صـوت القصـف بدل المسحراتـي

رمضان يحل حزينا على أهـل غزة .. لا طعـام ولا أمـان

يستقبل سكان قطاع غزة شهر رمضان على وقع الحرب المدمرة التي تشنها قوات الاحتلال الصهيوني وقد دخلت شهرها السادس على التوالي، مخلفة عشرات آلاف الضحايا، فيما تستمر المأساة الإنسانية في كافة مناطق القطاع، التي يعيش سكانها مجاعة حقيقية.
لم تظهر أجواء الشهر الفضيل في شوارع غزة ولا في منازلها التي تعرضت مئات الآلاف منها للتدمير الجزئي والكامل، فيما أظهر السكان في أسواق القطاع التي تفتقر للكثير من السلع الغذائية، وترتفع بشكل جنوني المتوفرة منها، حزنا شديدا على هذه الأوضاع التي لم يشهدوها في حروب صهيونية سابقة.
ويحل رمضان وعدد الشهداء قد فاق 31 ألف شهيد، غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما فاق عدد المصابين 72 ألفاً، وطال التدمير جراء الغارات الجوية والعمليات البرية أكثر من 360 ألف منزل.

لا أجـواء رمضانيـة

وخلت أسواق القطاع كافة من كل مستلزمات رمضان المعتادة، سواء في الأكل أو الزينة. وبدلا من ذلك، اهتم السكان بشراء ما تيسّر من أطعمة، فيما كانت الغالبية منهم تبحث عن سبل الحصول على طرود غذائية، تشمل معلبات ومربى وزيوتاً تعينهم على تحمل كلفة الطعام المرتفع ثمنه بشكل كبير.
وتبدو حركة السوق ضعيفة، فلا أحد له القدرة على الشراء، كما أن الأسواق عموما خلت من غالبية أطعمة شهر رمضان، بسبب ظروف الحصار.

آمــال بانتهاء الحرب

وعبّر مرتادي السوق على قلّتهم، عن آمالهم في انتهاء الحرب بشكل كامل، وأن تتوقف الغارات والقصف في رمضان.
واستذكروا شكل الشهر الفضيل في الأعوام الماضية، حيث كانت تكثر الزيارات العائلية، وتعج المساجد بالمصلين، خاصة في صلوات الفجر والتراويح.
وقال رجل نزح قسرا من شمال قطاع غزة إلى الوسط بسبب الحرب، إن كثيرا من أفراد أسرته لا زالوا يقيمون في الشمال، وأشار إلى أنه كان يقضي شهر رمضان بجوار أسرته الممتدة، غير أن هذا الشهر حزين.
ويضيف: “الحرب لغت كل شيء جميل في رمضان”. وتابع: “ستسمع قصفا بدلا من المسحراتي، أو وقت الإفطار”.
وفي سياق العمل على تخفيف وطأة الخوف والترويح قليلا عن ساكني “مراكز الإيواء”، قامت “فرق مديح”، بتنفيذ عدة زيارات لتلك المراكز، أنشدت خلالها الأناشيد الخاصة بالشهر الفضيل.
لكن أحد الشبان المشاركين في تلك الفعاليات قال، إن رجالا ونساء بكوا بحرقة، بعد أن استذكروا أبناء لهم قضوا شهداء جراء الحرب الصهيونية.

 الوضـع فـي الشمــال أسوأ

وفي السياق، يستقبل سكان مناطق مدينة غزة وشمالها، الشهر الفضيل بأجواء أكثر حزنا، بسبب تزايد المجاعة. ولم تكفِ كميات الطعام التي وصلت إليهم عبر الشاحنات، ولا تلك التي ألقيت عليهم من الجو، في سد احتياجاتهم الأساسية.
ويجد هؤلاء الناس صعوبة بالغة في الحصول على المساعدات، بسبب التدافع الشديد، واستمرار جيش الاحتلال في استهدافهم لحظة وصول الشاحنات أو خلال عمليات الإنزال الجوي.
وقد سُجل في الأيام الماضية، استشهاد عدد من المواطنين بنيران الاحتلال في عدة مناطق تصلها المساعدات، كما سُجل قيام البحرية الصهيونية، باستهداف منتظري المساعدات التي تلقى جوا، في منطقة “السودانية” شمال غرب مدينة غزة.
وأكد الإعلام الحكومي، أن استهداف جيش الاحتلال للمدنيين وإطلاق الرصاص الحي عليهم أثناء حصولهم على الطحين والمساعدات، يعد “إمعانا في تعزيز المجاعة وفي تكريس الحصار وعدم الرغبة في إنهاء هذه الكارثة الإنسانية”.
هذا وزادت خلال اليومين الماضيين الوفيات في صفوف السكان جراء الجوع، وقد أكد المكتب الإعلامي الحكومي، أن سكان قطاع غزة يعانون بشكل كبير من النقص الحاد في الغذاء والماء والدواء والإيواء، وأن المجاعة تتعمّق بشكل أكبر نتيجة هذا النقص الحاد.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024