المديرية العامّة للأمن الوطني في ندوة إعلامية حول العنف في الملاعب

التصدي للمنحرفين والإلتزام بحماية الأشخاص والممتلكات

محمد فوزي بقاص

نشّط صبيحة أمس إطارات مديرية الأمن الوطني ندوة صحفية حول العنف في الملاعب، حيث تمّ الإشارة إلى الإمكانيات الكبيرة التي تسخّرها المديرية من أجل تأمين المباريات الكروية وحماية الأشخاص والممتلكات والحفاظ على النظام العام، ونبذ كل أشكال العنف داخل وخارج الملاعب، وذلك بالمدرسة العليا للأمن الوطني علي تونسي بالعاصمة بحضور شخصيات رياضية يتقدّمها لاعب فريق جبهة التحرير الوطني عبد الحميد زوبا وأخرى إعلامية على غرار بن يوسف وعدية، ومن المجتمع المدني ممثلة برئيس جمعية أولاد الحومة عبد الرحمن برقي.
مدير الأمن العمومي عيسى نايلي استهلّ المداخلة بالحديث عن جهود المديرية العامة للأمن الوطني في نبذ كل أشكال العنف في ملاعب كرة القدم الجزائرية، وتحدّث عن العمل الجبّار الذي تقوم به مصالح الأمن لحماية الأشخاص والممتلكات، قبل، أثناء وبعد مباريات كرة القدم طيلة الموسم الكروي، وقال بهذا الصدد: «لم تدّخر المديرية العامة للأمن الوطني يوما جهدا في نبذ كل أشكال العنف، نحن الآن على مقربة من تنشيط نهائي كأس الجمهورية بين شبيبة القبائل وإتحاد بلعباس في الفاتح ماي الداخل، ونظّمنا هذا الموعد لكي نؤكّد لكم استعدادنا لهذا العرس الكبير، وكي نقوم بتوعية وتحسيس كل المعنيّين بنهائي كأس الجمهورية، وكل رؤساء الفرق والمشجّعين في المقابلات المنتظرة نهاية الموسم الكروي الجاري»، وتابع فكرته: «نحن على مقربة من الاحتفال بالطّبعة السّادسة لجائزة الروح الرياضية، التي تهدف إلى ترسيخ شعار اللعب النظيف وسر التنافس الشريف، وكذا إمتاع واستمتاع الجمهور، كما أنّ السيد اللواء تعوّد على تكريم الفريقين اللّذين يبلغان نهائي كأس الجمهورية وبعده المتوّج، وبلوغ النهائي بحد ذاته تتويج، نهائي الكأس هو عرس ونحن نخلق الأجواء الآمنة، والوحدات الإقليمية تعمل على تأمين الملعب والسهر على راحة المناصرين في كل صغيرة وكبيرة لتفادي تعكير الأجواء، ونعتمد في ذلك على خبرات دولية لتوفير الأمن».
  نايلي وجّه رسالة قويّة حين قال: «ستبقى مؤسّستنا الأمنية تساهم في الأمن والتوجيه، وستواصل التصدي للمنحرفين والالتزام بالمرافقة والعمل على حماية الأشخاص والممتلكات العمومية والشخصية، والحفاظ على النظام العام».
وعن تكوين أعوان الملاعب قال نايلي: «مصالح الأمن بحكم تجربتها الكبيرة في تأمين اللقاءات دعّمت رؤساء الأندية وقامت بتكوين ما يفوق 3500 عون أمن فيما تقتضيه المهام المنوطة لهم داخل مدارس الشرطة، وهذه العملية مستمرّة».
علي فراق: «القيام بتصوّرات استباقية لشل ظواهر العنف قبل حدوثها»
من جانبه، مدير الشرطة القضائية علي فراق أكّد أنّ الشرطة الجزائرية تنتمي إلى عمق المجتمع، وتعمل دائما على توجيه وتوعية الجمهور، من خلال تنظيمها خلال السنوات السابقة لأيام دراسية للأمن داخل الملاعب، وتنظيم ملتقيات جهوية ومحلية حول العنف في الملاعب، وأيام إعلامية حول تسيير مباريات كرة القدم، إضافة إلى الحملات التحسيسية لمواجهة ظاهرة العنف على غرار ما حدث مؤخرا في ملعب الشهيد حملاوي مع أشبال الكشافة الإسلامية.
فراق أكّد أنّ العنف قد يحدث ويدبّر في الفضاء الإلكتروني، وقوات الأمن الوطني تسهر ليل نهار لمراقبة هذا الفضاء، وباتت الآن تعمل على القيام بتصورات استباقية لشل ظواهر العنف قبل حدوثها، موضّحا أنّ مصالح الشرطة تقوم بعمل كبير لقمع ظاهرة العنف في الملاعب، وتسخّر كل الإمكانيات المادية والبشرية وتكنولوجية حديثة لذلك، ودعّم حديثه: «المديرية العامة للأمن الوطني تقوم بالوقاية المستحدثة، ومصلحة الجريمة الالكترونية تسهر على مراقبة كل شيء في الفضاء الأزرق لحماية الأشخاص والممتلكات، لدينا مصلحة فيها أكثر من 40 مختصا وفي كل ولاية لدينا وحدة، وللحد من هذه الظاهرة نحتك أيضا مع الشرطة النموذجية عبر العالم لكسب الخبرات، السنة الماضية عالجنا 2170 قضية في المساحة الافتراضية، وسياسة اللواء الحكيمة جعلته يهتم ويدعّم محاربة الجريمة الالكترونية منذ سنة 2011، كما أنّنا نملك خلايا مختصة في الرياضة»، وتابع حديثه: «وآخر الدراسات لمعهد غالوب نصبت الجزائر الأولى إفريقيا والسابعة في العالم من حيث التأمين ومكافحة الجريمة الإلكترونية».
مدير الشرطة القضائية كشف أنّ كل الفرق الرياضية باتت تملك مديرا للأمن، وتتنقّل قوات الأمن مع الأنصار الذين يتنقّلون خارج الديار لمناصرة فرقهم، وهو نفس الأمر الذي حدث مع تنقّل أنصار المنتخب الوطني الجزائري إلى كأس العالم 2014 بالبرازيل مع  3500 مناصر الذين تنقّلوا من أرض الوطن لتشجيع الخضر، وسهروا على تأمين الأنصار وحمايتهم، ما دفع السّلطات البرازيلية لبعث رسالة تهنئة وشكر وعرفان للعمل الكبير الذي قامت به مصالح الأمن الوطني، وتحدّث كذلك قائلا: «بفضل حنكة السيد اللّواء الجزائر كانت أول بلد إفريقي يقوم بحملة تورن باك كريم الدولية للتصدي للجريمة والعنف، اتصل بالأنتربول وقام بالحملة مع نجوم المنتخب الوطني الجزائري قبل التنقل إلى مونديال البرازيل لأنّهم مؤثّرون على الملايين من الشباب، وبعدها اتبعت عدة بلدان في العالم هذه المبادرة»، وأضاف: «وإذا نتحدّث عن إنجازات الشرطة وعن الإنجازات الكبرى التي حقّقناها مع المجتمع المدني مع أعرق الجمعيات وهي أولاد الحومة التي تقوم بعمل كبير من أجل نبذ العنف، ونقوم بكل شيء حتى يكون المجتمع المدني مؤطّرا، وعندما نتحدّث عن التأطير خلال المباريات الهامة أحيانا نؤمّن 40 كلم من محيط الملعب، ومن يقوم بذلك هم شباب الأمن الوطني ويؤطّرون شبابا آخرين يتنقّلون للملاعب لتشجيع أنديتهم، وعندما يكون التأطير الجيد فإنّ شبابنا يحقّقون المعجزات».
براشدي: سلوكات أنصار فرق العاصمة تحسّنت هذا الموسم
 من جهة أخرى، أعطى مدير أمن ولاية الجزائر العاصمة نور الدين براشدي الإحصائيات والأرقام عن كل المباريات الرياضية التي تقام بالعاصمة، وأكّد بهذا الخصوص: «معدل 38 بالمائة من مواجهات الموسم الكروي تجرى بالعاصمة عبر 4 ملاعب و6 فرق في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم وفريق وحيد في الرابطة المحترفة الثانية، أمنا هذا الموسم لحد الآن 27 مباراة ذات طابع محلي و7 مقابلات في المنافسات الإفريقية»، براشدي أكّد أنّ أرقام محاربة العنف في تحسّن مستمر مقارنة بالسنوات الماضية، حيث أوضح بهذا الشأن: «أحصينا في إطار محاربة العنف عبر العاصمة 830 شخص، منهم 737 تلقّوا استدعاءات مباشرة وقدّموا للعدالة ومنهم 93 شخصا رهن الحبس، بتهم استهلاك المخدرات والأقراص المهلوسة وحجز 300 وحدة منها، بالإضافة إلى حمل مختلف الأسلحة البيضاء من مختلف الأحجام بـ 250 وحدة».
مدير أمن ولاية الجزائر العاصمة تفاءل بالأرقام وكشف: «سلوكات أنصار الفرق السبعة تحسّنت كثيرا، ولم نسجّل هذا الموسم أي شيء يثير الانتباه لا في المباريات المحلية ولا في المباريات الهامة، علما أنّنا سيّرنا لحد الآن مباريات بحضور جماهيري طيلة الموسم تعدّى 800 ألف مناصر في العاصمة، بتوفير أعوان بكثافة لتأمين هذه اللقاءات. وبالمناسبة أشكر جزيل الشّكر شركاء المديرية العامة للأمن الوطني، والشّكر الخاص لكل مناصري الفرق الذين ساعدونا هم كذلك لتحقيق هذه الأرقام».
وبخصوص التّحضيرات لنهائي كأس الجمهورية، أوضح مدير أمن ولاية الجزائر العاصمة بأنّه وعلى غرار  السنوات الماضية وضعت المديرية العامة للأمن الوطني إمكانيات مادية وبشرية، وخطّة أمنية محكمة قبل، أثناء وبعد العرس لتأمين اللّقاء والأشخاص والممتلكات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19574

العدد 19574

الخميس 19 سبتمبر 2024
العدد 19573

العدد 19573

الأربعاء 18 سبتمبر 2024
العدد 19572

العدد 19572

الثلاثاء 17 سبتمبر 2024
العدد 19571

العدد 19571

الأحد 15 سبتمبر 2024