أنهى المنتخب الوطني تربص شهر مارس، تحت قيادة المدرب، فلاديمير بيتكوفيتش، دون خطأ، بعدما سجل نتيجة التعادل أمام منتخب جنوب أفريقيا ب(3 - 3)، في ثاني مباراة ودية بدورة سلسلة “فيفا” الجزائر 2024، التي احتضنها الملعب التحفة نيلسون مانديلا ببراقي بالعاصمة سهرة يوم الثلاثاء.
اختتم “الخضر” دورة سلسلة “فيفا” الجزائر 2024 في طبعتها الأولى في صدارة ترتيب المجموعة برصيد 4 نقاط، بعدما تفوقوا على منتخب بوليفيا بنتيجة (3 - 2)، الذي أنهى الدورة في وصافة الترتيب برصيد 03 نقاط، يليه منتخب جنوب أفريقيا في المركز الثالث بالترتيب العام للدورة بنقطتين، فيما حل منتخب أندورا في ذيل الترتيب برصيد نقطة وحيدة.
استمتع الجمهور الذي توافد على مدرجات ملعب نيلسون مانديلا ببراقي، بسهرة كروية مميّزة بين “ الخضر “ و«البافانابافانا”، في مواجهة سجلت فيها 06 أهداف كاملة، وشهدت العديد من النسوج الكروية والرسوم التكتيكية طيلة التسعين دقيقة.
قام المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب الوطني بستة تغييرات كاملة مقارنة بمباراة بوليفيا، حيث قام بالاعتماد على كل من الحارس مصطفى زغبة، والظهير الأيمن غيتون، والمدافع المحوري لشباب قسنطينة مداني، ومتوسط ميدان نادي روما الإيطالي حسام عوار.. بالإضافة إلى الثنائي ياسين بن زية ومحمد الأمين عمورة، حيث أعجب بيتكوفيتش بما قدماه عندما دخلا بديلين أمام بوليفيا، وأراد منحهما أدوار جديدة فوق المستطيل الأخضر، لمشاهدة رد فعلهما.
اللعب بخطة (4-2-3-1) مع منح اللاعبين عدة أدوار في المواجهة
لعب المنتخب الوطني بخطة (4 – 2 – 3 - 1)، لكن برسم مختلف كل 15 دقيقة في المرحلة الأولى، حيث بدأ براهيمي المواجهة ظهيرا أيمن وعمورة على الرواق الأيسر، قبل أن يعود براهيمي لمنصبه الأصلي ويلعب عمورة في الجهة المقابلة، ليتم الاعتماد على براهيمي صانعا للألعاب حر فوق الميدان يلعب أين وجدت الكرة للقيام بالكثافة العددية وإعطاء أكثر قوة للهجمات، كما كان بونجاح عند تضييع الكرات يعود لمساندة ثنائي الوسط كثالث متوسط ميدان في نهج تكتيكي جديد.
خلال المرحلة الثانية تم الاحتفاظ بنفس الرسم التكتيكي مع القيام بعدة تغييرات في عدة مناصب، حيث لعب بن رحمة ظهيرا أيسر وبعدها صانعا للألعاب مثلما كان يقوم بذلك براهيمي، كما أن آيت نوري لعب ظهيرا أيسر ليتحول بعدها جناحا أيسر، وقام عوار بعمل دفاعي وهجومي مميز في الوسط، في حين أن بن زية كان محور خطة بيتكوفيتش أمام منتخب جنوب أفريقيا.
البداية كانت لصالح الزوار الذين هددوا مرمى “الخضر” في ثلاثة مناسبات وأسالوا العرق البارد للدفاع، قبل أن يفتتح ياسين بن زية باب التهديف للمنتخب الوطني في (د 22)، بعد هجمة معاكسة خاطفة قادها ياسين براهيمي من وسط الميدان إثر خطأ في قراءة الكرة،يتوغل يقدم كرة لمتوسط الميدان الهجومي ياسين بن زية، الأخير يروض بيمناه ووسط لاعبيْن ويضع الكرة في الشباك.
الرد من أشبال هوغو بروس جاء سريعا، حيث عادل تيمبا زواني النتيجة في (د34)، بعد انطلاقة خاطفة إثر تضييع ياسين براهيمي للكرة في وسط الميدان.. مسجل الهدف زواني يلعب كرة قصيرة مع زميله ميهلالي مايامبيلا، يردها وزواني وسط ثلاثة لاعبين يعادل النتيجة، نفس اللاعب يعود في (د45+ 5) بعد هجمة سريعة على الرواق الأيسر، يراوغ محمد الأمين مداني على مشارف منطقة العمليات، وبمحاولة قوية في الزاوية البعيدة يضاعف النتيجة.
عاد “الخضر” من غرفة تغيير الملابس بنية العودة في النتيجة، وكان لهم ذلك في (د53) عن طريق ياسين براهيمي الذي تلقى كرة على طبق من بن زية، الذي استغل تمريرة بالخطأ من الحارس داونزرونوينويليامس، الذي تألق خلال كأس أمم أفريقيا 2024، يتقدم لاعب كاراباخ الأذربيجاني بهدوء ويجلب إليه المدافع والحارس، ليمرر كرة عرضية تجد براهيمي القادم من بعيد يضعها في الشباك معدلا النتيجة. في الوقت الذي كان ينتظر فيه الجمهور إضافة الهدف الثالث بالنسبة للمنتخب الوطني، بعد الضغط الكبير الذي مارسه زملاء بونجاح .. نجح إكرام راينيرز، في مباغثة الحارس مصطفى زغبة برأسية في (د 66)، بعدما ارتطمت به محاولة زميله إلياسموكوانا الذي راوغ المدافع مداني قبل ذلك.
لم يستسلم زملاء غيتون الذين واصلوا الضغط على دفاع منتخب جنوب أفريقيا، وبعد عمل على الرواق الأيمن من البديل بقرار، يقدم كرة داخل منطقة العمليات لبن زية، الأخير يرفع الكرة فوق المدافع وبمقصية جميلة يعدل النتيجة.
بيتكوفيتش : “بن زية قدم مباراة ممتازة “
أعاد المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، “الروح” للاعبي “الخضر” وذلك بعد تحقيق فوز مثير أمام منتخب بوليفيا والتعادل أمام ثالث ترتيب “كان” كوت ديفوار، منتخب جنوب افريقيا.
جرب بيتكوفيتش 23 لاعبا خلال مواجهتي بوليفيا وجنوب أفريقيا، كما قام بتسريح 4 لاعبين يتعلق الأمر بالمصابين (بن ناصر، بوداوي، بن سبعيني)، بالإضافة إلى أمين غويري لأسباب عائلية، فيما لم يمنح الفرصة لسبعة لاعبين هم (بن بوط، بلعيد، عبدلي، بوعناني، بلومي، زرقان)، رفقة غيتان الذي تعرض للإصابة في التدريبات قبل مواجهة بوليفيا. وعن هذه النقطة قال بيتكوفيتش خلال الندوة الصحفية التي أعقبت اللقاء، “كنت أود الاعتماد على كل اللاعبين لكن بقائمة بـ 31 لاعبا الأمر صعب”. وأضاف “الخيارات في التربص المقبل صعبة لأنني مجبر على اختيار 23 لاعبا”. وواصل في نفس السياق “عدة لاعبين يستحقون التواجد في القائمة والمنافسة ستكون كبيرة “. تحدث المدرب السابق لمنتخب سويسرا عن مواجهة جنوب أفريقيا، وأكد “مررنا بفترة قوية سجلنا خلالها أهدافا، كما كانت لدينا فترات ضعف استغلالها المنافس”. وعرج للحديث عن العائد بن زية وقال عنه، “بن زية قدم مباراة ممتازة وجهوده أثمرت هدفا رائعا في النهاية”. أبدى الناخب الوطني رضاه عن تربصه الأول تحت قيادة “الخضر”، وصرّح “أنا راض عن التربص رغم الغيابات، واللاعبين أظهروا إرادة قوية”، وأوضح بأن عملا كبيرا ينتظره لتحسين أداء “الخضر”، كما كشف بأنه وطاقمه دائما تحت تصرف اللاعبين حتى خارج تواريخ “الفيفا”.
وعن الأمور التي استخلصها، قال : “في هذا التربص قمنا ببعض الأخطاء التي يجب أن نتفاداها خلال تربص شهر جوان”. أبدى المدرب بيتكوفيتش إعجابه بخط هجوم “الخضر” قائلا، “كنت أعلم أن المنتخب الجزائري قوي هجوميا، وعلينا معالجة الأخطاء الدفاعية بداية من شهر جوان”. واستطرد “لم أكن أتوقع أن يظهر بن زية وبراهيمي بهذا المستوى”.. وواصل قائلا : “سنوسع قائمة حراس المرمى مستقبلا”.
ينتظر فلاديمير بيتكوفيتش عمل كبير من الشق الدفاعي لبناء منظومة دفاعية قوية، تعمل على إعطاء أكثر ثقة للاعبين، خصوصا أن المنتخب الوطني سجل خلال دورة سلسلة “فيفا” الجزائر 2024 ستة أهداف، فيما تلقى خط دفاعه 5 أهداف كاملة.
و خلال تصريحات اللاعبين في “ المنطقة المختلطة “، أجمع لاعبو “ الخضر “ على نجاح التربص،حيث قال براهيمي بأن المنتخب حقق دورة جيدة بالرغم من أنه في مرحلة إعادة البناء، بما أن هناك الكثير من اللاعبين يلعبون جنبا إلى جنب لأول مرة. من جانبه، المهاجم منصف بكرار أفاد بأن دخوله في المواجهة، كان موفقا للمرة الثانية خلال تربصه الأول رفقة المنتخب، حيث قدم تمريرته الحاسمة الثانية، وقال عن بيتكوفيتش، “المدرب يملك شخصية قوية فرض نفسه بسرعة في المجموعة، وعرف كيف يكون قريبا من اللاعبين”. أجاب الظهير الأيمن غيتون حول سؤال “الشعب” المتعلق بالأخطاء الدفاعية الكثيرة التي قام بها الخط الخلفي في المواجهتين، حيث أوضح “صحيح قمنا ببعض الأخطاء كلفتنا أهدافا، لكن كما تعلمون نعمل مع طاقم فني جديد وهناك أمور جديدة نعمل عليها”. وختم “المدرب تعرف على اللاعبين خلال هذا التربص، ومتأكد أنه مع مرور المباريات سنستعيد قوتنا الدفاعية”.
يذكر أن “الخضر” سيواجهون منتخبي غينيا وأوغندا خلال تربص شهر جوان المقبل، لحساب الجولتين الثالثة والرابعة عن التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026.
تصريحـــات
- ياسين بن زية: ‘’الحمد الله وبفضل الله، تمكنت من تسجيل ثنائية. أهم شيء هو العودة في النتيجة خاصة وأننا نعمل مع مدرب جديد.
لقد كان امتحانا جيدا أمام منافس افتك المرتبة الثالثة في منافسات كأس أمم إفريقيا الماضية. أود أن أشكر الأنصار لمساندتهم، عائلتي وكل من دعمنا خلال هذا اللقاء. سنواصل العمل من أجل إسعاد الشعب الجزائري.’’
- محمد أمين مداني: ‘’أنا جد سعيد بمشاركتي الأولى مع المنتخب الوطني. لقد قدمت كل ما بوسعي واعتقد بأنني قمت بمهمتي على أكمل وجه بفضل الله. لقد واجهنا منتخبا جيدا يحسن طريقة إخراج الكرة من الدفاع. لقد طبقنا تعليمات المدرب أين سيطرنا على المنافس. المقابلة كانت مليئة بالإثارة أين استخلصنا فيها العديد من الدروس.’’
- هيغو بروس ( مدرب منتخب جنوب افريقيا ) : ‘’لقد شاهدنا مقابلة جيدة وبأهداف كثيرة. أنا جد سعيد بمردود فريقي خاصة من الناحية الهجومية أين تمكنا من خلق العديد من المشاكل للمنتخب الجزائري. وبدوره، قدم المنافس مردودا جيدا. لو ظهر المنتخب الجزائري بنفس الوجه خلال كأس أمم افريقيا الأخيرة بكوت ديفوار، لتأهل للأدوار المتقدمة وتفادى الإقصاء من دور المجموعات. بدايتنا في هذه الدورة كانت في ظل غياب خمسة أسماء. لقد تطورنا كثيرا منذ 12 شهرا وهذا ما جعلنا نحقق المرتبة الثالثة في كأس أمم افريقيا.
الآن، هدفنا الرئيسي هو التأهل لكأس العالم 2026. فيما يتعلق بمستقبلي، لا توجد أي اتصالات مع الاتحادية التونسية لكرة القدم وعقدي مع اتحادية جنوب افريقيا يمتد إلى غاية 2026، ورحيلي سيكون بقرار من الهيئة الفدرالية. فيما يتعلق بدورة فيفا سيريز-2024، لقد كان امتحانا جيدا بالنسبة لنا وبمثابة فرصة لخوض مواجهتين من المستوى العالي.’’
