إثيوبيا (1) – الجزائر (2)

انطلاقة جد موفقة لـ”الخضر” بقيادة غوركوف

حامد حمور

حقق المنتخب الوطني بداية جد موفقة في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2015، عندما فاز على نظيره الإثيوبي بنتيجة 1 – 2 في المباراة التي جرت، أمس، في ملعب أديس أبابا وأكد بالمناسبة سيرته المونديالية الموفقة وأنه يعتبر من أبرز المرشحين لخطف تأشيرة التأهل إلى الدورة النهائية بالمغرب.

الفوز الذي حققه زملاء اللاعب براهيمي يعد دافعا معنويا كبيرا لتسيير بقية المقابلات المبرمجة في التصفيات بثقة كبيرة، خاصة وأنهم سيواجهون الفريق المالي، الأربعاء القادم، بملعب تشاكر بالبليدة.
كما أن التغيير الذي طرأ على العارضة الفنية لـ«الخضر” قد نجح، أين تمكن غوركوف من اجتياز الاختبار الأول والأصعب، كونه يأتي بعد فترة قصيرة من التحضيرات وفي أول خرجة له في أدغال إفريقيا... وفي هذا المقام، يمكن الحديث عن الذكاء الذي سيّر به الناخب الوطني الجديد أمور المنتخب الوطني في هذه المباراة، أين لم يقم بتغييرات على التشكيلة واستمر على نفس درب المدرب السابق للخضر، لعدم تضييع الوقت والمجهود في إيجاد الانسجام الضروري، وهو يعلم أن الفريق خرج من كأس عالم بنقاط إيجابية كثيرة.
الناخب الوطني اعتمد
 على التشكيلة المونديالية
فقد اعتمد على تشكيلة متوازنة في الدفاع وجدد الثقة في الحارس مبولحي والمدافعين بلكالام، مجاني، مصباح وماندي.. وفي الوسط مزج بين الخبرة والشباب بإقحام لحسن، تايدار، فغولي وبراهيمي... وقد كان هذا الخط متوازنا إلى حد بعيد وأراح كثيرا الدفاع وأعطى حلولا لثنائي الهجوم المكون من سليماني وسوداني.
والشيء الذي ظهر على الفريق الوطني وتمشيا مع الظروف المناخية الصعبة وأرضية الميدان السيئة، أن لاعبيه سيّروا الأمور برزانة وعدم تضييع الطاقة في الجري بالكرة وهذا تطبيقا لتعليمات المدرب غوركوف.
وبالرغم من ذلك، فإن الفريق الإثيوبي، الذي لعب في عقر داره وأمام جمهوره بقيادة المدرب باريتو، أراد مخادعة الخضر منذ البداية بالاعتماد على سرعة لاعبيه في الوصول إلى منطقة الخطر، خاصة عن طريق لاعب المريخ السوداني بيكيلي، الذي كاد أن يخادع الحارس مبولحي في الدقيقة الثالثة... لكن مباشرة بعد هذا الإنذار لمسنا تفطن عناصرنا الوطنية التي كانت منتشرة بشكل جيد فوق الميدان وبدأت عدة محاولات عن طريق سليماني وسوداني، اللذين أخفقا في كل مرة في منطقة العمليات بعد العمل الجيد لعناصز وسط الميدان.. وبالأخص من طرف لاعب بورتو براهيمي الذي وجد ضالته وكان المحرك الرئيسي للفريق الجزائري.. ومن هذا اللاعب بالبضط أتت لقطة الهدف الأول للمنتخب الوطني، فبعد عمل جيد قدم الكرة لسوداني الذي قذف نحو المرمى لمست الكرة أحد المدافعين الإثيوبيين ودخلت الشباك في الدقيقة (35) من الشوط الأول.. هذا الهدف غيّر العديد من الأمور في المباراة وأعطى قوة معنوية كبيرة لرفقاء مجاني الذين أنهوه بارتياح.
ومع انطلاق المرحلة الثانية، بدا الفريق الإثيوبي منظما أكثر وركز لعبه على الجانب الهجومي، بالضغط على حامل الكرة والانطلاق في محاولات كانت عديدة على الحارس مبولحي، الذي تألق، كعادته، في صد العديد من الهجومات الساخنة، كون المهاجمين الإثيوبيين لعبوا بسرعة كبيرة... في حين رد الثنائي بلكالام – مجاني على كل الكرات العالية وسمحا لخط الوسط من الانطلاق بداية من الدقيقة 65 في هجومات معاكسة خطيرة على مرمى المنافس والتي كان يقودها، على فترات، كل من براهيمي وفغولي، وفي إحداها كاد لاعب بورتو أن يوقع نفس الهدف الذي سجله في المونديال أمام كوريا الجنوبية، لولا براعة الحارس الإثيوبي في الدقيقة 71.
براهيمي في لياقة ممتازة...
هذه اللقطة كانت بداية لمحاولات أخرى عندما قام غوركوف بإقحام كل من بلفوضيل ومحرز اللذين قدما الإضافة الضرورية للهجوم، بفضل إمكاناتهما الفنية الكبيرة على الرواقين، وهو اختيار المدرب الذي كان صائبا أين كانت الخطورة كبيرة على منطقة الفريق الإثيوبي، استغل إحداها اللاعب براهيمي الذي استقبل كرة ذكية من محرز فأسكنها في مرمى المنافس في الدقيقة 83 معلنا تفوق الخضر بصفة مميّزة في هذا اللقاء الذي كان يلفظ أنفاسه الأخيرة. وبعد ان أضاف الحكم السيشلي 5 دقائق كاملة، احتسب ضربة جزاء قاسية لصالح الفريق الإثيوبي بعد لقطة تسبب فيها المدافع مصباح. وتولى هداف الفريق الإثيوبي، صلاح الدين سعيد، تنفيذها مقلصا بذلك الفارق.
الأمر المهم أن الفريق الجزائري انطلق بالصفة التي تمنيناها وارتكز في الصف الأول في الخطوة الأولى خارج الديار وفي ظروف مناخية صعبة... إلى جانب أن المناسبة كانت أول خرجة للناخب الوطني غوركوف، الذي يكون قد درس بشكل محكم طريقة لعب الفريق المنافس، الأمر الذي جعله يسيّر أوراقه بكل ثقة وبحسابات دقيقة.
كما أن ذكاء المدرب الوطني ظهر في اختيار الخطة الهجومية، بالرغم من تقدم الفريق الوطني في اللقاء منذ الشوط الأول، إلى جانب إعطاء صبغة خاصة لخط الوسط، بالاعتماد على خبرة لحسن الذي قدم الاستقرار في الفريق، في ظل غياب الركيزة الأخرى في الدفاع من ناحية الخبرة وهو مجيد بوقرة.
من جهة أخرى، فإن هذا اللقاء التصفوي الأول للفريق الجزائري، أراح كثيرا الأنصار، من حيث إعادة الثقة لأحد العناصر التي تملك مؤهلات كبيرة وهو إسحاق بلفوضيل الذي لعب 20 دقيقة موفقة إلى درجة كبيرة، وسيكون بدون شك إحدى الأوراق الرابحة للفريق الوطني في هذه التصفيات بداية من يوم الأربعاء القادم أمام المنتخب المالي في ملعب مصطفى تشاكر.

تصريحات اللاعبين
 
^ مدحي لحسن (قائد المنتخب الجزائري) :  المهم هو الفوز و النقاط الثلاث لأن المهمة كانت صعبة جدا من الناحية البدنية بسبب سوء أرضية الميدان و الارتفاع  على سطح البحر.
و رغم كل هذه المعطيات  تمكّنا من الوقوف الند للند و حققنا الفوز. فى حقيقة الأمر كنا ننتظر مثل هذه الظروف وقد حضّرنا أنفسنا لمواجهتها بطريقة ذكية. الآن يجب التحضير  للقاء الثاني أمام مالي بعد أن نسترجع كامل طاقاتنا بعد الجهود التى بذلناها أمام إثيوبيا.
 ^ ياسين براهيمي (وسط ميدان) : لقد تنقّلنا إلى اديسا ابابا من أجل الفوز وقد حققنا ذلك. المباراة كانت صعبة بسبب أرضية الميدان الغير صالحة للعب و مع  ذلك تمكّنا من الخروج فائزين من هذه المواجهة. ليس المهم أن أسجل ولكن الأهم أن تفوز الجزائر و تتأهل لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2015  
 ^ عيسى ماندي (مدافع): إنه انتصار مهم فى طريق التأهل لنهائيات كأس إفريقيا  2015. سنتلذذ  طعم الفوز قبل التفكير فى المباراة المقبلة أمام مالي يوم الاربعاء  والتى ستكون من عيار آخر. يجب التحضير لها جيدا.
 ^ سفير تايدر (وسط ميدان) : من الأهمية بمكان البداية بفوز سيما مع قدوم مدرب جديد. نحن سعداء بهذا الانتصار وفخورون بالمجموعة. هذه مجرد بداية فى التصفيات ويجب تأكيد هذه الانطلاقة يوم الاربعاء المقبل أمام مالي بالبليدة.
^ هلال سوداني (مهاجم)  : كل العناصر الوطنية أبلت بلاء حسنا خلال هذه المواجهة التى جرت فى ظروف صعبة للغاية. تجربة الفريق وعزيمة اللاعبين مكّنتنا من اقتناص النقاط الثلاث. لقد عرفنا كيف نسير المباراة وسجّـلنا الهدف الثاني فى الوقت المناسب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024