ألعاب البحر المتوسط بوهران فرصة للعودة إلى الواجهة

نقص التحضير انعكس سلبا على مستوى منتخب كرة اليد

عمار حميسي

اكتفى المنتخب الوطني لكرة اليد بالوصول إلى الدور الثاني من بطولة العالم التي تجري بمصر بعد أن خسر في كل مبارياته وفاز بمواجهة وحيدة أمام المنتخب المغربي، وكان واضحا على اللاعبين نقص التحضير وعدم الجاهزية الكاملة لهذا الحدث المهم مقارنة بالمنتخبات الأخرى التي أبدت جاهزية كبيرة للمشاركة في هذا الحدث العالمي لتحقيق أهدافها.
خرج أشبال المدرب ألان بورت من الدور الثاني لمونديال مصر وسط تساؤلات حول المشاركة هل كانت إيجابية أم سلبية، إلا أن المتتبع للحدث العالمي يتأكد أن المنتخب ذهب ضحية نقص التحضير رغم تواجد مجموعة مميزة من اللاعبين ومدرب له خبرة كبيرة في هذه المواعيد الكبرى.
ليس من السهل مجاراة منتخبات كبيرة مثل إيسلندا أو النرويج وفرنسا بتحضير ناقص، حيث يتوجب عليك أن تكون في كامل الجاهزية البدنية والفنية من أجل الظهور بشكل مشرف أمام منتخبات جاءت لبطولة العالم للوصول على الأقل إلى المربع الذهبي وليس المشاركة من أجل المشاركة.
هناك العديد من العوامل التي أثرت على تحضيرات النخبة الوطنية لمونديال مصر أبرزها فيروس كورونا وتوقف المنافسة لفترة طويلة، علما أن عددا كبيرا من اللاعبين ينشطون في البطولة الوطنية دون نسيان المحترفين الذين لم يكونوا يشاركون مع أنديتهم بسبب توقف النشاط الرياضي.
وأثرت هذه العوامل بشكل كبير على المستوى الفني للمنتخب الوطني الذي لعب بروح عالية وإرادة كبيرة لتحقيق نتائج مشرفة، إلا أنه على هذا المستوى الإرادة والعزيمة والروح عوامل مهمة لكنها غير كافية لتحقيق الأهداف المسطرة قبل المشاركة في المونديال بالنظر إلى صعوبة المنافسة.
عوامل معاكسة ساهمت في تراجع الأداء
يواجه كل مدرب خلال التحضير للأحداث الرياضية الكبرى عوامل مساعدة وأخرى معاكسة ومن العوامل المساعدة هي غياب الإصابات وجاهزية اللاعبين من الناحية البدنية، إضافة إلى عامل الوقت وهو أخذ الوقت الكافي للتحضير وترقية المستوى وتقليل الأخطاء، لكن المدرب ألان بورت واجهته عوامل معاكسة ولم تساعده على تطبيق البرنامج المسطر.
من العوامل المعاكسة التي أثرت على عمل المدرب هي نقص المنافسة وتأثر اللاعبين من الناحية البدنية بسبب التوقف الطويل والإبتعاد عن المباريات والتحضيرات وهذه العوامل تؤثر لا محالة على الجاهزية البدنية للاعبين وحتى تؤثر عليهم من الناحية الفنية بسبب الإبتعاد على الملاعب.
حاول المدرب تسطير برنامج يغطي به الإحتياجات الموجودة المتمثلة في تراجع المردود البدني للاعبين، إلا أن عامل الوقت خانه بسبب تأثير فيروس كورونا على الحياة الرياضية في الجزائر
وكان من الصعب الإنطلاق في عملية التحضير منذ 4 أو 5 أشهر مثلما قامت به منتخبات أخرى.
من الصعب على أي مدرب تجهيز تشكيلة متكاملة كانت بعيدة عن المنافسة في ظرف قصير وهو الأمر الذي يجب وضعه في الحسبان، حيث وجد المدرب نفسه أمام عوامل كثيرة ساهمت في التأثير السلبي على التحضير لمونديال مصر ولم يكن من السهل تجاوزها لأنها على إرتباك وثيق بحالة اللاعبين الفنية والبدنية.
تشكيلة متوازنة تحتاج إلى دعم
الحديث عن الحالة البدنية للاعبين يقودنا للحديث عن الحالة الفنية حيث ظهرت العديد من الفرديات الجيدة التي استطاعت فرض نفسها، إلا أن هذا الأمر لا يغفل أن المنتخب يحتاج إلى دعم في بعض المراكز التي ظهر عليها النقص خلال مونديال مصر وعلى المدرب إيجاد البدائل اللازمة.
تتوفر الجزائر على العديد من الفرديات المميزة في بعض الأندية
وحتى هناك من هو محترف في أوروبا ولكن المدرب هو المسؤول الأول عن عملية الإختيار حتى لا يؤثر على توازن المجموعة، حيث قد يساهم إنضمام بعض العناصر الجديدة إلى المنتخب في الرفع من المستوى الفني للمنتخب.
ومن بين المراكز التي تحتاج إلى دعم حقيقي هو منصب حراسة المرمى، حيث كانت الجزائر تمتلك دائما حراس مرمى في المستوى إلا أن المونديال الأخير أكد أن هناك نقص كبير في هذا المنصب بما أن الحراس الذين شاركوا في المباريات لم يقدموا الإضافة اللازمة وأثروا بشكل سلبي على نتائج المنتخب.
ويتوجب على المديرية الفنية إيجاد البدائل اللازمة من الآن ومباشرة البحث عن حراس موهوبين يستطيعون تقديم الإضافة خلال المواعيد الرياضية الكبرى التي سيشارك فيها المنتخب الوطني لكرة اليد من أجل مفاجأة ما حدث في مونديال مصر، خاصة أن تأثير حارس المرمى في نتائج المنتخب كبيرة جدا.
الإستقرار تحسبا للمواعيد المقبلة
عقب خروج المنتخب الوطني لكرة اليد من مونديال مصر توقع الجميع أن تقوم الإتحادية بإنهاء مهام مدرب المنتخب ألان بورت بحكم أنه فشل في تأهيل المنتخب إلى أدوار متقدمة، إلا أن الاتحادية تعلم جيدا كفاءة المدرب وتدرك أن النتائج المحققة هي انعكاس للنقص في التحضير ولا علاقة له بكفاءة المدرب.
الحفاظ على الإستقرار الفني دفع الإتحادية إلى تجديد الثقة في المدرب ألان بورت وأعضاء جهازه الفني وسيكون على عاتقهم التحضير للمشاركة في ألعاب البحر المتوسط التي ستجري في وهران صيف 2022، وهو الحدث الذي سيعرف مشاركة منتخبات كبيرة على المستوى العالمي.
الإنطلاق في عملية التحضير لألعاب البحر المتوسط يجب أن تنطلق من اليوم من أجل تفادي تأثير عامل ضيق الوقت مثلما حدث قبل المشاركة في المونديال، عندما لم يمتلك المدرب ألان بورت الوقت اللازم لإنهاء برنامجه التحضيري وهو ما يجعل الجهاز الفني بالتنسيق مع الإتحادية مطالبون بمباشرة العمل من الآن.
إحتضان الجزائر لألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستجري في وهران عامل محفز للاعبين من أجل الظهور بشكل مميز في هذه الدورة رغم صعوبة المأمورية التي تنتظرهم في ظل مشاركة منتخبات كبيرة في صورة فرنسا وإسبانيا وحتى منتخب مصر الذي تطور مستواه كثيرا من الناحية الفنية وأصبح من أقوى المنتخبات على مستوى العالم.
المدرب ألان بورت يمتلك خبرة كبيرة لتحضير المنتخب للمشاركة في ألعاب البحر المتوسط، وهو ما يجعل المختصين متفائلين بإمكانية تحقيق نتائج باهرة وغير متوقعة بالنظر إلى صعوبة المأمورية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024