كأس العرب “فيفا” 2025

أشبال الماجيك.. عزم راسخ على الدّفاع عن اللّقب

عمار حميسي

 يسعى المنتخب الوطني للاعبين المحليين إلى الدفاع بقوة عن لقبه خلال مشاركته في كأس العرب، التي ستقام في العاصمة القطرية الدوحة في الفترة ما بين 1 و18 ديسمبر المقبل، رغم أن المأمورية لن تكون سهلة، إلا أن المدرب مجيد بوقرة عازم على تجهيز منتخب قادر على تقديم صورة مشرفة عن الكرة الجزائرية، خلال هذا المحفل الكروي الكبير، الذي سيعرف مشاركة أفضل وأقوى المنتخبات العربية.

 يعود المنتخب الوطني للاعبين المحليين إلى واجهة الأحداث الكروية من جديد، بما أنه سيكون معنيا بالمشاركة في منافستين كبيرتين، ويتعلق الأمر بكل من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين شهر أوت المقبل، وبعدها الدفاع عن لقبه في كأس العرب في قطر ديسمبر المقبل، ويبدو أن هذه السنة ستكون مفصلية بالنسبة لأشبال بوقرة.
مدرب المنتخب الوطني للمحليين مجيد بوقرة سيكون على موعد مع رزنامة مكثفة، من خلال التحضير أولا لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين، وبعدها مباشرة يبدأ التحضير لكأس العرب، وبالتالي ضيق الوقت من العوامل التي يجب على بوقرة، التعامل معها بذكاء كبير، من أجل تفادي تضييع فرصة الظهور بشكل مشرف.
الرهان الأصعب بالنسبة لبوقرة، سيكون بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، لأن خياراته الفنية ستكون محدودة، فهو سيكون مطالبا بالإعتماد فقط على اللاعبين الذين ينشطون في البطولة الوطنية.
العامل الآخر الذي يعرقل تحضير بوقرة لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين، أن أبرز عناصر المنتخب قد ترحل في نهاية الموسم للاحتراف في أوروبا، أو بطولات عربية وهو الأمر الذي يجعل المنتخب الوطني للمحليين، غير قادر على الإعتماد عليها في “الشان”، في صورة بولبينة أو ثنائي شبيبة القبائل بوجمعة ولحلو أخريب.
الأمور ستكون مختلفة على مستوى كأس العرب، فالمدرب لديه حينها حرية الإختيار، وقاعدة أكبر من الخيارات بخصوص اللاعبين، الذين يرى أنهم قادرون على تقديم الإضافة اللازمة في هذه البطولة من أجل الدفاع عن اللقب المحقق في النسخة الأخيرة، التي جرت في قطر رغم أن المنتخب الوطني كان خارج الترشيحات.
أسفرت عملية القرعة لكأس العرب، عن وقوع المنتخب الوطني في المجموعة الرابعة، إلى جانب العراق والفائز من مواجهتي الدور الفاصل، التي ستجمع كل من البحرين وجيبوتي إضافة إلى مباراة لبنان والسودان، وهو ما يجعل المنتخب يتواجد في مجموعة متوازنة.
الأكيد أنّ هدف المنتخب هو التأهل إلى ربع النهائي، وهذا الأمر لن يكون إلا من خلال إنهاء الدور الأول في الصدارة أو الوصافة، حيث سيكون على أشبال بوقرة تحقيق ست نقاط على الأقل، من أجل ضمان التأهل في المركز الأول أو الثاني، رغم أن الصدارة تبقى هدف المنتخب من أجل تفادي تعقد الوضعية فيما بعد.
أصعب اختبار بالنسبة للمنتخب الوطني، خلال الدور الأول لكأس العرب، سيكون مواجهة منتخب العراق الذي تطور كثيرا في الآونة الأخيرة، خاصة بعد تولي غراهام أرنولد المدرب الأسترالي زمام المأمورية، فهو يتواجد في السباق من أجل التأهل لثاني مرة إلى المونديال، بعد مشاركته الأولى في 1986.
من جانب آخر، يعد منتخب العراق الأكثر تتويجا بكأس العرب، التي نجح في الظفر بها خلال أربع نسخ كاملة، وهو ما يؤكد أنه يمتلك تقاليد كبيرة على مستوى هذه المنافسة، ويجب الحذر من هذا الأمر رغم أنّ الأجيال تغيّرت، إلا أن الجيل الحالي يتوفر على مجموعة مميزة من اللاعبين القادرين على صنع الفارق.
لا يمكن الحديث عن المنتخبين الآخرين، اللذين سيتواجدان في المجموعة إلا بعد نهاية مباراتي الدور الفاصل، رغم أن الترشيحات تصب في خانة كل من البحرين والسودان، إلا أن منتخبا لبنان وجيبوتي قادران على صنع المفاجأة، والتأهل إلى دور المجموعات من أجل التواجد مع المنتخب الوطني ومنتخب العراق.

خيــارات متعدّدة للدّفــاع عـن اللّقـب

 يمتلك المدرب مجيد بوقرة قاعدة كبيرة من الخيارات خلال كأس العرب المقبلة، بما أنّه يستطيع توجيه الدعوة إلى أي لاعب، يرى أنّه قادر على تقديم الإضافة شريطة موافقة فريقه، بما أنّ البطولة لا تدخل ضمن رزنامة “الفيفا”، وبالتالي الأندية لها الحق في رفض مشاركة لاعبيها في هذه البطولة.
أبرز الخيارات ستكون على مستوى البطولات العربية، لأنها ستتوقف بصورة حتمية خلال فترة المنافسة، وهو ما يسمح لبوقرة بالاستفادة من كل اللاعبين، الذين يتواجدون في مختلف البطولات العربية، وهو الأمر الذي يعزز من قدرات المنتخب، خلال النسخة المقبلة من أجل الدفاع عن لقبه، الذي ناله في النسخة الأخيرة.
البطولة السعودية والبطولة القطرية، تضم مجموعة مميزة من اللاعبين القادرين على صنع الفارق، وتقديم الإضافة اللازمة على مستوى مختلف الخطوط، مع ضم العناصر التي ستتألق خلال النسخة المقبلة من بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، من أجل التواجد في كأس العرب مع المنتخب، وبالتالي على اللاعبين الذين ينشطون في البطولة، تقديم مستوى كبيرة في “الشان” من أجل إقناع بوقرة بأخذهم إلى قطر.
تزامن المنافسة مع كأس إفريقيا للأمم، يعرقل نوعا ما خيارات بوقرة، الذي سيكون مطالبا بالتنسيق مع مدرب المنتخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش من أجل ضم بعض العناصر التي يرى أنها قادرة، على تقديم الإضافة في صورة الثنائي عوار وبونجاح، اللذين ستكون مشاركتهما مع المنتخب الوطني في كأس العرب إضافة كبيرة.
بوقرة طالب بمعاينة العناصر الأخرى، التي تنشط في البطولات التونسية والليبية، إضافة إلى المصرية بعد إنطلاق الموسم الكروي الجديد، وهذا للتعرف على إمكانياتها وقدراتها الفنية، ومدى حاجة المنتخب إليها خلال النسخة المقبلة من كأس العرب، التي يسعى المنتخب إلى التتويج بلقبها.
تواجد لاعب مثل بلايلي سيكون إضافة كبيرة للمنتخب الوطني، وهو الذي يتواجد الآن مع المنتخب الأول، إلا أن مشاركته في كأس إفريقيا مازالت غير مضمونة، وعليه تقديم الكثير من أجل إقناع بيتكوفتش للمراهنة عليه في “الكان”، وهو اللاعب الذي يمتلك الكثير من الخبرة التي قد يفيد بها المنتخب الوطني.
التنسيق مع مدرب المنتخب الوطني ضروري من أجل حسم الخيارات مبكرا، والتركيز على عملية التحضير، من خلال برمجة مباراتين وديتين على الأقل من أجل تحضير المجموعة، والأهم هو تعزيز الإنسجام والتكامل بينها قبل إنطلاق غمار المنافسة، التي ستكون في غاية الإثارة والتشويق.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19785

العدد 19785

الخميس 29 ماي 2025
العدد 19784

العدد 19784

الأربعاء 28 ماي 2025
العدد 19783

العدد 19783

الثلاثاء 27 ماي 2025
العدد 19782

العدد 19782

الإثنين 26 ماي 2025