تيزي وزو

ساكنو البيوت القصديرية بمكيرة يطالبون بترحيلهم

تيزي وزو: نيليا.م

يعيش ساكن البيوت القصديرية بمكيرة بولاية تيزي وزو معاناة حقيقية بسبب الظروف المزرية التي يتخبّطون فيها منذ سنوات، خاصة في فصلي الشتاء والصيف والتي تتأزم أكثر مع تساقط أولى قطرات المطر التي تأخذ مجراها عبر الصفائح القصديرية إلى داخل المنازل التي تأوييهم، مشكلة بركا من المياه داخل الأرضيات وساحات تلك البيوت التي لا تتعدى الأربعة جدران وأسقفها من صفائح القصدير أنشأت منذ أزيد من 20 سنة.

مشاكل عديدة تواجه سكان هذه البيوت القصديرية كانت كفيلة أن تذيقهم مرارة العيش وقساوة الحياة التي تقاسمها وتشاركها عدة أجيال تداولت على تلك المنازل، وعاشت فيها جحيما حقيقيا، جحيم يأخذ شكلا آخر في فصل الصيف، حيث يعاني السكان من ارتفاع درجات الحرارة التي تقابلها انعدام أبسط شروط وضروريات الحياة.
 ولعلّ مأزم من معاناتهم انعدام المياه الشروب وغياب مشروع قنوات الصرف الصحي إلى جانب مشكلة اهتراء وتدهور الطرقات مشكلة ثالوث يرسم يوميات هذه العائلات التي ضاقت ذرعا من هذه الوضعية التي رافقتهم طويلا، حيث صرح السكان أنهم يعيشون الويلات داخل جدران هذه البيوت القصديرية التي لا تصلح أن تكون مأوى للحيوانات، فهي تفتقر لأدنى الشروط، فالمكان أشبه بالقرى النائية التي تحمل معالم الحياة البدائية. طرقات مهترئة ومتدهورة يستحيل المشي عليها خاصة في فصل الشتاء حيث تتحول إلى برك من المياه والأوحال، كما يكسوها الغبار في فصل الصيف وتملأه الحفر، حيث لم تستفد من أي مشروع لإعادة تهيئته وتزفيته للتقليل من معاناة هذه العائلات.
غياب الأمن والخوف من مهاجمة الحيوانات المفترسة والمتشردة دفعت بقاطني هذه البيوت الى إحاطتها بالسياج كونها متواجدة بين الأحراش، وهذا لضمان سلامتهم وأبعاد الخطر عن أنفسهم، ناهيك عن أزمة المياه الخانقة التي تدفع بساكنيها إلى التنقل لمسافات طويلة للبحث عن بدائل من اجل التزود وتوفير المياه، لتكون الينابيع الطبيعية أو اقتناء صهاريج من المياه ضالتهم الوحيدة للقضاء على أزمة العطش العاصفة بهم والتي تتأزم في فصل الصيف. كما تعرف هذه المنازل غياب مشروع لقنوات الصرف الصحي ما دفعهم إلى بناء أحواض بديلة يضطرون إلى تنظيفها بأنفسهم من اجل تفادي الإصابة بأمراض أو انتشار الأوبئة والحشرات الضارة.
 الظروف المزرية التي يعيشوها قاطنو هذه البيوت القصديرية، مشاهد لم نعد نراها إلا نادرا في بعض المناطق، ومكيرة إحدى هذه المناطق التي ما يزال سكانها يتجرعون طعم المعاناة الممزوجة بانعدام الحلول رغم طرقهم لأبواب المسؤولين في أكثر من مناسبة، أملا في أن تنتهي معاناتهم التي رافقتهم لأزيد من 20 سنة.
 وحسب ما صرح بهم السكان، فإنهم قد استفادوا من مشروع سكني منذ أزيد من 10 سنوات وقد انتهت الاشغال به، إلا أنهم لم يتسلموا مفاتيحهم ولم توزع عليهم هذه السكنات من طرف المسؤولين الذين ـ حسبهم ـ يخدرونهم فقط بمجرد وعود لم تجسد على أرض الواقع، الأمر الذي اثأر استيائهم الشديد خاصة وزن وضعيتهم تتدهور وتتأزم أكثر مع مرور الأيام والسنوات.
وعليه يطالب ساكن هذه البيوت القصديرية من السلطات الولائية بضرورة التدخل العاجل، واتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها أن تخلصهم من هذه المعاناة التي لم تعد تحتمل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19466

العدد 19466

الجمعة 10 ماي 2024
العدد 19465

العدد 19465

الأربعاء 08 ماي 2024
العدد 19464

العدد 19464

الثلاثاء 07 ماي 2024
العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024