بلدية العوينات بتبسة

أحياء تنتظر التهيئة وأخرى تغرق في المياه القذرة

تبسة: عليان سمية

تشهد أغلبية أحياء بلدية العوينات شمال عاصمة الولاية تبسة، انعدام التهيئة وتكريس رداءة الانجاز بعدم إنجاز شبكة صرف مياه الأمطار لتعبث السيول بملايير مشاريع التحسين الحضري، فيما تتهدّد أرواح العائلات على خلفية تصدع وانهيار اجزاء من العمارات بحي 20 أوت 55 والذي يغرق في المياه القذرة بسبب الاهتراء التام لشبكة مياه الصرف الصحي.
 أبدى سكان الأحياء امتعاضهم الكبير بسبب انعدام مشاريع ردّ الاعتبار للطرقات والأرصفة، ما يغرق الأحياء في الأوحال والحفر والمطبات، في صورة وضعية سكان أحياء البياضي يحي 1و2 وحي الزهور والزيتون والرياض2 التساهمي وغيرها، حيث تعيش أكثر من 15 ألف نسمة وضعية كارثية. فبمجرد تساقط زخات من  الأمطار تتحوّل يوميات الأطفال المتمدرسين إلى جحيم قاتل رفقة الأولياء الذين يسارعون إلى احتلال مداخل المؤسسات التربوية ومغادرة العمل خوفا على أبنائهم من الأحواض المائية المتناثرة في كل الشوارع.
 وحسب ما جاء على لسان بعض السكان، فإن هذه الأحياء لم تعرف التهيئة منذ أكثر من 20 سنة في غياب تام لمعاينات المجالس المحلية المتعاقبة بالرغم من لشكاوي المتعدّدة التي لم تجد أذانا صاغية، في مقابل ذلك تشهد تلك الأحياء التي تمّ تهيئتها مؤخرا كحي 20 أوت 55 كارثة حقيقية بسبب انفجار مختلف قنوات الصرف الصحي والتسربات المائية التي تغرق الحي في المياه الصالحة للشرب الملوثة بالمياه القذرة المواقع التي تنبعث منها الروائح الكريهة في كل الاتجاهات وأضحت محيطا ملائما لتكاثر مختلف الحشرات، كما يطرح السكان إشكالية انعدام الإنارة العمومية.
كما تحوّل حي «التوانسة» بالعوينات إلى أكبر فضاء ملوث يسبح في المياه القذرة وأخطار تدهور وضعية بعض العمارات في مقابل بقاء السكان وجها لوجه مع كورونا بالتباعد والكمامة في محيط متعفن وعمارات متدهورة حيث تحولّت الحياة اليومية بحي التوانسة والأحياء المجاورة إلى جحيم يؤرق السكان، وُصف بالكابوس والحصار العام لرفع مستوى تدهور البيئة والمحيط بسبب توسع فضاء تجمع القمامة وتعفّنها وانبعاث الروائح الكريهة في جميع الاتجاهات.
 ويقول أحد السكان في تصريح لـ»الشعب»، «نحن في معاناة يومية ميزتها الوعود المعسولة من طرف السلطات والجهات المعنية، سيما في مناسبات الحملات الانتخابية والتي سرعان ما تمضي»، ليضيف أحد الشباب «لقد فُرض علينا حصار رهيب داخل الشقق وزادت الوضعية سوءا بسبب انفجار قنوات الصرف الصحي والبالوعات والغرف الأرضية لمياه التطهير وتهشم أغطيتها الأسمنتية بسبب الغشّ.
 وهي الوضعية التي أدت لنمو مكثف للأعشاب الضارة وكل أنواع الحشرات والأفاعي والعقارب وتكاثر رهيب للجرذان لتختفي مظاهر المساحات الخضراء وتدهور التهيئة في تعبيد الطريق وتبليط الأرصفة مع انعدام تام للفضاءات الحضرية المخصّصة للأطفال بالرغم من أن دائرة العوينات من أقدم المدن في ولاية تبسة، إلاّ أن عدد من سكانها لا يزالون يعيشون في ظلّ محيط متعفن يتهدّدهم بأخطار أمراض فتاكة في تجمع حضري.
فيما تبقى حالة حي التساهمي الرياض 2 على ماهي عليه منذ أكثر من عقدين من الزمن على خلفية انعدام التام للتهيئة الحضرية رغم انتهاء أشغال مدّ شبكات الغاز وتجديد شبكات الماء، حيث لم يعد هناك ما يستدعي تأجيل عملية التحسين الحضري لحي تقطن به مئات العائلات والذي يُعزل تماما في فصل الشتاء موسم هطول الأمطار، ما جعل أمر تنقلهم شبه مستحيل خاصة ليلا لكثرة الحفر والمطبات.
وفي ردّه على انشغالات المواطنين والتي اعتبرها مشروعة أكد نائب رئيس بلدية العوينات كمال الزين أنه تمّ تخصيص مبلغ مليار سنتيم للانطلاق في الشطر الأول من مشروع تهيئة الطريق الرابط بين حي الزهور والاستعجالات لما لهذا الطريق من أهمية لكل المارة، خاصة المرضى.
وفيما يخص العمارات المتصدّعة بحي 20 أوت 55، فقد تمّ منذ شهر مارس 2022 خروج عدد من اللجان للمعاينة وتقديم تقارير رسمية لديوان الترقية والتسيير العقاري والتي هي المصلحة المخولة قانونا للتكفل بهذا الانشغال، فيما يجب توفر بين 15 إلى 20 مليار سنتيم منها الدراسة لإنهاء معاناة السكان مع المياه القذرة ومشكل الصرف الصحي بذات الحي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19467

العدد 19467

الأحد 12 ماي 2024
العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024
العدد 19465

العدد 19465

الأربعاء 08 ماي 2024
العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024