يعد مقهى “مالاكوف” أحد المقاهي الشهيرة في الجزائر، ويتميز بتاريخه الطويل الذي يرجع إلى العصر الاستعماري الفرنسي، يزدحم بزوّاره من كل مناطق الجزائر واستقطابه للعديد من السياح القادمين من مختلف أنحاء الوطن، حيث تحوّل إلى بورصة لأيقونات الأغنية الشعبية، كما يتميّز بأجوائه الراقية والمريحة وتصميمه التقليدي الجميل، ويقع المقهى في وسط مدينة الجزائر العاصمة، والذي يعود كذلك للقرن التاسع عشر.
يتميز مقهى “مالاكوف” بجودة الخدمة وتقديمه لأنواع مختلفة من المشروبات والمأكولات الخفيفة، بالإضافة إلى أنه يعتبر وجهة مثالية لعشاق الموسيقى، حيث يتم تقديم العديد من الحفلات الموسيقية الحية والأغاني الشعبية الجزائرية.
وتعد الأغنية الشعبية الجزائرية هي أحد الفنون الشعبية الرائعة في الجزائر، وتعتبر من أبرز المظاهر الثقافية في البلاد. وتتميز الأغنية الشعبية بأنها تنقل روح الشعب الجزائري، تعبر عن معاناتهوأفراحهوهمومهوآماله.
وبالإضافة إلى ذلك، تتميز الأغاني الشعبية الجزائرية بأنها تحمل صوت الشعب وأحاسيسه ومشاعره، وهي تعبّر عن هوية وثقافة الشعب الجزائري، وتساعد على الحفاظ عليها ونشرها.
كان من بين هؤلاء المغنيين الشعبيين أمثال الشاب بوعلام، الشاب حسني، الشيخ الحمداوي، الشيخ عبد الرحمن الخلعي، وشعبان عبد الرحيم، ومحمد الغنيمي، وغيرهم.
وكانت هذه الجلسات الموسيقية تشهد حضورًا كبيرًا من قبل الجماهير الشعبية، ومن بينهم العنقى الذي كان يستمتع بالموسيقى ويشارك في الأداء الغنائي، حيث اشترى المقهى من مالكه الأصلي الحاج مريزق في أربعينيات القرن الماضي ممّا جعله ملاذا لإقامة الأعراس والحفلات بشكل يومي، وملجأ للكتاب والشعراء ومكانا لالتقاء المجاهدين، وهذا ما جعل تلك الفترة بمثابة العصر الذهبي لرواجه آنذاك، وكان لمقهى مالاكوف دور كبير في تعزيز الموسيقى الشعبية في الجزائر وإسماعها للناس، وكذلك في توثيق التاريخ الموسيقي للجزائر.
