أوراق عائد من مونديال البرازيل

الإنجاز تحقق بكوريتيبا.. واحتفال اللاعبين يبقى تاريخيا

حامد حمور

رغم التعب من السفريات الطويلة برا، وعدم وجود الوقت الكافي للاسترجاع، إلا أن عودة الفريق الوطني بقوة وتمكّنه من الفوز في مباراة مونديالية.. الأمر الذي لم يحدث له منذ 1982، ساهم في رفع معنويات الجميع في الرحلة حيث كانت الأجواء تفاؤلية كبيرة..

الحديث تركز على الإنجاز غير المسبوق بالنسبة لطريقة أداء أشبال هاليلوزيتش، الذين أبدعوا وكان أداءهم على كل الألسنة ليس فقط الجزائريين وإنما كل الحاضرين، من صحافيين ولاعبين قدامى، الذين أبهروا بالمستوى الفني المعتبر لفغولي وبراهيمي، حيث تم اكتشاف طريقة اللعب الجزائرية المبنية على العمل الهجومي.. وقال إحدهم إن هدف اللاعب براهيمي قليلا ما نشاهده في ملاعب كرة القدم.
 
معنويات مرتفعة..
في هذه الظروف، ارتفعت حظوظ المنتخب الوطني في الوصول إلى الهدف المسطر وهو بلوغ الدور الثاني من المونديال. وشهدت تدريبات زملاء اللاعب يبدة جوا مريحا وكانت أغلب تصريحات اللاعبين تصبّ في منحى ضرورة افتكاك التأهل، رغم أن المنافس اسمه روسيا ويدربه مدرب منحك اسمه فابيو كابيلو، ومن كبير الصدف أن يواجه المنتخب الجزائري للمرة الثانية على التوالي في كأس العالم.. كانت الأولى في مونديال جنوب إفريقيا 2010 عندما درّب إنجلترا وهذه المرة مع روسيا.. وكان قد صرح أنه درس الفريق الجزائري بشكل جيد ويعرف قدراته.
في حين أن هاليلوزيتش تحدث عن ضرورة الوصول إلى الإنجاز التاريخي، خاصة في ظل المعنويات المرتفعة للاعبين.
من جهة أخرى، طبعت هذه المرحلة معلومات وأخبار وكذا إشاعات حول إمكانية إقدام الناخب الوطني على إجراء تغييرات على التشكيلة التي لعبت المباراة الماضية أمام كوريا الجنوبية.. في الوقت الذي قال البعض الآخر إنه لا يمكن تغيير تشكيلة تمكنت من الفوز.. لكن في آخر المطاف فإن الرأي الأخير هو الذي كان سيد الموقف وجدد الناخب الوطني الثقة في اللاعبين الذين صنعوا الحدث في بورتو أليغري.
من جهتنا تنقلنا إلى مدينة كوريتيبا، التي كانت مسافتها قريبة نوعا ما من المدن الأخرى التي زرناها، أي حوالي 400 كلم، والتي وصلناها ذات صباح ممطر وبارد أين بدت لنا أنها مدينة صناعية بالدرجة الأولى بالنظر للشركات العديدة الموجودة بها..

ملعب الزجاج
ويمكن القول أن ملعب أرينا بايكادا كان من ضمن الملاعب التي لم تكن جاهزة بصفة نهائية قبل أسابيع من انطلاق المونديال، وبالرغم من أننا وجدناه تحفة حقيقية ويختلف عن الملاعب الاخرى من حيث التصميم، حيث يغلب على مدرجاته الزجاج.. إلا أن أثار نهاية الأشغال بالملعب كانت بادية في كل الأرجاء.
لكنه يوفر كل الترتيبات لمونديال موفق، أين دخل الفريق الوطني أرضية الملعب تحت تصفيقات الجمهور الجزائري في أول الأمر، وهذا من أجل الوصول إلى الهدف أمام روسيا التي كان عليها الفوز بالمباراة، عكس الفريق الجزائري الذي كان التعادل يكفيه للتأهل.
ولم تكن الانطلاقة موفقة للجزائريين، الذين تلقوا هدفا منذ الدقائق الأولى، أمام حسرة آلاف الأنصار الذين خابت آمالهم.. لكن مع بداية الشوط الثاني تغيّرت الأمور إلى الأفضل بالنسبة لإشبالنا الذين غيّروا من طريقة أدائهم التي أصبحت هجومية وسيطرة واضحة على مجريات اللعب، مما جعل كل الجمهور الحاضر باللعب، لاسيما البرازيليين، يشجعون الخضر، إلى جانب الجزائريين طبعا، في ديكور جد مناسب، الأمر الذي أوصل لاعبينا إلى قمة عطائهم بتوقيع سليماني هدف التعادل أمام دهشة وحسرة كابيلو الذي لم يفهم شيئا فيما حدث...

الحلم تحقق أخيرا..
وكسب الفريق الوطني النقطة التي كانت تنقصه محققا بها حلم الملايين من الجزائريين الذين انتظروا لسنوات طويلة هذا الإنجاز التاريخي بوصول الجزائر للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم إلى الدور الثاني.. وكم كانت الصور مؤثرة على الميدان، حين احتفل اللاعبون مع هاليلوزيتش بالانتصار الكبير للعمل الذي تم منذ عدة سنوات وسط فرحة كبيرة وبكاء وهم في قمة السعادة بهذا الإنجاز.
وفي المؤتمر الصحفي قدم كابيلو متأثرا أمام الإعلاميين، وللأسف الشديد أرجع التعادل إلى خطإ تحكيمي والليزر.. والذي لم يقنع الحضور، قبل أن يتحدث عن مستوى الفريق الجزائري.
في حين أن هاليلوزيتش تميّزت ندوته الصحفية بالرد على بعض الأسئلة التي كانت في رأيه غير مناسبة قائلا: “أتركوني أفرح بهذا الإنجاز” وفعلا لم يرد الرد على الأسئلة المتعلقة بالصيام وكذا على مستقبله على رأس المنتخب الوطني، تاركا المجال مفتوحا لتحضير المباراة القادمة أمام ألمانيا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024