أمام ضغط الأندية

«الفاف» قد تتحرك لوقف نزيف هجرة اللاعبين المميّزين

محمد فوزي بقاص

كشفت مصادر «الشعب»، أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم تنوي رفع شكوى ضد نظيرتها التونسية لـ «الفيفا»، بعدما ضغط عليها العديد من رؤساء الفرق بشأن قضية هجرة المواهب الشابة الجزائرية إلى البطولة التونسية، وهو ما أثر، بحسبهم، على مستوى الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم وعلى ممثلي الجزائر في المنافسات القارية الذين باتوا يغادرون منها مبكرا عكس السنوات الفارطة.
يبدو أن الضغط الذي قام به بعض رؤساء الأندية في وسائل الإعلام بشأن قضية هجرة اللاعبين الجزائريين إلى البطولة التونسية، التي تستغل المواهب الجزائرية بثمن زهيد، حيث كشفت مصادر من داخل قلعة دالي إبراهيم أن الفاف تود رفع شكوى ضد الجامعة التونسية بعد جلب فرقها 26 لاعبا جزائريا من خيرة لاعبي البطولة الوطنية في مقدمتهم بطل إفريقيا في نسختين متتاليتين نادي الترجي الرياضي التونسي الذي يملك في تعداده 7 لاعبين جزائريين يصنعون أفراح النادي هذا الموسم.
من جهة ثانية، كشف ذات المصدر أن الخطوة التي تنوي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم القيام بها، جاءت بعدما تأكد خبر سير الإتحاد المصري على حذو الإتحاد التونسي الذي سيعتبر لاعبي المغرب العربي غير أجانب في البطولة... وبالتالي لا يطبق عليهم قانون اللاعب الأجنبي، وذلك بعدما تأكدت الاتحادية المصرية من نوعية اللاعبين الجزائريين الذين التحقوا بالبطولة التونسية وقدموا الإضافة المرجوة منهم، وساهموا بشكل كبير في تسيد الترجي التونسي للقارة السمراء في نسختين متتاليتين، خصوصا بعدما أيقنوا أيضا أن ثمن شراء عقود اللاعبين الجزائريين زهيد وفي المتناول ويمكنهم من جني أضعاف القيمة التي يشترون بها اللاعب الجزائري للبطولات الخليجية سنوات بعد الاستفادة من خدماتهم تماما مثلما حدث مع المايسترو يوسف بلايلي.
في سياق آخر، يكون الاتحاد الجزائري قد تفطن أن هجرة اللاعبين الجزائريين إلى الفرق التونسية والمصرية من شأنه إضعاف البطولة الوطنية والفرق الجزائرية في المحافل الدولية وبالتالي تعبيد الطريق أمام الجيران من أجل بلوغ أدوار متقدمة في المنافسات القارية التي يخوضونها.
خطوة الاتحادية الجزائرية تعتبر أمرا إيجابيا للحد من نزيف المواهب الشابة حيث تريد الفاف من الفيفا تطبيق المادة 4 من الأحكام العامة للهيئة الكروية الدولية، ولكن يعتبرها البعض الآخر خطوة غير مفهومة كون الجامعة التونسية لم تقم بإجراء انفرادي وارتجالي بانتداب اللاعبين الجزائريين واعتبارهم غير أجانب، حيث تم المصادقة على هذا الأمر خلال اجتماع المكتب التنفيذي لإتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم سنة 2018 والذي صوت فيه رئيس الإتحاد الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي على القرار القاضي باعتبار لاعبي المغرب العربي من جنسية واحدة، وهو الأمر الذي طبقته الجامعة التونسية ونجحت فيه لحد بعيد لحد الآن، ولم تعتمده الاتحادية الجزائرية التي فضلت اعتماد 3 لاعبين أجانب لكل فريق في المحترف الأول، وذلك من أجل السماح ببروز المواهب الشابة الجزائرية في البطولة الوطنية ومساعدتها على ولوج عالم الاحتراف، في قرار جاء من أجل محاولة إعطاء أكثر قوة للمنتخب الوطني الجزائري آنذاك الذي سيستفيد من احتراف عدد كبير من لاعبيه من البطولة الوطنية حتما، خصوصا أن الجزائر هذا الموسم «صدّرت» 48 لاعبا للاحتراف من البطولة الوطنية في سابقة تعد الأولى، وتحتل مراتب متقدمة في عدد اللاعبين الذين تم «تصديرهم» عبر العالم في الإحصائيات التي قامت بها هوسكورد والتي تتصدرها البرازيل وتليها فرنسا بأكبر عدد من اللاعبين الذين تم تصديرهم من بطولاتهم المحلية إلى الاحتراف.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024