أحدث الناخب الوطني كريستيان غوركوف تغييرا استراتيجيا في عملية اختيار القائمة الرسمية للاعبي المنتخب الوطني الذين سيشاركون في كأس إفريقيا القادمة المقررة بغينيا الاستوائية مقارنة بسابقيه، أين قدم التقني الفرنسي مباشرة أسماء الـ 23 لاعبا دون المرور بالاختيار الموسع ثم تحديد القائمة النهائية قبل أيام فقط من الموعد القاري .. وهذه الخطة الذكية لها عدة فوائد على المجموعة وتحضيرات كل لاعب من النواحي المعنوية والبدنية والفنية .. خاصة وأن كأس إفريقيا القادمة جاءت في ظروف خاصة ومدة التصفيات مع النهائيات قريبة جدا.
هذه الظروف سهّلت نوعا ما من مأمورية المدربين في ضبط القوائم كونهم يتعاملون مع مجموعة من اللاعبين يعرفون مستواهم الحالي، وبالتالي، فإن الناخب الوطني ربح الوقت بشكل كبير في تحضير المنتخب الجزائري، بداية من اعتماده على نفس التشكيلة تقريبا التي خاضت المونديال البرازيلي، الأمر الذي تمخض على مسيرة ذهبية في التصفيات الافريقية.. مما شجع غوركوف على مواصلة العمل مع اللاعبين الحاليين، ولن يطرح مشكل الانسجام، كون الناخب الوطني لا يستفيد من وقت طويل لإعداد تحضيرات مكثفة تحسبا للعرس القاري القادم.
وربما لأول مرة منذ سنوات طويلة لم تعرف عملية ضبط القائمة النهائية ردود أفعال ضد الاختيارات أو تساؤلات كثيرة عن مستوى العديد من اللاعبين، وهو ما يسمح للمدرب العمل في ظروف جد مناسبة، خاصة وأن الهدف هذه المرة ليس خوض مشاركة مشرفة وإنما الفوز باللقب القاري بعد كل ما حققه المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة .
مفاجآتان .. وغيلاس خارج الاطار ؟
ومع ذلك، فإن غوركوف قدّم بعض الاستثناءات التي لم تكن منتظرة، والأمر يخص كل من اللاعبين قادير و بلفوضيل اللذان لم يكن العديد من المتتبعين ينتظر رؤيتهما في هذه القائمة .. فلاعب بارما الايطالي، بلفوضيل لم يقدم المستوى الذي كان منتظرا منه في الفريق الوطني خلال اشراكه في التصفيات و خيب آمال الجميع بمردوده المتوسط و غير المقنع .. الى جانب فترة الفراغ الطويلة التي يجتازها مع ناديه أين لم يسجل منذ فترة و تراجع على عدة مستويات .. و يكون الناخب الوطني قد قدم له هذه الفرصة للعودة معنويا الى مستواه قبل شهر من المنافسة القارية كونه يعرف جيدا امكانياته الفنية.
في حين أن فؤاد قادير الذي “اختفى” عن الأنظار منذ فترة و تحول من البطولة الفرنسية الى الاسبانية، يكون قد استعاد نشوة اللعب المميّز في إشبيليا .. و هو أيضا من اللاعبين الذين يراهم غوركوف جيدين من الناحية الفنية، وهو الذي يعطي الأولوية للعب الجميل من خلال أداء الفريق الوطني الذي تحسن من هذه الناحية مقارنة مع الآداء الذي تابعناه في الماضي القريب، أين كان يغلب الجانب التكتيكي على الفنيات الكبيرة للاعبينا.
ومن خلال استدعاء اللاعبين المذكورين، فإن مكان المهاجم المتألق بقي نقطة استفهام ويتعلق الأمر بمهاجم نادي قرطبة نبيل غيلاس الذي لم يتموقع بشكل جيد في خطة عمل المدرب غوركوف الذي استغنى عن خدماته لأسباب مجهولة، بالرغم من ان غيلاس استرجع كل امكانياته التهديفية في البطولة الاسبانية وأثبت قوته في أعلى مستوى .. لكن يبدو حسب بعض الأصداء المتداولة في أوساط الفريق الوطني ان غيلاس يكون قد تصرف بشكل لم يعجب الناخب الوطني في المقابلات الماضية للتصفيات القارية، أين حاول اقناع غوركوف بطريقته على أنه يلعب كأساسي .. وهو الأمر الذي عجّل في اتخاذ قرار “إزاحته “ من المغامرة القادمة في غينيا الاستوائية.
المحليون .. بعد موعد غينيا الإستوائية
ومن جهة أخرى، فإن غوركوف استنجد بالقائمة الاحتياطية التي قد تمنح فرصة المشاركة لأحد اللاعبين الموهوبين، الذي كان ينتظر منه الكثير منذ سنوات ويتعلق الأمر بلاعب باستيا رياض بودبوز الذي مرة أخرى قد يضيع الفرصة للتألق دوليا.
ومن خلال القائمة المذكورة آنفا يظهر جليا أن غوركوف غير مقتنع تماما بمستوى اللاعبين المحليين، فما عدا الحارسين زماموش ودوخة، فإن القائمة خلت من المحليين، بالرغم من المتابعة المستمرة للناخب الوطني لمقابلات البطولة و كذا اشرافه شخصيا على المنتخب الوطني للمحليين .. و هذا ما يطرح عدة تساؤلات مقارنة بما كان يجري في السنوات الماضية أين كان بعض اللاعبين المحليين يتواجدون في القائمة و يخرجون الى الأضواء على غرار سليماني، بلكالام .. الذين وجدوا ضالتهم واحترفوا في أوروبا بعد ذلك ..
وكون ضيق الوقت هو السبب الرئيسي في هذا الاختيار بالنظر الى قرب المنافسة مع التصفيات، أين لم يحاول غوركوف إجراء تغييرات كبيرة على فريق متجانس من كل النواحي .
