بسبب التهميش من طرف فرقهم السابقة

متاعب لاعبي الكرة بعد توقف مسيرتهم في الواجهة

محمد فوزي بقاص

فجّرت وفاة الدولي الجزائري الأسبق مهدي خلفوني، قضية اللاعبين الذين صنعوا أفراح أندية النخبة والمنتخب الوطني سابقا، وأضحوا يبحثون عن لقمة العيش بعد نهاية مسيرتهم الكروية، بسبب التهميش الذي طالهم من قبل فرقهم السابقة، ومن محيط الكرة الذي استولى عليه الدخلاء، وكذلك بسبب انعدام خطة تأمين اللاعبين على ما بعد مسيرتهم الكروية، وعدم إجبار مسؤولي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم منذ عهد الجزائر المستقلة، الفرق على إجبارية دفع اشتراكات لاعبيهم لدى صندوق الضمان الاجتماعي، لضمان آمن لهم لما بعد مسيرتهم الكروية التي لا تتعدى 15 سنة.
يعيش عشّاق اللعبة الأكثر شعبية في الجزائر على وقع الصدمة، بعدما اكتشفوا المهنة التي كان يمارسها المرحوم مهدي خلفوني بعد نهاية مسيرته الكروية، من تصريحات زملائه السابقين الذين أكدوا بأن الجناح الأيمن الأنيق أصيب بفيروس كورونا (كوفيد-19) عند مزاولته مهنته بترامواي العاصمة كعون أمن، وهو الأمر الذي لم يتقبّله الكثيرون، خصوصا أنّ خلفوني صنع أمجاد كل من إتحاد العاصمة ورائد القبة والنصرية وبلوزداد والمنتخب الوطني في تسعينيات القرن الماضي، وكان لاعبا يلقى احتراما واسعا من طرف كل اللاعبين وأنصار الفرق عبر القطر الوطني.
هذا، وأثارت تصريحات مقرّبي خلفوني حفيظة أنصار اتحاد العاصمة، الذين لم يتقبلوا الإهانة التي طالت مدللهم الأسبق من قبل الإدارة السابقة، التي عينته عون أمن بمدخل ملعب عمر حمادي ببولوغين، الذي سرح ومرح فيه وأمتع عشاق الإتحاد والكرة الجزائرية بفنياته، وساهم في إعادة أبناء سوسطارة إلى حظيرة الكبار موسم (1994 – 1995) بعد خمس سنوات في القسم الوطني الثاني، حيث ثارت معظم صفحات الفريق عبر مواقع التواصل الاجتماعي على القرارات الغير مسؤولة للإدارة السابقة، وطالبت الإدارة الحالية بإعادة الاعتبار لعائلة الراحل.
الوضعية الحرجة التي عاشها المرحوم خلفوني بعد تعليق الحذاء، تعكس وضعية الكثير من اللاعبين السابقين الذين صنعوا أفراح الأندية التي حملوا ألوانها، على غرار الحارس الدولي الأسبق حجاوي الذي صنعت وضعيته الصحية الحدث الشهر الماضي، بعدما توسّل إلى السلطات من أجل نقله إلى خارج الوطن للقيام بعملية جراحية مكلفة.
كما أنّ التصريحات التي أطلقها محمد مسعود هداف البطولة الوطنية موسمي (2008 – 2009) و(2011 – 2012)، بشأن وضعيته الاجتماعية الحالية، حين قال في أحد الحصص التلفزيونية «لا أملك حتى قوت أبنائي»، وطالب بالأموال التي يدين بها لفريقه الأسبق جمعية الشلف الذي صنع أمجاده محليا وقاريا، وساهم بشكل كبير في اللقبين الوحيدين لأبناء الونشريس، سنة 2005 الذي توج فيه الفريق بلقب كأس الجمهورية، في النهائي الذي أهدى فيه مسعود اللقب من الهدف الوحيد الذي سجله في الوقت الإضافي، وكذلك حين قاد الجمعية لخطف أول لقب بطولة لها، وبالتسمية الجديدة (الرابطة المحترفة الأولى)، حين تمكن من تسجيل 15 هدفا يبقى خالدا في أذهان الجوارح، تحت قيادة المدرب القدير مزيان إيغيل.
لاعب آخر يعاني من تبعات عدم دفع الفرق التي حمل ألوانها لاشتراكات الضمان الاجتماعي، يتعلق الأمر بخرّيج مدرسة إتحاد الحراش الأسبق الحارس الدولي ولد ماطة، الذي وجد نفسه حارسا في مدرسة ابتدائية بمسقط رأسه لضمان لقمة عيش أبنائه، قبل أن تقوم الإدارة الجديدة للصفراء، بإعادة الاعتبار لابنها وأعادته للعمل فوق المستطيل الأخضر مع الفريق في لفتة تستحق الإشادة.  
وكان عشّاق الساحرة المستديرة في الجزائر اكتشفوا معاناة نجومهم السابقين، في قضية نجم إتحاد العاصمة لسنوات الثمانينات الراحل زوبير زكار الملقب بـ «تيريزا»، الذي أمتع بفنياته وصنع الفرجة، قبل أن يتحول إلى متشرد في شوارع العاصمة سنة 2016، بعدما تجاوز سن الستين بسبب الفقر الذي كان يعيشه بعد توقف مسيرته الكروية.
الوضعية المزرية لكثير من اللاعبين السابقين الذين يعانون في بعد نهاية مسيرتهم الكروية بسبب غياب الحماية الاجتماعية، يجب أن تحرك مسؤولي الرياضة الجزائرية وكرة القدم تحديدا، في مقدمتهم الوزارة الوصية والاتحادية الجزائرية لكرة القدم والرابطة الوطنية المحترفة، لإيجاد حلول فورية للجيل الحالي، حتى لا تتواصل مأساة من أمتعونا ذات يوم فوق المستطيل الأخضر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024