عرفت فترة الانتقالات الصيفية في الجزائر حركية كبيرة، حيث عمدت مختلف الأندية لتدعيم صفوفها تحسّبا للموسم الجديد، ورغم انطلاق المنافسة بصفة رسمية إلّا أنّ عملية التعاقدات مازالت مستمرة، حيث صنعت فرق شبيبة القبائل ووفاق سطيف إضافة إلى مولودية وهران الحدث، من خلال التعاقد مع العديد من اللاعبين المميزين، ونفس الأمر انطبق على أولمبيك آقبو وترجي مستغانم، التي تعاقدت هي الأخرى مع مجموعة كبيرة من اللاعبين.
تعرف نهاية مرحلة الانتقالات الصيفية تسابقا محموما بين مختلف الفرق، من أجل ضمّ أبرز اللاعبين قبل ساعات عن غلق باب الانتقالات، فيما تسعى بعض الفرق الأخرى إلى التعويض، بعد أن فشلت في ضمّ لاعبين جدد على غرار مولودية الجزائر، الذي غاب عن المشهد هذه المرة، ونفس الأمر انطبق على اتحاد العاصمة وبدرجة أقل شباب بلوزداد.
لم يعرقل العقد الجديد الخاص باللاعب المحترف، والذي صادقت عليه الاتحادية ليكون العقد الرّسمي الجديد المعتمد للاعبين الناشطين في بطولة الرابطة المحترفة، من قيام الأندية بضمّ لاعبين جدد حيث تسابقت مختلف الفرق من أجل ضمّ أبرز اللاعبين، وحتى هذه الفئة لن تعارض فكرة العقد الجديد الذي تمّت المصادقة عليه منذ فترة قصيرة.
قبل ساعات من غلق سوق الانتقالات الصيفية المقرّر بتاريخ 31 أوت، اقترب فريق شبيبة القبائل من التعاقد مع فريد الملالي اللاعب السابق لفريق أونجي الفرنسي، بعد أن انتهى عقده مع الفريق، هو الذي دخل وكيل أعماله في مفاوضات مع إدارة مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، لكن حاليا يبقى عرض إدارة الشبيبة الأفضل من الناحية المادية، بالرغم من أنّ اللاعب كشف لمقربيه، بأنه ينتظر رفع عرض إدارة محمد حكيم الحاج رجم، لتحقيق حلم صباه بحمل ألوان المولودية، ونفس الأمر ينطبق على مولودية وهران، الذي اقترب هو الآخر من ضمّ لاعب المنتخب الوطني السابق، إسحاق بلفوضيل المتواجد بدون فريق، والباحث عن تجربة جديدة في مشواره الكروي.
”الكناري” ومولودية وهران تصنعان الحدث
كانت الأنظار موجّهة نحو فريق شبيبة القبائل هذه الصائفة، الذي سعى بكل الطرق من أجل تجديد قوامه، تحسبا للموسم الجديد، الذي سيعرف مشاركة الفريق في منافسة رابطة أبطال إفريقيا، وهو الأمر الذي إستنفر إدارة النادي، من أجل القيام بضمّ أبرز اللاعبين المتوفرين في السوق الجزائرية، رغم أنّ الفريق فقد عنصرين مهمين.
عرفت تشكيلة النادي رحيل لاعبَين مهمَّّين، ويتعلّق الأمر بكل من رضوان بركان الذي انتقل للاحتراف بنادي الوكرة القطري، وقائد الفريق كسيلة بوعالية الذي غادر إلى الترجي الرياضي التونسي، إلا أنّ العامل الإيجابي هو أنّ عملية انتقال هذين العنصرين المهمّين، كان بمقابل مالي جيّد استفادت منه إدارة الفريق في ضمّ لاعبين جدد للنادي.
نجحت إدارة أسود جرجرة في شراء عقد الظهير الأيمن محمد رضا حميدي، الذي لعب على سبيل الإعارة الموسم المنصرم من نادي أتليتيك بارادو، وإضافة إلى هذا نجحت إدارة “الكناري” في التعاقد مع كل من بن عطية من مولودية وهران، والعيد شهين بلحول من شباب قسنطينة إضافة إلى الظهير الأيسر السابق لفريق مولودية الجزائر حمزة موالي، ومتوسّط الميدان الإيفواري أرتور بادا، حيث كانت هذه التعاقدات من أجل تعويض الراحلين.
أبرز التعاقدات التي قامت بها الإدارة، هي ضمّ هداف شباب بلوزداد أيمن محيوص في صفقة قياسية من الناحية المالية، صنعت ضجة كبيرة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أنّ اللاعب كان قد عبّر عن رغبته قبلها بالبقاء في شباب بلوزداد، ليتفاجأ الجميع بتواجده في شبيبة القبائل، وهي الصفقة التي سبّبت الكثير من المشاكل لإدارة الفريق، بعدما تجمّد عملية الاستقدامات بالنظر إلى المقابل المادي الكبير الذي سيتحصّل عليه اللاعب، ما اضطر إدارة الهادي ولد علي، للتعاقد في الأيام القليلة الماضية مع عدة مموّلين للفريق، للتكفّل بالجانب المالي للصفقة.
الصفقة الأخرى التي صنعت الحدث، كانت التعاقد مع المدافع القوي زين الدين بلعيد، الذي سبق له أن لعب بألوان اتحاد العاصمة قادما من نادي سانت تروند البلجيكي، الذي لم يجد ضالته هناك ليقرّر العودة إلى أرض الوطن من بوابة شبيبة القبائل، رغبة منه في العودة من جديد إلى المنتخب الوطني في سنة خوض نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025.
الأنديـة العاصمية تفضّـل الاستقـرار
لم تصنع الأندية العاصمية الحدث خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، ويتعلّق الأمر بكل من مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، إضافة إلى شباب بلوزداد بالنظر لعدم توفر الدعم المالي اللازم، الذي يسمح لهم بتدعيم صفوفهم، وهناك من خسر عناصر مهمة على غرار اقتراب رحيل أكرم بوراس من فريق مولودية الجزائر للاحتراف بالدوري البلغاري، وكذا أيمن محيوص من فريق شباب بلوزداد، والمدافعين المحوريّين لفريق اتحاد الجزائر كيفين مونديكو وعماد الدين عزّي.
مولودية الجزائر كان بعيدا عن الضجة الإعلامية هذه الصائفة، واكتفى لحدّ الآن بالتعاقد مع لاعبَين فقط، يتعلّق الأمر بالحارس الأول للمنتخب الوطني أليكسيس قندوز، والمدافع الأيمن أيمن بوقرة، في الوقت الذي عرفت صفوف الفريق رحيل عدة عناصر، على غرار المهاجم خير الدين مرزوقي، ولاء بوزكري، كمال حميدي، الإيفواريان باجو وواتارا، المغترب بوسعيد، زكريا دراوي، حمزة موالي، صانع الألعاب قلالش، والحارس توفيق موساوي.
اتحاد العاصمة من جهته وجد صعوبة في ضمّ لاعبين جدد، بحكم أنّ الإدارة الحالية أخذت وقتا كبيرا، من أجل تعيين مدرب جديد ويتعلّق الأمر بعبد الحق بن شيخة، ولكنها نجحت في ضمّ كل من زكريا دراوي من مولودية الجزائر، والجناح الشاب بودربالة من اتحاد الحراش، إضافة إلى شي مالون من سيمبا التنزاني.
عرفت صفوف الفريق رحيل عناصر جيّدة في صورة، أسامة شيتة، البوليفي أداليد، الكونغولي مونديكو، نبيل لعمارة، لمبارك، طوال، ونعماني.
شباب بلوزداد كان أفضل من حيث التعاقدات من غريميه المولودية والإتحاد، حيث نجح في ضمّ كل من كاسيس من نادي بارادو، والمدافع واسع من أولمبيك آقبو، إضافة إلى عبد النور بلحوسيني من شباب قسنطينة، وقلالش من مولودية الجزائر، رفقة المهاجم التونسي بن حمودة، واللاعبَين الألبانيَّين شيكيش وريدون.
صفوف الفريق عرفت رحيل لاعبين مميزين في صورة، دعيبش، محيوص، الحارس معاشو، زروقي، كوناتي، بوصوف، بن أحمد وحمرون.
”السنافر” وترجي مستغانم وأولمبيك آقبو حاضرون بقوة
نجحت فرق أخرى في ضمّ لاعبين مميّزين على غرار شباب قسنطينة، الذي ورغم أنه فقد العديد من اللاعبين المميّزين، إلّا أنه نجح في ضمّ كل من بركان، شيخي، الغول، بوزكري، بن موسى، بن دالة، مداح، بن سايح، وترقية الثلاثي (كنيش، خلفاوي، غرين) من الفريق الرديف، فيما عرفت صفوف الفريق، رحيل عدة لاعبين في صورة طمين الذي انتقل إلى البطولة المصرية، وبن شاعة نحو البطولة الكويتية، دون نسيان بلحوسيني الذي التحق بشباب بلوزداد.
ترجي مستغانم هو الآخر صنع الحدث خلال فترة الانتقالات الصيفية، ورغم أنّ الفريق يعاني من ضائقة مالية، إلّا أنه نجح في التعاقد مع العديد من اللاعبين المميّزين، أبرزهم تجديد عقد المدافع الدولي السابق جمال بن العمري لموسم إضافي، إضافة إلى الصفقة التي صنعت الحدث، وهي ضمّ الحارس الأسطوري للمنتخب الوطني رايس وهاب مبولحي.
إضافة إلى هاتين الصفقتين نجحت إدارة الفريق في ضمّ كل من بن شوشة، مطراني، قعقع، بن خليفة، العمري، تومي، بولقبول، المؤذن، عيشوش، بوالغ، هارون، عسكر، في انتظار اختتام سوق الانتقالات بضمّ الظهير الأيمن الأسبق للمنتخب الوطني مهدي زفان.
أولمبيك آقبو هو الآخر كان من الفرق النشطة في سوق الانتقالات، من خلال ضمّ عدة لاعبين مميّزين في صورة بن شريفة، حيتالة، بن رابح، واتارا، بركون، بلقاسم، سيدري، بن عمران، عمريش، كما عرفت صفوف الفريق رحيل كل من واسع، أدرار، العمري، حمادوش، لشهب، بوحلفاية، عجوط، عدوان، هارون، وعسكر.