تتوقع المصالح الفلاحية لمعسكر، إنتاج 105266 قنطار من عنب المائدة، المتوزعة زراعته على مساحة 3263 هكتار، زيادة على إنتاج معتبر من الكروم الموجهة للصناعة التحويلية المتربعة على مساحة 1464 هكتار من الأراضي الفلاحية المنتجة.
على الرغم من صيتها التاريخي، تسجل شعبة الكروم بمعسكر تراجعا في مردودية الإنتاج سنويا، بفعل التغيرات المناخية وقدم المساحات المزروعة، حيث تعمل مصالح قطاع الفلاحة بولاية معسكر، على تشجيع ودعم شعبة الكروم، التي تتمتع محليا بعدة مقومات فلاحية تمكنها من تحقيق تطلعات القطاع الإستراتيجي.
و حسب رئيس الغرفة الفلاحية لمعسكر، محمد زوقارت، فإن مصالحه بالتنسيق مع المصالح الفلاحية تبذل جهودا حثيثة من أجل استرجاع الأمجاد الفلاحية لشعبة الكروم، لاسيما من حيث التركيز على رفع إنتاج عنب المائدة من صنف فالنسيا، والذي تتربع زراعته على مساحة 2900 هكتار من المساحة الإجمالية المخصصة لزراعة الكروم.
كما ترتكز محاولات إنعاش شعبة الكروم على المستوى المحلي حسب محمد زروقات، على تثمين المنتوج المحلي والتوجه نحو الصناعة التحويلية، خاصة في مجال تجفيف العنب لتقليص تكلفة استراده من الخارج، في وقت تمتلك شعبة الكروم عدة مقومات فلاحية لوقف استنزاف موارد الدولة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
في وقت لازمت شهرة إنتاج الكروم - ولاية معسكر الفلاحية - لوقت طويل يمتد إلى حقب تاريخية متقدمة، وتجاوزت سمعتها حدود الوطن، إذ كانت تصدر كميات معتبرة من منتوج العنب وصناعاته التحويلية على غرار أنواع النبيذ لدول حوض البحر المتوسط وأمريكا اللاتينية، حيث ساهمت جودة منتوجات الكروم والخبرة الصناعية المحلية في اكتساب شهرة مميزة لمنتوجات معسكر من النبيذ بأنواعه، الذي يزاحم أنواع المشروبات على الموائد العالمية لأشهر الملوك والزعماء.
وحسب المصالح الفلاحية للولاية، فإن زراعة الكروم، توجهت كلها إلى إنتاج أزيد عن 10 أصناف من عنب المائدة، لاسيما النوع الأحمر الكبير (البارغورا)، حيث لا يوجد إقبال كبير من الفلاحين لزراعة ثلاث أنواع من الكروم (السلطانين، السونتيتيال، سوبليما) التي توجه غالبا للتجفيف، وتتمتع بقيمة اقتصادية وغذائية عالية، في وقت تواجه هذه الأصناف من عنب المائدة خطر الزوال رغم الإرشادات الفلاحية المشجعة التي تقدمها المعاهد والمحطات التجريبية، فضلا عن أشكال الدعم الموفرة للفلاحين على غرار تسهيلات الحصول على رخص آبار السقي الفلاحي لمواجهة الجفاف.
وتراجعت المساحات الزراعية للكروم بمعسكر على مستوى المناطق الجبلية بفعل الظروف المناخية القاسية وشح مياه الأمطار، باعتبارها زراعات تعتمد على المغياثية، وبلغت المساحات المخصصة لانتاج الكروم بتراب ولاية معسكر، حسب أحدث إحصائيات لمديرية المصالح الفلاحية، 3263 هكتار، منها 3025 هكتار منتجة، وبفعل الخصائص الزراعية لشعبة الكروم التي تستدعي التجديد على فترات زمنية معينة، عملت المصالح الفلاحية على اقتلاع 98 هكتارا من مساحات الكروم القديمة، وتجديد الغرسات على نطاق 68 هكتارا أخرى.
وفي قراءة للأرقام والإحصائيات المقدمة من طرف مديرية المصالح الفلاحية لمعسكر، ذات العلاقة بحملات جني الكروم منذ منتصف سنوات الثمانينات، فقد بلغت المساحات المخصصة لزراعة الكروم 18199 هكتار، منها 12799 هكتار مخصصة للكروم الموجهة للتحويل (صناعة النبيذ والخمور) بمردودية إنتاج بلغت 66640 قنطار موسم 1986.
وتراجعت هذه الأرقام بحدة في منتصف سنوات التسعينات إلى 5 آلاف هكتار بمتوسط مردود بلغ 26958 قنطار من عنب النبيذ، و63596 قنطار عنب المائدة، وخلال هذه الفترات كان لمجال تجفيف العنب مكانته في شعبة زراعة الكروم بنسب قليلة، قبل أن يقتصر تجفيف العنب في الآونة الأخيرة على الزراعة المعيشية والعائلية فقط .
وأرجعت الأوساط الفلاحية القريبة من مجال زراعة وإنتاج الكروم، تراجع نشاط إنتاج الخمور بولاية معسكر إلى تخلي الأجيال التي توارثت النشاط الفلاحي عن نشاط التحويل للأحكام الشرعية التي تحرمه، في وقت يقتصر مجال العصر والتحويل حاليا على 3 وحدات لمتعاملين خواص ووحدة إنتاج عمومية، تلاقي جميعها صعوبات في جمع محاصيل الكروم، بداية من تناقصه وتراجع مساحاته إلى اليد العاملة المشتغلة على القطاف بتقنيات تقليدية، فضلا عن قدم واهتراء معدات وحدات الإنتاج.
