الفلسطينيّون يواصلون رحلة النّزوح والمعاناة

 في وقت تغيب فيه أية آلية أو إرادة دولية لحماية الفلسطينيين، وبعد سبعة أشهر من قصف قطاع غزة واستهداف المدنيين، مازالت الأمم المتحدة تكتفي بالمناشدة والتنديد بحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني، ولم تفعّل ترسانة القوانين التي عادة ما تحركها في حالات أقل خطورة بل ومفتعلة في أحايين كثيرة.
أدّت أوامر الإجلاء التي أصدرها الجيش الصهيوني للسكان في رفح إلى التهجير القسري لعشرات آلاف الأشخاص، الكثيرون منهم نزحوا عدة مرات خلال الأشهر السبعة الماضية.
وقد أكّدت الأمم المتحدة ضرورة حماية المدنيين في غزة وتوفير احتياجاتهم الأساسية سواء غادروا أماكنهم أو بقوا فيها، بينما يمعن الاحتلال الصهيوني في منع دخول المساعدات الإنسانية ويرتكب إبادة جماعية على مرأى ومسمع العالم.

رحلة نزوح لا تنتهي

 نزوح بعد نزوح، هكذا تبدو حياة آلاف العائلات الفلسطينية في غزة التي سلكت شارع الرشيد من مدينة رفح نحو وسط القطاع بعدما تقطعت بهم السبل، وهدمت منازلهم، وقتل أحباؤهم، وشردوا في أرضهم مرارا وتكرارا، وقد التجأوا إلى أقصى جنوب القطاع هربا من الموت والدمار وبحثا عن مكان آمن غير موجود. والآن يزاحمون الطريق الساحلي مجددا إلى مصير مجهول بعد أوامر الإخلاء التي تلقوها من السلطات الصهيونية.

الأمم المتّحــدة تتغاضــى

 ووسط حالة من التوتر والقلق التي يعيشها السكان، حذّر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في وقت سابق، من العواقب الوخيمة التي ستترتب على شن هجوم واسع النطاق على رفح، ووصف اللحظة بـ “الفرصة الحاسمة” للفلسطينيين والصهاينة ولمصير المنطقة بأكملها.
ودعا الاحتلال الصهيوني وحماس إلى إبداء الشجاعة السياسية وبذل كل الجهود لتأمين التوصل إلى اتفاق الآن، “من أجل وقف سفك الدماء والإفراج عن الاسرى والمساعدة في استقرار المنطقة التي ما زالت تواجه خطر الانفجار. إنّ هذه فرصة حاسمة، لا تستطيع المنطقة ولا العالم تحمل تكلفة تضييعها”.

دعم أمريكي غير مشروط

 في الأثناء قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنّ بلاده لن تتخلى عن الكيان الصهيوني في حربه، وأنّها رغم الخلاف مع سلطات الكيان فإن ذلك لن يؤثر على الدعم غير المشروط الذي أعلنته الولايات المتحدة الامريكية في أول الأمر، كما أبدى رفضه للمظاهرات المليونية التي جابت شوارع أمريكا والحركة الاحتجاجية التي امتدت إلى الجامعات، رافعا راية معاداة السامية كتهديد لثني مناهضي الإبادة الجماعية ضد غزة عن موقفهم الرافض لها.