الهلال الأحمر الذي يبعد 200 متر عن بيته، إلا أن قناصا أطلق النار عليه وقتله.
ونقلت الوكالة شهادات عديدة لعائلات استشهد أحد أفرادها أو أكثر أثناء عبور شارع الموت في خان يونس بحثا عن الماء. ليست تلك الا شهادات قليلة لحالات مشابهة لم تصلها وسائل الإعلام لتنقل واقعها المؤلم.
