اليـوم بداية مــن 16:00: فرنسا ـ كرواتيـا

نهائي مفتوح.. وإثارة مرتقبة من أجل انتزاع التاج العالمي

محمد فوزي بقاص

يكون عشاق الساحرة المستديرة على موعد عشية اليوم بداية من الساعة الرابعة مساء بالتوقيت الجزائري مع نهائي كأس العالم 2018 بروسيا الذي سينشطه الديوك الفرنسية ضد الحصان الأسود للمونديال المنتخب الكرواتي في اللقاء الذي سيحتضنه ملعب المركب الأولمبي «لوزنيكي»، مقابلة ستحبس الأنفاس وستجلب إليها اهتمام الملايير من سكان المعمورة.
المنتخب الفرنسي الذي انتقد كثيرا قبل انطلاق المونديال بسبب تراجع النتائج التي لم تكن مفرحة لكتيبة المدرب الفرنسي «ديدي ديشان» خلال المباريات الودية، سار في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا بذكاء كبير وتمكن من حسم تأهلاته خلال التسعين دقيقة مؤكدا علو كعبه، تألق جاء كذلك بفضل التضامن الكبير بين المجموعة الذي يظهر داخل وخارج الميدان الأمر الذي قاد الديوك إلى الدور النهائي، رغم أنه واجه منتخبات قوية وأبعدها من سباق المنافسة بداية بمنتخب التانغو الذي قابله خلال الدور ثمن النهائي ومنتخب بلجيكا المرشح الأول لنيل التاج العالمي.
رفقاء القائد حامي عرين المنتخب الفرنسي «هيغو لوريس»، سيخوضون نهائيهم الثالث في تاريخ مشاركاتهم في كأس العالم بكل قوة بغية حصد الكأس الثانية لفرنسا بعد تلك التي فازوا بها سنة 1998 ضد المنتخب البرازيلي في البطولة التي نظموها وقتها، حيث جهز الطاقم الفني لـ»الزرق» أسلحته لمواجهة منتخب كرواتيا القوي ذهنيا، وسيدخل اللقاء النهائي بنفس التعداد الذي تعود الجمهور الرياضي على مشاهدته منذ انطلاق المونديال، بإقحام كل من «لوريس» في حراسة المرمى ومحور الدفاع المشكل من الثنائي (أومتيتي وفاران) بالإضافة إلى الظهيرين (بافار وهيرنونديز) على الرواقين الأيمن والأيسر على التوالي، في حين أن وسط الميدان سيشغله الثنائي الذي قطع الأخضر واليابس على كل المنافسين ويتعلق الأمر بـ (كانتي وبوغبا) في حين سيكون الذكي «ماتويدي» في تنشيط اللعب، والثلاثي المنسجم (غريزمان، مبابي، جيرود) لهز شباك حارس إمارة موناكو الذي يعرف كرة القدم الفرنسية جيدا المخضرم «دانييل سوباسيتش».
من جهة أخرى أكدت إحصائيات موقع «بليتشر ريبورت» الأمريكي، أن المنتخب الفرنسي لم يتذوق طعم الهزيمة بتواجد ثنائي الوسط (كانتي وبوغبا) خلال 18 مباراة كاملة، التي تمكن فيها الديكة من الفوز بـ14 لقاء وتعادلوا في 4، ما يؤكد أن خط وسط فرنسا مهم ويعد همزة وصل حقيقة بين الخطين الخلفي والأمامي.
ومن خلال التصريحات التي أطلقها «بوغبا» في الندوة التي تسبق المواجهة، هو الذي يعول عليه الفرنسيين كثيرا من أجل مساهمته في قيادة منتخب بلادهم لجلب النجمة الثانية، كشف بأنه لا يريد أن يعيش خيبة الهزيمة في مباراة نهائية مجددا، بعدما فوت على نفسه التتويج بكأس رابطة الأبطال الأوروبية في طبعة 2015 رفقة ناديه السابق يوفنتوس، وكأس أمم أوروبا رفقة المنتخب الفرنسي خلال طبعة 2016، موضحا بأنه وزملائه في المنتخب نضجوا كثيرا خلال السنتين الفارطتين وتحديدا بعد الهزيمة في نهائي كأس أمم أوروبا 2016 ضد منتخب البرتغال.
في الجهة المقابلة، يعيش رفقاء القناص «ماريو ماندزوكيتش» حلما ببلوغهم الدور النهائي لأول مرة في تاريخ مشاركات المنتخب الكرواتي خلال نهائيات كأس العالم، ولم يتمكن حتى سابقوهم من منتخب يوغوسلافيا القوي الذي كان ينتمي إليه الكروات لبلوغ هذا الدور، ما يعد إنجازا لجيل القائد الأنيق «لوكا مودريتش» الذي ساهم بقوة بصفته النجم الأول للمنتخب في قيادة أصحاب القميص المنقط إلى النهائي وكتابة اسم كرواتيا في السجل الذهبي لكأس العالم وكرة القدم العالمية، وكي يصبح الحلم حقيقة يتوجب على رفقاء مايسترو وسط الميدان لاعب النادي الملكي، الفوز بهذا اللقاء والتتويج باللقب الأول في تاريخ «الفاتريني»، رغم معاناتهم من مشكل نقص الاسترجاع أمام المنتخب الفرنسي الذي استفاد من يوم راحة إضافي مقارنة بالديوك، بالإضافة إلى معاناتهم من مشكل التعب البدني بسبب لعبهم مباراة زائدة مقارنة بكل المنافسين في المونديال هم الذين خاضوا ثلاث لقاءات متتالية بمدة 120 دقيقة، لكن ذلك لن يكون عائقا أمام صخرة الدفاع «فيدا» وزملائه الذين دائما يجدون الإمكانيات البدنية والعقلية في أحلك الظروف، وهو ما قادهم للدور النهائي ما يؤكد روح المجموعة العالي جدا عند اللاعبين، وهو ما أكده القائد «مودريتش» خلال الندوة الصحفية التي تسبق اللقاء حين قال «لدينا مجموعة قوية ومتلاحمة فيما بينها، وسر تألقنا راجع للمدرب «زلاتكو داليتش» الذي يعد شخصا مهما بالنسبة لنا قبل أن يكون مدربنا، هو يعمل لمصلحة الفريق يريدنا أن نلعب جيدا وأن نحقق نتائج جيدة»، وتابع حديثه «داليتش جاء في وقت عصيب وأعطانا الثقة اللازمة حين قال لنا بأننا مازلنا قادرين على العطاء على الرغم من الأزمة التي كنا فيها وبلغنا النهائي كما تشاهدون اليوم بفضل تعليماته القيمة».
من جهة أخرى، لم ينسى أنصار المنتخب الكرواتي بعد مرور 20 عاما عن لقاء نصف نهائي كأس العالم الذي جمعه بالديوك الفرنسية، صخرة الدفاع «ليليون تورام» الذي قاد المنتخب الفرنسي إلى الفوز على منتخب بلادهم وبتر حلمهم يومها بالتتويج باللقب، وتوعدوا أشبال المدرب «ديدي ديشان» بالهزيمة أمام رفقاء المحارب «بيريسيتش» ورفاقه في نهائي اليوم.

صــــراع حول لقب أفضل لاعب في مونديــــال روسيـــــا

النهائي الذي سيخوضه المنتخبان الفرنسي والكرواتي سيكون نهائيا داخل نهائي سيجمع الظاهرة الكروية صاحب الـ 19 ربيعا «كيليان مبابي» وقائد المنتخب الكرواتي «لوكا مودريتش»، نهائي سيكون عنوانه الفرعي لقب أفضل لاعب في نهائيات مونديال 2018 بروسيا والذي سيقود صاحبه للتموقع جيدا في صراع التتويج على لقب المتوج بالكرة الذهبية العالمية لسنة 2018 التي قد لا تكون هذا الموسم من نصيب الثنائي (رونالدو وميسي) اللذان تربعا عليه لعشرية كاملة.
«مبابي» الذي يعود له الفضل في قيادة المنتخب الفرنسي للنهائي، بعدما فجر طاقاته ضد المنتخب الأرجنتيني بتسجيله ثنائية وجلبه لركلة الجزاء التي ترجمها زميله «غريزمان» إلى هدف، في اللقاء الذي فاز به الفرنسيون بأربعة أهداف لثلاثة، وتألقه خلال مواجهتي ربع ونصف النهائي ضد المنتخب اليوروغوياني والبلجيكي على التوالي، سينافس «مودريتش» و»هازارد» على لقب أفضل لاعب في المونديال، والذي يمكنه التتويج بها خصوصا في حالة تتويج الديوك بلقبهم العالمي الثاني، وبذلك سيسير صاحب الـ 19 ربيعا على خطى النجم الأسمر البرازيلي «بيليه» الذي توج بأول كأس عالمية لبلاده وعمره لم يتجاوز الـ 17 سنة، لكن مأموريته في ذلك لن تكون سهلة أمام قائد الكروات ولاعب ريال مدريد المخضرم «مودريتش» الذي يعود له الفضل في فوز منتخب بلاده بكل اللقاءات التي خاضها خلال مونديال الدب الروسي، هو الذي لعب كل المباريات أساسيا وكان قائدا حقيقيا فوق الميدان، كما أنه حطم رقما قياسيا جديدا خلال هذا المونديال بتقديمه 100 تمريرة صحيحة لزملائه خلال مباراة في تاريخ كل الطبعات لكأس العالم، وهو مرشح فوق العادة للتتويج بلقب أفضل لاعب في الدورة حتى وإذا خانه الحظ في التتويج باللقب، بما أن «مبابي» سيتوج بلقب أفضل لاعب شاب في مونديال روسيا.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024