طفولة وأمومة

هيئي صغيرك لشهــر البركـــات

شعورنا المختلف والمميز بشهر رمضان الكريم، لم يحدث فجأة، بل هو نتاج مشاعر وأجواء مختلفة عشناها في شهر رمضان، منذ أنا كنا صغاراً. وأكثر ما نشعر به خلال رمضان، اكتسبناه في مرحلة طفولتنا. لذلك من الضروري جداً تأهيل الطفل نفسياً لاستقبال شهر رمضان. وجعل ذلك الشهر مميز ومختلف بالنسبة له مثلما نشعر نحن بشهر رمضان الفضيل.

الأطفال لا يعرفون عن رمضان إلا الزينة، عليك البدء بالتحدث مع طفلك وتعريفه بالصيام، ولماذا نصوم، وتعريفه بفضل الشهر، والجزاء الحسن الذي يمن به الله علينا عند الصيام. وذلك من خلال ذكر آيات القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة عن شهر رمضان.
بعد ذلك أخبري الطفل عن كيفية الصيام، وكيف نمتنع عن الأطعمة والمشروبات لعدد محدد من الساعات. وطمئنيه إلى أنه سيكون هناك تدريب له قبل البدء بالصيام. ولن يكون هناك شعور بالجوع حيث سيتناول وجبة السحور، وأنه يمكنه إخبارك ببساطة إذا شعر بالجوع أو العطش الشديد، أو لم يكن قادراً لأي سبب على إكمال الصيام.
يمكنك القيام بذلك أيضاً عن طريق، ذكر قصص جميلة عن شهر رمضان وعن الصيام، وعن العبادات المحببة في شهر رمضان. وعن بركة الشهر وفضله، وعن جزاء المؤمنين عن الصوم. يساعد ذلك على تأهيل الطفل نفسياً لرمضان. أذكري له أيضاً كيف كان شعورك برمضان عندما كنت في مثل سنه، أخبريه عن إخوته الأكبر منه، وكيف نجحوا في الصيام عندما كانوا في مثل سنه.
كل هذه الأمور ستساعد على تأهيل الطفل نفسياً، وتجعله مستعدًا لاستقبال شهر رمضان المبارك. وبشكل خاص إذا شارك بها كل أفراد الأسرة، سيدعم ذلك الطفل نفسيا، وسيكون لديه الكثير من الحماس لصيام أول رمضان له.
قبل أي شيء عليك التركيز على أن، ما تغرسينه في طفلك وهو صغير، سيدوم معه للأبد. لذا فإن أفضل وقت لتحبيب أولادك في العبادة، تكون أثناء فترة طفولتهم، لذلك عليك البدء بتعليم طفلك العبادات، ويعتبر شهر رمضان أفضل وقت لتعليم طفلك العبادات.
وقد يكون في الصوم بعض من مشقة بالنسبة للطفل، وبشكل خاصة إذا كانت هذه أول مرة يصوم فيها، لذا علينا التأكد من أن صحته جيدة وتسمح له بالصيام، وأنت نتابع ذلك جيداً طوال فترة صيامه، وحتى انتهاء شهر رمضان. إليك بعد الأمور الواجب فعلها لتحضير الطفل صحياً لرمضان:
القيام بتدريب طفلك على الصيام، قبل فترة مناسبة من بداية شهر رمضان. ويكون ذلك بالطبع بعد تناوله وجبة الإفطار، ثم الصيام لعدة ساعات، وزيادة هذه الساعات بالتدريج، حتى يتعود جسده على الصيام.
كذلك يجب المباعدة بين الوجبات قبل بداية شهر رمضان، بحوالي أسبوعين، زودي الساعات بين وجبات طفلك، بشكل تدريجي. على أن يشاركه جميع أفراد المنزل في القيام بذلك.
القيام بعمل فحص طبي لطفلك، للتأكد من خلو جسمه من الديدان. فالصيام أثناء إصابته بذلك قد يسبب له فقر الدم.
عودي طفلك عند اقتراب شهر رمضان، علي أخذ قيلولة منتصف اليوم. سيساعد ذلك جسمه على تحمل الصيام.
علمي طفلك كيف يساعد الصيام جسمه، على التخلص من السموم الزائدة والدهون.
اتباع هذه الأمور ستساعد على تحضير طفلك صحياً لرمضان، وستساعد أيضا على مرور فترة صيام الطفل بأمان.
إلى جانب هذه الأمور لتهيئة الطفل شهر رمضان، عليك إظهار فرحتك لطفلك ولأسرتك بقدوم الشهر، وأن تقومي بالأمور التي تجعل الأسرة تعيش في أجواء هادئة مختلفة، مميزة عن بقية الشهور، واعلمي أن التزامك بالصوم والعبادات أمام طفلك، سيغرس فيه هذه العادات وتستمر مع لبقية حياته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19479

العدد 19479

السبت 25 ماي 2024
العدد 19478

العدد 19478

الجمعة 24 ماي 2024
العدد 19477

العدد 19477

الأربعاء 22 ماي 2024
العدد 19476

العدد 19476

الأربعاء 22 ماي 2024