إدراك أهميته يزيد من استمتاعنا بها

تفاصيل جميلة يصنعها الشغف

لن تلمس أثرا للكتاب الذي تقرأه أو البرنامج الذي تتابعه أو الحلم الذي تسعى إليه، إن كنت تفعل ما تفعله من باب الواجب تنجزه لأنك مضطر ولأنك تريد أن تنتهي منه، لكن متى دخلت هذه التفاصيل في خانة الحب اختلفت المعادلة وأصبح الشغف هو المشرع لممارستها، فبين الحب والواجب تضيع الكثير من التفاصيل والرغبة فكل ما يقدم بحب يكن مختلفا وحقيقيا.
زينة 25 عاما تجد متعة كبيرة في كل ما تفعله تقول لا معنى للأشياء إذا لم يكن الحب جزءا منها، ولكي نعيش السعادة علينا أن نخلق تفاصيلها بأنفسنا. لافتة إلى أنها تحب كثيرا أن تظل شغوفة حتى بأبسط التفاصيل أن تفعل ما تفعله لأنها تحبه ولأنها تستمتع به، لذلك تجد نفسها اليوم مختلفة لكونها لا تعرف التذمر مطلقا بل هي على العكس تفرح برعايتها لنبتتها الصغيرة ومتابعتها لمسلسلها المفضل وحتى عملها الروتيني تجد فيه متعة جديدة كل يوم، فنحن بدون الشغف لن ننجح ولن نلمس أثرا لكل ما نفعله.
أما هشام والذي يعمل معلما في إحدى المدارس، فيرى أن سر نجاحه هو محبته لعمله يقول: علاقته المميزة بتلاميذه تجعله حريصا طوال الوقت على تقديم الأفضل، لذا يهتم بتطوير أسلوبه حتى يظل قريبا منهم وأهلا لثقتهم. مبينا أن الواجب لا يلغي الحب وهذا ما يسعى هو لتأكيده، فالعمل متى كان قائما فقط على الواجب كان متعبا وشاقا وقاتلا للأحلام والطموح.
ويبين المختصون أن الفرق بين ما نحب وما هو واجب يكمن في الدافع والمشاعر وراء كل منهما، الحب يأتي من القلب ويشمل الشغف والارتباط العاطفي، بينما الواجب يعتمد على المسؤولية والالتزام والتزاماتنا الاجتماعية أو الشخصية، نتيجة ما نفعله بحب قد تكون إيجابية إذا كانت تأتي من القلب وتلبي تطلعاتنا الشخصية والعاطفية، أما إذا كانت بسبب الواجب فقد تكون النتيجة إيجابية أو سلبية اعتمادا على الظروف ودرجة التزامنا بها.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي القيام بالأشياء بحب إلى تعزيز العلاقات الاجتماعية والعاطفية، وتعزيز الثقة بالنفس والتواصل الفعّال مع الآخرين، علاوة على ذلك، قد يؤدي الحب والشغف إلى الإبداع والابتكار، ما يفتح الباب أمام فرص جديدة وتجارب مثيرة. ومع ذلك، قد تكون النتيجة أحيانا تحديات وصعوبات، خاصة إذا كانت الطموحات كبيرة والمخاطر مرتفعة.
ويمكن للحب والشغف أن يمنحنا القوة والإصرار على تجاوز هذه التحديات وتحقيق أهدافنا المرجوة. في النهاية، القيام بالأشياء بحب يمكن أن يجلب لنا السعادة والإشباع العميق في حياتنا.
من جهة أخرى، يمكن أن يضيف الحب والشغف حياة إلى الأفعال التي نقوم بها، عندما نكون في حالة حب، نجد أنفسنا نستمتع بالأشياء بشكل أكبر، ونضيف لمسات خاصة ومشاعر إيجابية إلى كل شيء نفعله. فيمكن أن يعطينا دافعا إضافيا للتمتع بالحياة والاستمتاع بكل لحظة بشكل أكبر عندما نكون محاطين بالحب، نجد أنفسنا نشعر بالسعادة والرضا، وهذا ينعكس على كل جانب من جوانب حياتنا، والحب يمكن أن يجعل الأشياء اليومية تبدو أكثر إشراقا ومليئة بالمعنى.
ويمكنه أيضا أن يلهمنا لفعل الأشياء بشكل أكثر إثارة وتحفيزا، حيث يمكن أن يكون للشريك المحبوب دور كبير في تشجيعنا ودعمنا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يزيد من التواصل والتفاعل الإيجابي بين الأشخاص، ويعتبر الحب عاملا مهما في إضافة الحيوية والإيجابية إلى حياتنا وأفعالنا.

شـغـف دافِـــع

حب العمل محرك أساسي لكل شخص يريد أن ينجح، وهذا الحب يُسمى الشغف، وهو الدافع الذي يجعلنا نستمتع بكل ما نعمل ونمارس في حياتنا، وهو ما يجعلنا لا نكّل أو نمّل ولا نيأس مهما واجهتنا من صعوبات أو عقبات حتى نصل لأهدافنا وأحلامنا. حب الأشياء أو الأعمال التي نمارسها يجعلنا نتقنها ويدفعنا دائما لتنميتها وتطويرها.
هو أحد الأسباب التي تجعل الشخص يسعى للاستمرار في تعلم العمل على أفضل وجه للوصول إلى القمة والشعور بالفرح بالنجاح، على عكس الأشخاص غير الشغوفين أو غير المحبين لأعمالهم والذين يشعرون باليأس والملل والاستسلام وعدم السعي إلى تحقيق الإنجازات.
كذلك يؤدي إلى زيادة التركيز في إنجاز المهام الموكلة لنا، لأننا ببساطة نستمتع بإنجازاتنا وبالتالي لا يوجد ما يشغلنا عنها. كذلك تؤدي إلى زيادة قدرتنا على إخراج أفضل ما بداخلنا في إنجاز المهام على أفضل وجه، والخروج بأفكار إبداعية ترتقي بمستوانا العلمي أو المهني. وتشعرنا بزيادة مستوى الرضا لدينا عما نقوم به من أعمال.
وتزيد رغبتنا للسعي نحو التميز في عملنا لأننا نريد أن تكون النتيجة النهائية لمهامنا أفضل، كذلك تنخفض مستويات التوتر لدينا سواء في بيئة العمل، أو خارجها أو في الحياة ككل. وتساعد على عدم استنزاف الطاقة الجسدية والذهنية والنفسية لنا، وهذا يؤثر على حياتنا العملية والاجتماعية إيجابيا. والوصول إلى ما نطمح له من تحقيق النجاح والتقدم.
ولندخل الحب والشغف لأعمالنا يجب أن ننظر إليها من باب السعادة أو المتعة وليس من باب الواجب أو العبء، يجب أن نكون إيجابيين وننظر لأعمالنا نظرة مشرقة نظرة مُحبة وليس نظرة كره أو ملل. يجب أن نجدد نفسيتنا دائما وأن نصفي أذهاننا ونطورها بشكل دائم حتى لا يدخلها العجز أو الكسل، ويجب أن ننظر للأماكن والأشخاص الذين نلتقيهم في أعمالنا بنظرة محبة واحترام وتعاون ودعم ومساندة وليس نظرة كره أو غيرة أو حقد.
وينصح المختصون، عندما نتعب يجب أن نأخذ قسطا من الراحة من خلال إجازة أو سفر أو ممارسة هواية، وتطوير أعمالنا وتجديدها والتدرب المستمر عليها وإدخال كل ما هو جديد يعطينا شيء من الحماس والمتعة والتجدد. كما يجب أن نبتعد عن الضغوط، ويجب أن نكون أكثر تنظيما ونقترب من الزملاء وأن نكافئ أنفسنا على إنجازاتنا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024