ارتفاع غير مسبوق للأسعار

المغاربــة يحبسـون أنفاسهم مع دنـو الشهر الفضيـل

أمام استمرار تطمينات الحكومة ومزاعمها بتنفيذ مجموعة من الإجراءات للحدّ من التضخم وتموين الأسواق الوطنية بالمنتجات الغدائية ومراقبة الأسعار خلال شهر رمضان، تتزايد حدة المخاوف في المملكة المغربية من ارتفاع الأسعار بشكل يفوق القدرة الشرائية للمغاربة الذين يعيشون وضعا اجتماعيا واقتصاديا صعبا.
عبّر محللون اقتصاديون عن مخاوفهم من استمرار ارتفاع الأسعار التي بلغت عنان السماء، وغياب ضبط المراقبة السليمة للأسواق خلال شهر رمضان، مسجلين أن التحديات التي يعيش على وقعها المغرب حاليا، منها أزمة الجفاف وندرة المياه، بإمكانها أن تضع المملكة أمام أزمة تضخم أخرى يغيب معها تحقيق السيادة الغدائية والأمن الغذائي.
ويرى هؤلاء المحللين، أن المغرب يعيش اليوم فترة من الجفاف وندرة المياه يضاف إليها التضخم، الأمر الذي يضع الأمن الغذائي للمغرب على المحك.
وأوضح رئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير في تصريح صحافي، أن “المغرب بدون موارد مائية لا وجود له في مجال الصناعة الفلاحية أو الانتاج الفلاحي”، موضحا أن هذا الأخير وحده يستهلك 85 في المائة من الموارد المائية.
وأكد كراوي ضرورة تقنين المواد الاستهلاكية معتبرا أن المواطن المغربي في السابق كان بإمكانه تغطية حاجياته الأساسية عكس اليوم، على اعتبار أن التضخم وارتفاع الأسعار تحول بينه وبين تغطية حاجياته بنفس الدخل.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن المواطن المغربي خاصة مع دنو شهر رمضان، يعيش في ضغط ارتفاع المصاريف والحاجيات، مما يحتم عليه، حسب المحلل الاقتصادي، ضرورة العمل على تقنين مشترياته وتجنب الإنفاق المبدر الذي يتجاوز ميزانيته على أكثر من صعيد. وأخد موضوع تعرض عدد من الشاحنات المغربية المحملة بالمنتجات الزراعية للتعطيل وإتلاف البضائع من جانب المزارعين الإسبان الذين انضموا إلى “ثورة الفلاحين” في أوروبا منذ حوالي ثلاثة أسابيع، مساحة كبيرة في النقاش الأيام القليلة الماضية، خاصة بعدما أثارت الهجمات حالة من التذمر والقلق وسط المصدرين والسائقين الدوليين المغاربة
وقال الخبير الاقتصادي، بخصوص مشكل تصدير المنتوجات المغربية نحو الأسواق الخارجية، “كفى من المقاربة التي تقول إن الحفاظ على التوازن والعائد من العملة الصعبة يرتبط بتصدير المغرب لمنتجاته للخارج”، مضيفا أن العائد من العملة الصعبة يمكن الحصول عليه فقط من خلال التنافسية الصناعية في المنتجات والسلع والبضاعة باستثناء المواد الغدائية التي تصدر إلى الخارج المستنزفة بدورها موارد مائية كبيرة.
ودعا الاقتصادي إلى ضرورة تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال العمل على مراجعة صادرات المواد الفلاحية والغدائية، والتركيز على الإنتاجية الداخلية من خلال إنتاج البطاطس والطماطم بكثرة، وبشكل يضمن تحقيق الاكتفاء الذاتي الداخلي وسد حاجيات المواطنين خلال شهر رمضان عبر توفير الخضر والفواكه والمواد الأخرى حسب إمكانياتهم وقدراتهم الشرائية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024