تملـك سجـلا حافـلا كلاعبة وكرئيسـة للنادي الرياضـي آفاق غليـزان

رشيدة بن علـو .. مثال النجاح في كرة القدم النسوية

يقتصر تسيير أندية كرة القدم في الجزائر غالبا على فئة الرجال، لكن هذا المجال بدأ يعرف اقتحاما متزايدا من طرف العنصر النسوي ومن دون أية عقدة، كما هو الحال مع رئيسة النادي الرياضي آفاق غليزان، حامل لقب بطولة القسم الأول لكرة القدم النسوية.
يتعلق الأمر برشيدة بن علو (39 سنة)، التي تعشق كرة القدم منذ الصغر، بل أنها تسري في عروقها، على حد تعبيرها، وهي التي بدأت ممارسة بانتظام هذه الرياضة الأكثر شعبية في البلاد منذ سن الـ 13، لما خطفت الأضواء وراحت تنافس لاعبات أكبر منها في السن لناديها المفضل آفاق غليزان، الذي تأسس عام 1995.
وعادت رشيدة بن علو، في تصريح لوأج، بالذاكرة إلى خطواتها الأولى في النادي الغليزاني: ‘’أتذكر أنني كنت شغوفة بكرة القدم منذ أن كنت برعمة. في عام 2001، عندما كان عمري 13 عاما، كنت أتدرب مع فريق آفاق الأول. في ذلك الوقت، لم تكن هناك سوى فئة واحدة في كرة القدم النسوية، وهي فئة الكبريات’’.
وبعد مشوار حافل، فازت خلاله بألقاب وطنية ودورات مع نادي الآفاق، اضطرت رشيدة بن علو إلى إنهاء مسيرتها الكروية. وكان السبب تعرضها للإصابة أجبرتها على مغادرة المستطيل الأخضر، ولكن ليس عالم كرة القدم.
وأضافت في هذا الشأن: “ توليت رئاسة فريقي عام 2016 بينما كنت آنذاك دائما كلاعبة في النادي، كنت أود المواصلة في أجواء المنافسات لسنوات أخرى، لكن إصابتي أجبرتني على التوقف عن اللعب. لقد كانت لحظة صعبة بالنسبة لي، لكن بقائي في عالم كرة القدم كمسيرة خفف عني حزني’’.
ولم تتأخر اللاعبة السابقة، التي كانت لها بعض المباريات مع المنتخب الوطني، في الاستثمار كليا في مهمتها الوحيدة المتبقية مع النادي. لقد كانت حريصة جدا على أن يواصل ناديها مسيرته ويستمر في سيطرته على الساحة الكروية الوطنية، مع العمل على تطويره وجعله يكبر من موسم إلى آخر.
وأنجزت السيدة بن علو المهمة بشكل جيد للغاية، حيث تمكنت فتيات الآفاق الموسم الماضي من الحفاظ على لقب البطولة الوطنية للمرة الرابعة على التوالي، ليصل عدد ألقابهن في هذه المسابقة إلى 11.
كما فوتت فتيات بن علو على أنفسهن الثنائية في نهاية الموسم الماضي بعد خروجهن من الدور نصف النهائي من كأس الجزائر، وهي المسابقة التي فاز بها هذا النادي ست مرات.
بالمقابل، ابتسمت هذه المنافسة الشعبية لفريقي الفئات الشابة للآفاق (أقل من 20 وأقل 17 سنة)، الذين تمكنا من رفع كأسي المسابقتين الخاصتين بكل منهما، وتزيين خزانة النادي الثرية بالألقاب، ما يدل على أن اهتمام السيدة بن علو لا يقتصر فقط على فريق الكبريات، لأنها تركز أيضا على شابات النادي اللواتي أضحين خزانا رئيسيا للفريق الأول.
وفي الواقع، فإن هذا النجاح هو الذي يدفع رئيسة آفاق غليزان إلى عدم الاستسلام للظروف الصعبة التي يعيشها ناديها “المحروم من الإمكانيات المالية اللازمة لمواجهة مختلف التحديات”، مثلما تأسفت له.
وأضافت: ‘’هذه المشاكل المالية هي التي لا تسمح لي بالاحتفاظ بأفضل اللاعبات في نهاية كل موسم، على غرار الصائفة الماضية التي عرفت فيها تشكيلتنا نزيفا حادا بعد مغادرة حوالي عشرة لاعبات نحو أندية أخرى. شخصيا، أنا لا ألومهن، فوضعيتنا المالية الصعبة لا تسمح لنا بتسديد مستحقاتهم المالية بانتظام’’.
وكانت إحدى اللاعبات المغادرات قد اختارت خوض تجربة بالبطولة السعودية، فيما فضلت زميلاتها الأخريات الاستجابة لعروض كبار البطولة الوطنية بعد أن أنشأت فرقا لكرة القدم النسائية الصيف الماضي، استجابة لشروط الاتحاد الدولي للعبة من أجل الحصول على إجازة النادي المحترف.
وتابعت السيدة بن علو: ‘’بما أن الأندية المعنية تابعة لشركات اقتصادية هامة، على غرار شباب بلوزداد وشباب قسنطينة ومولودية الجزائر، فقد قامت هذه النوادي بانتداب أغلبية لاعباتنا خلال فترة التحويلات الصيفية’’.
وأثّر الرحيل الجماعي للاعبات الآفاق قبل كل موسم جديد على النادي في رهانه للتأهل إلى نهائيات رابطة أبطال إفريقيا، حيث أخفق في التصفيات خلال ثلاث سنوات متتالية، آخرها في شهر أوت المنصرم، وهو الإخفاق الذي تقول عنه رئيسة النادي أنها لم تهضمه بعد، مشددة أنها ستعيد المحاولة، بما أن الأمر أصبح بمثابة تحدي شخصي ترغب في رفعه، تماما مثلما رفعت تحديات أخرى في عالم كرة القدم.
وفي انتظار ذلك، يظل نادي آفاق غليزان – تواصل رئيسته – وفيا لاستراتيجيته التي تعتمد على التكوين في المقام الأول، حيث يندرج في هذا الإطار مشروع إنشاء أكاديمية لكرة القدم، وهو المشروع الأول من نوعه في الجزائر، لكنه للأسف تجمد حاليا بعد أن بلغت نسبة إنجازه 70 بالمائة.
وبعد أن نوهت ذات المتحدثة بعقد الرعاية الذي وقعته منذ بضعة أيام مع متعامل خاص للهاتف النقال بقيمة مليون دينار، اغتنمت الفرصة لتوجيه نداء إلى السلطات المحلية والمتعاملين الاقتصاديين الناشطين بالمدينة لمساعدة فريقها على استكمال المشروع وشددت على أن ذلك “يصب في مصلحة كرة القدم النسوية ».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024
العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024