الظل يلازم قرى ومشاتي ابن زياد بقسنطينة

سكان الديس وعين الكبيرة يطالبون بحقّهم في التّنمية

قسنطينة: مفيدة طريفي

يعاني سكان العديد من المشاتي والقرى المعزولة ببلدية ابن زياد من جملة نقائص ظلّت تنغص عليهم حياتهم لسنوات عديدة، على ضوء عدم استفادتهم من المشاريع التنموية والغياب التام لمختلف الهياكل والمرافق العمومية والترفيهية التي من شأنها تخفيف وطأة المعاناة التي ما أضيفت لها الوضعية الاجتماعية أصبحت مأساة.
الوضعية أضحت ملمحا يطبع يومياتهم البائسة التي لا تنفك وأن تغرق مع كل يوم يعيشونه وسط الشقاء والبؤس الشديد هذا على غرار سكان كل من منطقة ذراع الديس، القرية، الفروج، عين لكبيرة التي والتي تبعد إجمالا بـ 20 كلم عن مقر بلدية ابن زياد، حيث تغيب بهذه الأخيرة أدنى ضروريات العيش الكريم، والتي أكّد عليها سكان القرى في حديثهم لـ»الشعب».
وعلى ضوء هذه المشاكل، يتكبّد هؤلاء معاناة التنقل إلى وسط البلدية أو حتى نحو مدينة قسنطينة، حيث يضطرون لقطع العشرات من الكيلومترات مشيا على الأقدام بغية الوصول للطريق الوطني، الذي يبقي الأمل الوحيد لهم لإيجاد حافلة أو حتى سيارة «فرود»، فما بالك بسيارة أجرة التي تبقى الغائب الأكبر.
وتعاني هذه المنطقة التي يقطن بها حوالي 200 ألف نسمة إجمالا من نقص المواصلات، إذ لا تتوفر سوى على 3 حافلات من النوع الصغير لا تستطيع نقل العدد الهائل لهذه المناطق، وهو الأمر الذي أثر سلبا على فئة شباب، الذين يقاطعون مقاعد الدراسة مبكرا بسبب نقص المواصلات وبعد المسافة، ما يدفع بهم دخول حلقة البطالة وشبح الفراغ.
ويشهد قطاع التربية والتعليم بهذه المناطق نقصا كبيرا إن لم نقل انعداما في المؤسسات التعليمية، إذ لا تتوفر على الإكماليات والثانويات، حيث يتنقل الطلاب إلى منطقة المالحة أو بلدية ابن زياد لتحصيل العلم.
كما أكّد سكان المناطق المذكورة آنفا، أن المشاريع التنموية التي تخص البنى التحتية تعاني نقصا فادحا، فشبكة الطرقات المؤدية إلى معظم المناطق المجاورة تشهد حالة مزرية وبدائية، فضلا عن غياب مشاريع التهيئة الحضارية، ناهيك عن انعدام الإنارة العمومية الذي يعتبر من أهم مطالب السكان، خاصة مع انعدام الأمن لاسيما وأنها مناطق معزولة، وتقع وسط سلاسل جبلية مخيفة، ما يجعل القرية في ظلام دامس مع أول ساعات المساء.
أما بالنسبة للقطاع الصحي، فمستوى الخدمات الصحية متدني، حيث يوجد بالمنطقة قاعة علاج وحيدة تفتقر لأبسط الأجهزة الضرورية.
ومن خلال زيارتنا لهذه الأخيرة، وجدناها شبه مهجورة بها ممرضة واحدة وطبيبة عامة تداوم في الفترة الصباحية فقط، فسكان المنطقة يضطرون إلى تكبد عناء التنقل إلى بلديات أخرى أو حتى إلى مدينة قسنطينة لإجراء الفحوص والتحاليل البسيطة، الوضعية الصحية التي يعيشها سكان هذه المناطق دفعت بالكثيرين منهم إلى الاستغناء عن متابعة العلاج أو حتى زيارة الطبيب، إذ يلجأ أغلبيتهم إلى الطرق التقليدية في التداوي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024