سيكون المنتخب الوطني لكرة القدم، سهرة اليوم، بداية من الساعة الثامنة ليلاً على موعد لخوض مواجهة غاية في الأهمية، حين يستقبل نظيره البوتسواني، ضمن الجولة السابعة من تصفيات كأس العالم 2026، على ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو، ولا خيار لرفقاء الظهير الأيمن يوسف عطال غير حصد النقاط الثلاث للاقتراب أكثر من حلم المونديال، بعد غياب «الخضر» عن نسختي 2018 و2022 على التوالي، قبل مواجهة المنتخب الغيني يوم 8 سبتمبر الجاري بمدينة الدار البيضاء، ويرتبط تأهّل «محاربي الصحراء» مبكرا إلى المونديال المقبل، بضرورة الفوز على بوتسوانا وغينيا، مقابل سقوط الملاحق المباشر الموزمبيق أمام أوغندا أو بوتسوانا على التوالي.
شرع أشبال الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش في التحضير للمباراتين المهمتين وغير الحاسمتين حسب المدرب السويسري في تصفيات مونديال 2026، يوم الإثنين المنصرم بالمركز التقني الوطني بسيدي موسى، وسط جاهزية أبرز اللاعبين الأساسيين، على غرار القائد رياض محرز المتألق رفقة نادي الأهلي السعودي في منافسة كأس السوبر السعودي التي توج بها، ورامي بن سبعيني مع بوروسيا دورتموند الألماني وهشام بوداوي مع نيس الفرنسي وفارس شايبي مع آينتراخت فرانكفورت الألماني ويوسف عطال مع السد القطري ومحمد أمين عمورة مع نادي فولفسبورغ الألماني.
ولن يكون فلاديمير بيتكوفيتش مضطراً لإجراء تغييرات على تشكيلته الأساسية المتوقعة، أين يرتقب أن يواصل الاعتماد على خياراته المعروفة بما فيها تلك التي تعاني حاليا من الناحية النفسية، في صورة أمين غويري الذي لم يتمكّن من تسجيل هدفه الأول بألوان نادي أولمبيك مارسيليا، خلال الجولتين الأوليين من الدوري الفرنسي «الليغ 1»، الأمر الذي جعله يجلس على مقعد البدلاء خلال المواجهة الأخيرة أمام فريقه السابق ليون.
ينتظر أن يقوم الجهاز الفني للمنتخب الجزائري بإعادة حارس فريق مولودية الجزائر أليكسيس قندوز لحماية عرين «الخضر»، بعدما وضع على دكة الاحتياط خلال تربص شهر جوان المنصرم، أمام منتخب رواندا في اللقاء الودي الذي خاضه الحارس أسامة بن بوط أساسيا، وضد منتخب السويد في مدينة ستوكهولم الذي خاضه الحارس أونتوني ماندريا أساسيا لتجريبهما، خصوصا بعدما تألق حارس بيرسيبوليس الإيراني السابق في الداربي العاصمي بالدوري الجزائري ضد فريق اتحاد الجزائر، بتصديه لهدفين محققين بطريقة فنية رائعة.
ينتظر عشّاق «الخضر» بشغف لمعرفة الطريقة التي سيلعب بها بيتكوفيتش لقاء اليوم الخميس، حيث يتوقع أن يعود للعب بخطة (3 - 5 - 2) بعد عودة كل اللاعبين المصابين، لتركيز قوة المنتخب الوطني في وسط الميدان، بهدف إضافة الزيادة العددية التي ستمكّن «محاربي الصحراء» من تسجيل الأهداف، ومحاولة إنهاء المواجهة بنتيجة عريضة على غرار المواجهتين السابقتين التي خاضهما رفقاء المايسترو يوسف بلايلي، بملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو، ضد منتخب ليبيريا لحساب الجولة السادسة من تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025، وأمام منتخب موزمبيق لحساب تصفيات كأس العالم 2026، اللتان انتهت لصالح أشبال بيتكوفيتش بنتيجة (5 - 1).ولهذا الغرض يرتقب أن يتم العودة إلى الثلاثي الدفاعي المتألق (عيسى ماندي، محمد أمين توقاي، رامي بن سبعيني) في الخط الخلفي، مع إقحام الظهيرين (يوسف عطال وجوان حجام) متقدمين، للقيام بأدوارهما الدفاعية والهجومية، والقدوم من الوراء لاختراق دفاع منتخب بوتسوانا، وهو الأمر الذي يجيده لاعبي الرواقين جيدا، بالإضافة إلى إقحام الثنائي المميز (نبيل بن طالب وحسام عوار) في وسط الميدان، بما أن فلاديمير بيتكوفيتش يعتمد عليهما في كل مرة كانا فيها متواجدين بالتعداد، ويثق في إمكانياتهما الفنية والبدينة كثيرا، رفقة الثلاثي الهجومي (رياض محرز، أمين غويري، محمد أمين عمورة)، الذين أكدوا انسجامهم وأحقيتهم بخوض لقاءات «الخضر» أساسيين في المباريات السابقة، وهي المواجهة التي يرتقب أن يتحرر خلالها المهاجم الحر أمين غويري أخيرا، ويسجل فيها هدفه الأول منذ انطلاق الموسم.كما يرتقب أن يقوم الناخب الوطني بتدوير التعداد، ومنح الفرصة لبقية العناصر خلال أطوار المواجهة، عن طريق تغيير النهج التكتيكي في المرحلة الثانية إلى (4 – 3 - 3)، والزج بكل من أنيس حاج موسى ويوسف بلايلي وإيلان قبال وإبراهيم مازة وبغداد بونجاح، لتسجيل أكبر عدد ممكن من الأهداف.
بيتكوفيتش يوجّه رسالة قويّة للاعبيه
مع بداية التربص التحضيري الخاص بمواجهتي منتخبي بوتسوانا وغينيا تحسبا للجولتين السابعة والثامنة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، اختار الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش أن يفتتح برنامجه بكلمة مؤثرة وحماسية للاعبيه، حملت في طياتها الكثير من المعاني والدلالات. المدرب السويسري الذي يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وعلى عاتق كتيبته، شدّد على أن هذه المرحلة لا تحتمل التهاون أو الانشغال بالفرديات، بل تتطلب أقصى درجات التضامن والانضباط.
بيتكوفيتش قالها بوضوح أمام اللاعبين: «نعمل معاً لكي نفوز معاً»، عبارة قصيرة لكنها وازنة، أراد من خلالها غرس ثقافة العمل الجماعي وروح التضحية داخل المجموعة، في وقت يترقب فيه ملايين الجزائريين نتائج المنتخب بفارغ الصبر. وأكّد المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، أن النجاحات الكبيرة لا تتحقق بمهارة لاعب أو اثنين، بل بروح المجموعة التي تلعب من أجل الراية الوطنية والشعب، لا من أجل الألقاب الفردية.وأضاف بيتكوفيتش أن الالتزام بخدمة المجموعة هو السبيل الوحيد لتحقيق حلم التأهل إلى مونديال 2026، مشيراً إلى أن الانضباط التكتيكي والجدية في العمل داخل وخارج المستطيل الأخضر سيكونان عاملاً حاسماً في هذه المرحلة الحاسمة من التصفيات، كما حذّر من الانجرار وراء اللعب الفردي أو التفكير في المجد الشخصي، مذكراً بأن الجمهور الجزائري لا ينتظر سوى منتخب متماسك يقاتل بروح واحدة.رسالة بيتكوفيتش جاءت في وقت حسّاس، حيث يعيش «الخضر» ضغوطات مضاعفة من أجل تعويض خيبات الغياب عن كأس العالم في 2018 و2022. ويأمل المدرب أن تشكل هذه الكلمات دافعاً معنوياً للاعبين ليقدموا أفضل ما لديهم فوق الميدان، بدءاً من مباراة بوتسوانا ثم غينيا، حتى يقتربوا أكثر من تحقيق حلم الملايين، ببلوغ نهائيات المونديال للمرة الخامسة بتاريخ مشاركات المنتخب الوطني.
بن سبعيني: علينا الفوز أمام بوتسوانا ثم التّفكير في غينيا
وتحدّث مدافع المنتخب الوطني، رامي بن سبعيني، عن مواجهتي بوتسوانا وغينيا ضمن تصفيات مونديال 2026، وأكّد في تصريحات له خص بها القناة الرسمية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم بأن العناصر الوطنية ستقدم كل شيء في اللقاءين، قبل أن يحذر لاعب بوروسيا دورتموند من التفكير في لقاء غينيا قبل موقعة تيزي وزو أمام بوتسوانا، وختم: «علينا أن نلعب لقاء بلقاء..يجب الفوز على بوتسوانا ومن ثم التفكير في غينيا».
بن طالب: تنتظرنا مواجهتان مهمّتان ولا بديل عن الفوز
من جهته، تحدّث متوسط ميدان نادي ليل الفرنسي نبيل بن طالب، عن انطلاقة تربص «الخضر» ضمن التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2026. وقال في تصريحات خصّ بها قناة «الفاف»: «نحن بصدد التأقلم تدريجيا..هذه هي المرحلة التي تكون فيها في طور التأقلم، ودخلنا في صلب الموضوع». وأضاف بن طالب قائلا: «التدريبات تسير بطريقة جيدة والاندماج مباشرة في الأجواء، لا سيما أنه تنتظرنا مواجهتان مهمتان ولا بديل عن الفوز بهما».
حاج موسى: جاهزون للمواجهتين والمونديال هدفنا
وأكّد الجناح الأيمن لنادي فينورد روتيردام الهولندي أنيس حاج موسى، جاهزية العناصر الوطنية لتحقيق المطلوب في مواجهتي بوتسوانا وغينيا، ضمن تصفيات مونديال 2026، وخصّ القناة الرسمية للاتحادية الجزائرية لكرة القدم بتصريحات، أبرز من خلالها جاهزية اللاعبين للمواجهتي القادمتين للمنتخب الوطني: «نحن جاهزون لأسبوع حافل إن شاء الله وبلوغ المونديال هدفنا الأول».
مواصلة التّفوّق التاريخي على بوتسوانا
ويمتلك «الخضر» أفضلية تاريخية في المواجهات المباشرة مع منتخب بوتسوانا، وهو ما سيعمل زملاء الظهير الأيسر جوان حجام على مواصلته، وتحقيق انتصار جديد يقربهم من ضمان بطاقة التأهل إلى كأس العالم، وفاز «الخضر» في جميع المباريات التي جمعتهم بمنتخب بوتسوانا على مر التاريخ، أين أطاح به بنتيجة (1 - 0) ثم (5 – 0) في تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2021، قبل أن يحقّقوا الفوز بنتيجة (3 – 1) في مباراة الذهاب من تصفيات كأس العالم الحالية.
وتشهد قائمة المنتخب الحالية بقيادة الناخب الوطني فلاديمير بيتكوفيتش تواجد عدة أسماء سبق لها التسجيل في شباك بوتسوانا، يتقدّمهم يوسف بلايلي الذي سجّل هدفا خرافيا من علامة الركنية مباشرة في الشباك، بالإضافة إلى كل من ماندي، محرز، بونجاح، غويري، عمورة، وهو ما سيحاولون تكراره بملعب تيزي وزو سهرة هذا الخميس.
المواجهة ستلعب بشبابيك مغلقة
إلى ذلك، تتواصل التحضيرات بشكل مكثف بملعب حسين آيت أحمد في مدينة تيزي وزو، تحسّباً للمباراة المرتقبة هذا الخميس، وقد نشرت إدارة الملعب صورا توثق أشغال التجهيز الجارية من أجل ضمان أفضل الظروف لإنجاح هذا الموعد الكروي الهام، وتظهر أرضية الميدان في حالة ممتازة، بعد أن خضعت مؤخراً لعملية إعادة تهيئة شاملة، شملت استبدال العشب الطبيعي السابق بآخر طبيعي أكثر مقاومة لدرجات الحرارة المرتفعة.
كما حضرت مديرية الشباب والرياضية لولاية تيزي وزو نفسها جيدا رفقة عمال الملعب، من أجل توفير ظروف مريحة لأنصار المنتخب الوطني، الذين سيتنقلون من كافة ولايات الوطن اليوم الخميس، من أجل مشاهدة وتشجيع رفقاء السريع محمد أمين عمورة، ودفعهم لتحقيق الفوز السادس بتصفيات كأس العالم 2026، الذي يقرّبهم أكثر من أي وقت مضى من ضمان ورقة التأهل إلى المونديال.من جهة أخرى، شهدت عملية بيع تذاكر المواجهة إقبالاً قياسيا كبيراً من أنصار «الخضر»، حيث تمّ اقتناء كامل الحصة المطروحة في ظرف قياسي لم يتجاوز 12 ساعة، أين أعلنت منصة «ديجي تيكت» في وقت سابق عن بداية عملية بيع التذاكر الخاصة بالمواجهة يوم الإثنين، لتؤكد بعد ساعات قليلة، وتحديداً عند الساعة الخامسة مساء، أنه تم بيع أكثر من 30 ألف تذكرة بنسبة وصلت إلى 75 بالمئة، وفي حدود الواحدة صباحاً من يوم الثلاثاء المنصرم، تم الإعلان عن نفاذ كل التذاكر الخاصة بالمباراة، وأكدت المنصة في منشور لاحق على صفحتها الرسمية أنّها تحذر من إعادة بيع التذاكر أو شرائها في السوق السوداء، مشدّدة على أن أي تعامل غير قانوني قد يعرض أصحابه إلى المتابعات القضائية المتاحة لها.تجدر الإشارة إلى أنّ المنتخب الوطني الجزائري يحتل صدارة ترتيب المجموعة السابعة من تصفيات مونديال 2026، برصيد 15 نقطة من 5 انتصارات، وهزيمة وحيدة أمام منتخب غينيا بملعب نيلسون مانديلا ببراقي، متفوّقا على منتخب موزمبيق صاحب مركز الوصافة برصيد 12 نقطة.