تسارعت الأحداث بشكل كبير بالنسبة للاعب الدولي الجزائري بدر الدين بوعناني، بعد أن تأكّد انتقاله إلى فريق شتوتغارت الألماني، مقابل ما لا يقل عن 20 مليون يورو، ورغم أنه لم يكن من العناصر المرشّحة للمغادرة، إلا أنّ رغبة النادي الألماني في ضمه صنعت الفارق، دون نسيان المقابل المالي الكبير الذي سيستفيد منه فريق نيس، مقابل رحيل اللاعب الدولي الذي يسعى لكتابة أحرف جديدة في مسيرته الكروية من “البوندسليغا” الألمانية.
حلّ أمس، اللاعب الدولي الجزائري بدر الدين بوعناني بألمانيا، من أجل الخضوع للفحوصات الطبية اللازمة قبل ترسيم انتقاله إلى نادي شتوتغارت، الذي أصرّ على التعاقد معه ولم يتردّد في دفع مبلغ كبير، من أجل حسم الصفقة التي ناهزت 20 مليون يورو، بعد موافقة إدارة نيس على رحيل اللاعب، وهذا القرار جاء بالتنسيق مع الجهاز الفني للفريق.
الجهاز الفني للنادي الفرنسي بعد أن تلقى الضوء الأخضر برحيل اللاعب، حذف اسمه من قائمة المجموعة المعنية بمواجهة لوهافر أمس، حيث لم يتواجد اسم بوعناني مع قائمة اللاعبين التي كانت معنية بلعب مباراة لوهافر، وهو ما أكّد أن بوعناني خرج فعليا من أسوار نيس، ودخل مرحلة جديدة من مسيرته الكروية.
إدارة نيس حسب موقع “فوت ميركاتو” المختص في سوق تحويلات اللاعبين، اجتمعت بوكيل أعمال اللاعب من أجل إطلاعه على العرض، وهو بدوره قام بتوجيه العرض للاعب الذي وافق على الانتقال إلى البطولة الألمانية وفوض وكيل أعماله للتكفّل بالتفاوض على الشروط الشخصية، حيث تمّ الإتفاق في ساعة متأخّرة من ليلة أول أمس على كل شروط اللاعب.
وكيل أعمال الدولي الجزائري بدر الدين بوعناني تواصل بعدها مع إدارة نادي نيس الفرنسي، ليؤكّد أنّ الأمور تمت بنجاح وهذا حتى يتلقى الضوء الأخضر للسفر إلى ألمانيا، وهو ما حدث حيث وافقت إدارة نيس على رحيل اللاعب إلى ألمانيا، من أجل الخضوع للفحوصات الطبية الروتينية، قبل الإمضاء النهائي للعقد الرّسمي الذي سيربط الجناح الأيمن للمنتخب الوطني بفريق شتوتغارت.
سيرتبط بوعناني مع النادي الألماني بعقد مدته خمس سنوات كاملة، وفق ما ينص عليه العقد مع وضع شرط جزائي قيمته 80 مليون يورو، وهو ما يؤكّد أنه سيكون من العناصر التي تراهن عليها الإدارة، من أجل تسويقها لأحد الأندية الكبيرة في أوروبا بعد موسمين على الأكثر، في حال نجح في التأقلم والبروز.
قرار إدارة النادي الألماني بضمّ بوعناني جاء عقب توفّر السيولة المالية اللازمة، بعد أن نجحت في بيع مهاجمها الألماني الشاب فالدلمايده، إلى نيوكاسل الإنجليزي مقابل 93 مليون يورو، من أجل تعويض اللاعب السويدي ألكساندر إسحاق، المرتقب انتقاله أيضا إلى فريق ليفربول خلال الساعات المقبلة.
من الناحية الرياضية يمكن القول أنّ بوعناني نجح في الظفر بصفقة جيدة، من خلال الإنتقال إلى فريق يعرف جيدا الإعتناء بالمواهب الصاعدة، ومنحها القدرة على التأقلم والبروز، وهو الأمر الذي يجعل من عملية انتقاله إلى شتوتغارت، قرارا صائبا بكل المقاييس من أجل إنجاح مسيرته الاحترافية.
مستوى بوعناني كان متذبذبا مع نيس خلال الموسمين الماضيين، بسبب عدم مشاركته كلاعب أساسي مع الفريق إلى غاية نهاية الموسم المنصرم وبداية الموسم الجاري، الذي تواجد فيه ضمن التشكيلة الأساسية لبطولة “الليغ 1” الفرنسية، وهو الأمر الذي رفع من أسهمه كثيرا، لدى النادي الألماني وجعله من العناصر التي يتم المراهنة عليها خلال الموسم الجديد.
الأمر الإيجابي هو الانتقال بقيمة مالية كبيرة، حيث ستحصّن هذه القيمة من مكانة اللاعب لدى الجهاز الفني، الذي سيكون مطالبا بمنحه الفرصة الكاملة من أجل إثبات أحقيته بحمل ألوان شتوتغارت، بالإنتقال إلى النادي الألماني والأكثر من هذا العمل معه، ومساعدته على التطور من الناحية الفنية والبروز كونه يعد استثمارا كبيرا للفريق من الناحية المادية، وهو الأمر الذي سيخدم الفريق مستقبلا.على مستوى المنتخب الوطني لا يتواجد بوعناني ضمن مخططات الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش، الذي كان في كل مرة يثني عليه إلّا أنه لم يمنحه الفرصة للتواجد مع المجموعة الحالية، ولكن الأمور ستختلف خلال الفترة المقبلة، بعد الانتقال إلى نادي شتوتغارت الناشط في دوري “البوندسليغا”، والذي يبقى من الأندية المحترمة في ألمانيا.
قد يكون بوعناني قادرا على المشاركة في كأس أمم إفريقيا المقبلة، في حال نجح في التألّق مع فريقه الجديد، وهو الأمر الذي سيشكّل ضغطا كبيرا على الناخب الوطني، من أجل ضمّ اللاعب إلى المجموعة المعنية بالمشاركة في كأس أمم إفريقيا 2025، وهو ما يجعل بوعناني يبعث مسيرته الدولية مع المنتخب الوطني من جديد.
عمار حميسي
