مُجهودات كبيرة لمُواجهة ظاهرة التبذير

توعية المُجتمع بالحفاظ على الماء الشروب والتحسيس بترشيد استهلاكه بباتنة

باتنة: حمزة لموشي

كلما اقترب شهر رمضان الكريم، تعود إلى الواجهة ظاهرة اجتماعية سلبية بولاية باتنة تتمثل في التبذير الكبير لمُختلف المواد الاستهلاكية والحيوية، أبرزها تبذير المُواطنين للماء الشروب، الذي يكثر استعماله في هذه المناسبة الدينية والاجتماعية العظيمة، من خلال الاستعمال غير العقلاني له، في ظلّ شحّ الموارد المُخصّصة لذلك بسبب غياب تساقط الأمطار هذه السنة.

دفعت هذه الوضعية وتفاقم الظاهرة الاجتماعية بولاية باتنة، بمصالح وحدة الجزائرية للمياه بولاية باتنة، في تحسيس المواطنين بضرورة ترشيد استهلاك المياه الشروب، بالتزامن مع تراجع منسوب سدّ كُدية لمدور بتيمقاد بسبب نُدرة التساقط دُون الحديث عن ظاهرة التبذير التي عرقلت من جهود تحسين التموين، وتحتاج إلى التوعية والتحسيس بخُطورتها من طرف الجميع خاصة أئمة المساجد رغم الجُهود التي تبذُلها الوحدة حسب ما أكده المُدير محمد بوشعور.
هذه الظاهرة الإجتماعية أصبحت مقلقة، ونحن على مقربة من شهر رمضان الكريم، حيث حرص الدكتور محمد بن مالك على دعوة الجميع للمشاركة في مواجهة هذه الظاهرة الخطرة التي تتسبّب في ضياع كميات كبيرة من المياه الشروب، مشيرا إلى الجهود الجبارة المبذولة لإصلاح القناة الرابطة بين سد بني هارون وكدية لمدور على مسافة 18 كلم لضمان تموين سكان الولاية باتنة بهذه المادة الحيوية.
من جهته جدّد مدير الوحدة في تصريح لجريدة «الشعب»، دعوته لكل الفاعلين في الولاية للانخراط في إنجاح هذه الحملة التحسيسية للترشيد والاستعمال العقلاني للمياه وإرساء ثقافة اقتصاد الماء وترشيد استعماله لدى المواطنين، في إطار الحملة الوطنية التحسيسية والتوعوية للترشيد والاستعمال العقلاني للمياه لسنة 2023، تحت شعار «كلنا شركاء في ترشيد استهلاك الماء» وكذا تحضيرا للشهر الفضيل وهي الحملة التي تدوم لغاية نهاية السنة الجارية، وتندرج حسب ما أفاد به المتحدّث في إطار سياسة المؤسسة الهادفة إلى التحسيس والتوعية من أجل المحافظة على هذا المورد الحيوي والنادر، إضافة لمُحاربة كل أشكال تبذيره لضمان تحسين الخدمة العمومية.
وكانت الوحدة - حسب بوشعور - قد سطّرت برنامجا تحسيسيا وتوعويا تضمن توزيع المطويات والقصاصات عبر عدة بلديات التي تسيرها الوحدة تحمل رسائل توعوية، تهدف للحفاظ على الثروة المائية والتحسيس في المُقابل بخطر الأمراض المتنقلة عن طريق المياه، بسبب الربط العشوائي وغير القانوني للقنوات، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الوحدة في مجال الحد من هذه التوصيلات العشوائية من خلال التواجد الميداني لأعوان الجزائرية للمياه بولاية باتنة، والخرجات التي يقوم بها المدير شخصيا منذ تعينه على رأس الوحدة قبل 8 أشهر.
وفي هذا الصدد، أوضح بوشعور أنّه بالمُوازاة تمّ إطلاق حملات للقضاء على ظاهرة الربط العشوائي وإصلاح التسربات هما الظاهرتين التي يتسببا في إهدار كميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب خاصة ببعض المدن الكبرى بباتنة لهذا تكتسي الحملة أهمية بالغة خاصة في ظلّ ندرة التساقط التي تشهدها الولاية، من أجل توعية المواطنين بضرورة ترشيد استهلاك الماء، لهذا حرصت الوحدة على الترويج للحملة عبر مُختلف وسائل الإعلام المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي من أجل إيصال وتبليغ الرسالة إلى كل مواطن.
ولمرافقة مجهودات الوحدة أشار المدير إلى أهمية إشراك الأئمة في توعية مُختلف أطياف المجتمع بولاية باتنة حول اقتصاد المياه مُبرزا دورهم الأساسي في إرساء هذه الثقافة وترشيد استعمال هذا المورد الحيوي النادر الذي يتأثر بالاستعمال غير العقلاني له من طرف المواطنين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19479

العدد 19479

السبت 25 ماي 2024
العدد 19478

العدد 19478

الجمعة 24 ماي 2024
العدد 19477

العدد 19477

الأربعاء 22 ماي 2024
العدد 19476

العدد 19476

الأربعاء 22 ماي 2024